أول مشاركة لليابان بتدريبات «جارودا شيلد».. ما استراتيجية واشنطن في الهندوباسيفيك؟

علاء بريك

تشارك اليابان لأول مرة إلى جانب إندونيسيا والولايات المتحدة ودول أخرى في تدريبات "جارودا شيلد".


أعلنت قيادة الجيش الأمريكي في منطقة الهندوباسيفيك الاثنين المقبل 1 أغسطس 2022، موعدًا لانطلاق التدريبات المشتركة مع القوات المسلحة الإندونيسية المعروفة بـ”جارودا شيلد 2022″.

وقالت القيادة إن التدريبات الحالية أوسع في نطاقها وحجمها مقارنةً بالسنوات السابقة، وستشارك اليابان فيها للمرة الأولى إلى جانب دول أخرى، لرفع مستوى التنسيق والتعاون والعمل المشترك بين القوات المسلحة المشاركة، وتعزيز حرية الملاحة والحركة في المنطقة الاستراتيجية.

تدريبات جديدة

قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، يوم الأربعاء الماضي، بعد محادثات مع الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، بحسب وكالة “رويترز“، إن القوات المسلحة اليابانية ستشارك للمرة الأولى في تدريبات عسكرية في إندونيسيا الشهر المقبل إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا.

وتأتي مشاركة اليابان في الوقت الذي تكثف فيه واشنطن وحلفاؤها الإقليميون جهودهما لمواجهة الحضور الصيني المتزايد في منطقة الهندوباسيفيك. وركزت اليابان مؤخرًا في نشاطها الدبلوماسي على إبقاء “منطقة الهندوباسيفيك حرة ومفتوحة”. وقد زار كيشيدا المنطقة، بما في ذلك إندونيسيا، في وقت سابق من هذا العام.

الهيمنة على الهندوباسيفيك

وفقًا لـصحيفة “سيدني مورننج هيرالد“، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، في مؤتمر صحفي في سيدني مع قائد القيادة الأمريكية في الهندوباسيفيك، الأدميرال جون أكويلينو، وقائد قوات الدفاع الأسترالية، الجنرال أنجوس كامبل، إن “النشاط العسكري الصيني في منطقة الهندوباسيفيك بات أكثر عدوانية مما كان عليه في السنوات السابقة”.

لذا، تزيد الولايات المتحدة من تركيزها على منطقة الهندوباسيفيك، بما فيها بحر الصين الجنوبي، وهو ممر استراتيجي بالغ الأهمية تمر عبره نحو 5 تريليونات دولار من التجارة العالمية سنويًّا، إلى جانب ما يختزنه من ثروات طبيعية. وتمثّل المنطقة أولوية استراتيجية للأمن القومي الأمريكي، بحسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية.

تدريبات متتابعة

انطلقت، في نهاية يونيو الماضي، تدريبات حافة الباسيفيك، المعروفة بـ”ريمباك”، بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة 26 دولة حول جزر هاواي وجنوب كاليفورنيا. وعلى الرغم من أن مناورات “ريمباك” تنعقد كل عامين، فإن طبيعة مناورات هذا العام وسياقاتها تكسبها المزيد من الأهمية، وفق ما جاء في مقال نشره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وتشارك اليابان في هذه التدريبات بحاملة المروحيات “جيه إس إيزومو”، وهي قيد التعديل حاليًّا لتشغيل الطائرة المقاتلة “لوكهيد مارتن إف-35 بي لايتنينج 2”. وحسب المقال، يعكس هذا توسيع قوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية لقدراتها.

الاستراتيجية الأمريكية

قال مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الهندوباسيفيك، إيلي راتنر، إن بكين تحاول اختبار حدود الولايات المتحدة وشركائها في قبولها تعديلات على الوضع القائم في بحر الصين الجنوبي، ورأى أن على واشنطن إظهار الإرادة والقدرة على ردع محاولات بكين، حسب ما أورد موقع قيادة الجيش الأمريكي في منطقة الهندوباسيفيك.

يوجد لدى الإدارة الأمريكية، بحسب راتنر، استراتيجية معينة تعمل وفقًا لها لضمان حرية الملاحة في المنطقة واحترام القانون الدولي والسيادة الوطنية، وتتمحور حول الحفاظ على التفوق العسكري والعمل العسكري المشترك مع الشركاء والحلفاء والتنمية الاقتصادية لتطوير قدرات الحلفاء والشركاء والردع.

ويلخص راتنر وجهة نظر وزارة الدفاع الأمريكية بقوله: “نحن لا نسعى للمواجهة أو الصراع، نقول ذلك علنًا وخلف الكواليس. مصلحتنا الأساسية هي الحفاظ على النظام الذي حافظ على سلام المنطقة لعقود. وبينما سنكون دائمًا على استعداد للانتصار في أي مواجهة، فإن المسؤولية الأساسية لوزارة الدفاع هي منع وقوع أي مواجهة، لذا فالردع هو حجر الزاوية في استراتيجيتنا”.

ربما يعجبك أيضا