قوات أمريكية وسويدية تتدرب على صد هجوم معادي “قبالة شواطئ روسية”

أحمد ليثي

تعتبر جزيرة جوتلاند ذات أهمية استراتيجية خاصة لدول البلطيق، مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وهي دول باتت تشعر بالقلق خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية


اختتم الجيش السويدي ومشاة البحرية الأمريكية مناورات مشتركة أمس الأحد 12 يونيو على جزيرة جوتلاند السويدية الواقعة في منتصف بحر البلطيق قبالة شواطي مقاطعة كالينيجراد الروسية.

بحسب تقرير نيويورك تايمز المنشور 12 يونيو، ركزت التدريبات على الدفاع الوهمي واستعادة جزيرة جوتلاند السويدية من قوى أجنبية، في ظل التهديدات التي أحاطت بمنطقة البلطيق خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

ما التدريبات؟

بحسب التقرير المنشور في موقع بي أر 24 الألماني، كانت التدريبات جزءًا من مناورة سنوية أوسع، أرسلت خلالها الولايات المتحدة السفينة الحربية العملاقة يو إس إس كيرسارج، إلى ميناء ستوكهولم، إلى جانب 26 طائرة حربية و 2400 من مشاة البحرية والبحار، وقال العقيد ماجنوس فريكفال، قائد فوج جوتلاند السويدي، إن هذه هي المرة الأولى التي تشمل فيها التدريبات العسكرية جزيرة جوتلاند وحدوث إبرار لمشاة البحرية الأمريكية والقيام بعمليات برية هناك.

وأوضح ماجنوس، إن التدريبات أظهرت سرعة الربط بين مشاة البحرية الأمريكية مع القوات السويدية على شاطئ جوتلاند ، ثم العمل على اقتلاع قوة معادية من مهبط كان الغزاة سيطروا عليه وبدأوا في استخدامه لجلب المزيد من القوات إلى الجزيرة.

تدريب مشترك في بحر البلطيق 1

أمن الجزيرة السويدية على المحك

قال العقيد ماجنوس فريكفال، في مكالمة هاتفية لنيويورك تايمز: “كنا نعتقد أننا لسنا بحاجة للدفاع عن جزيرة جوتلاند منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في أواخر الثمانينات، لكن الأمور اختلفت الآن بحيث بات الدفاع عنها واحدة من أهم أولوياتنا، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

وجاءت التدريبات في الوقت الذي نمت فيه المخاوف من اندلاع صراع عسكري مع روسيا، والتي بدت منذ وقت ليس ببعيد لا يمكن تصورها في السويد التي تقدمت بطلب للحصول على عضوية الناتو. تشكل جوتلاند مجالًا مثيرًا للقلق بالنسبة للسويد، التي تقع تماما في منتصف بحر البلطيق قبالة سواحل مقاطعة كالينيجراد الروسية.

العقيد ماجنوس فريكفال

أهمية جزيرة جوتلاند

بحسب تقرير موقع صوت أمريكا Voice of America، المنشور 12 يونيو، تعتبر جزيرة جوتلاند ذات أهمية استراتيجية خاصة لدول البلطيق، مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وهي دول باتت تشعر بالقلق خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، لأن الجزيرة تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر من البر الرئيسي للسويد و 160 كيلومترًا من ساحل لاتفيا.

من جهته، قال الأكاديمي بجامعة أوبسالا، ميكائيل نوربي، لوكالة أسوشيتيد برس: ” من هذه الجزيرة، يكون إمداد ودعم دول البلطيق أسهل كثيرًا أو أكثر صعوبة، وهذا يتوقف على من يتحكم بالجزيرة “.

0be18932 7fd2 44fd bc8b 0c1dac98991d

رد الفعل الروسي

وفقًا لوكالة أسوشيتيد برس، بالتزامن مع تدريبات الناتو، أطلق أسطول البلطيق الروسي مناوراته العسكرية هذا الأسبوع. وأشارت الخدمة الصحفية للأسطول إلى أن المناورات التي جرت يوم الثلاثاء تركز على أنواع مختلفة من المهام الأمنية، بما في ذلك تعقب وتدمير غواصات العدو.

وقالت الخدمة الصحفية في بيان: “هناك أكثر من 20 سفينة حربية وقاربًا في السلاسل البحرية لأسطول بحر البلطيق، تقوم بمهام قتالية بشكل فردي أو في إطار مجموعات للبحث عن سفن العدو”. وأضاف البيان:”الحوامات وسفن الدوريات وناقلات الصواريخ الصغيرة والسفن المضادة للغواصات وكاسحات الألغام وحوامات الإنزال كانت من بين السفن المشاركة في التدريبات.”

تركيا تعترض على انضمام السويد وفنلندا

قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج يوم الأحد خلال زيارة لفنلندا إن المخاوف الأمنية التي أثارتها تركيا في معارضتها لطلبات عضوية فنلندا والسويد في الناتو مشروعة، وأوضح في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو أثناء زيارته في مقر إقامته الصيفي في نانتالي بفنلندا أن المحاوف مشروعة لأنها تتعلق بالإرهاب.

وتقدمت السويد وفنلندا بطلب للانضمام إلى حلف الناتو الشهر الماضي ، ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا. لكنهم واجهوا معارضة من تركيا التي اتهمتهم بدعم وإيواء مسلحين أكراد وجماعات أخرى تعتبرها إرهابية. وقال ستولتنبرغ: “علينا أن نتذكر أن تركيا من الدول القليلة في الناتو التي عانت بسبب الإرهاب، لكن المحادثات مع تركيا ستستمر رغم عدم وجود أي مؤشر على إحراز تقدم في المفاوضات.

ربما يعجبك أيضا