تدريب للجيش الأمريكي يكشف أهمية المسيرات في الحرب المستقبلية

آية سيد
تدريب على مواجهة أسراب المسيرات

يدرب الجيش الأمريكي جنوده على كيفية مواجهة المسيرات، التي ستصبح عنصرًا أساسيًا في الحروب المستقبلية.. فما الإجراءات الدفاعية التي يمكن اتخاذها؟


أجرى الجيش الأمريكي، يوم الأحد 11 سبتمبر 2022، تدريبًا في مركز التدريب الوطني في فورت إروين بكاليفورنيا باستخدام المسيرات.

وبحسب تقرير لموقع “تاسك آند بيرباس” الأمريكي، يوم أمس الأول الثلاثاء 13 سبتمبر 2022، يهدف التدريب إلى إعداد الجنود الأمريكيين لمواجهة خطر المسيرات، التي ستصبح عنصرًا أساسيًّا في الحروب المستقبلية.

تفاصيل التدريب

نشر قائد مركز التدريب، الجنرال كيرتس تايلور، مقطع فيديو عبر “تويتر” يظهر سربًا مكونًا من 40 مروحية مسيرة ذات 4 مراوح “كوادكوبتر” يحلق في السماء، كجزء من محاكاة هجوم للفوج 11 لسلاح الفرسان المدرع على وحدة من الفرقة المدرعة 1.

وكتب تايلور: “عند شروق شمس هذا الصباح، جرى إطلاق سرب مكون من 40 كوادكوبتر جميعها مزودة بكاميرات، ونظام الاشتباك بالليزر المتعدد والمتكامل MILES، وقدرات الذخيرة الفتاكة، قبل هجوم الفوج 11 لسلاح الفرسان المدرع على الدفاعات المجهزة للفرقة المدرعة 1″، لافتًا إلى أن المسيرات ستكون بنفس أهمية المدفعية في المعركة الأولى من الحرب المقبلة.

أهمية أنظمة الاشتباك بالليزر

لفت التقرير إلى أن نظام الاشتباك بالليزر المتعدد والمتكامل، الذي أشار إليه تايلور، هو النظام الذي يحاكي القتل والإصابات التي يسجلها الأفراد والمعدات. وقال تايلور: “نحن نعمل على دمجه في نظام محاكاة ميدان المعركة، وننوي استخدامه”، مضيفًا أنه يحمل إمكانات هائلة.

وذكر التقرير أن مركز التدريب الوطني أحد مواقع التدريب الرئيسة للجيش الأمريكي، بمساحة تتجاوز ألفين و580 كيلومترًا مربعة، ويستطيع الجنود الاستعداد للانتشار عبر التدريب على سيناريوهات قتالية مختلفة، منها الحرب على خصم قريب، مثل الصين أو روسيا. ويؤدي الفوج 11 لسلاح الفرسان المدرع دور الوحدة المعتدية في مركز التدريب، ويحاكي العديد من الخصوم.

دور المسيرات في الصراعات الحالية

أوضح تايلور أن مركز التدريب يراقب كيف تُستخدم المسيرات في الصراعات الحالية، في أوكرانيا وناجورنو كاراباخ، بعد أن أثبت استخدام المسيّرات الصغيرة أهميته لأذربيجان في صراعها مع أرمينيا. وقال: “إن شعار مركز التدريب الوطني هو إعداد التشكيلات للفوز بالمعركة الأولى في الحرب المقبلة. ونحن نؤمن بأن المسيرات الفتاكة ستصبح جزءًا ضخمًا منها، وستمثل أفضلية غير متكافئة للخصوم”.

وبحسب التقرير، قطع التهديد الذي تشكله مسيرات العدو شوطًا طويلًا منذ 2017، عندما استخدم تنظيم داعش مسيرات رخيصة ومتاحة تجاريًّا لإسقاط قذائف هاون على القوات العراقية في أثناء معركة الموصل. ومنذ ذلك الحين، تعرضت القوات الأمريكية في العراق وسوريا لهجمات بالمسيرات. وجرى تحميل مسؤولية معظم هذه الهجمات للجماعات المدعومة إيرانيًّا.

وفي سبتمبر 2019، استخدمت إيران 18 مسيرة للهجوم على منشآت معالجة النفط السعودية، ما دفع الجيش الأمريكي إلى إرسال المزيد من القوات إلى السعودية.

أكبر تهديد للقوات الأمريكية

وصف القائد السابق للقيادة الوسطى الأمريكية، الجنرال المتقاعد كينيث ماكنزي جونيور، المسيرات، تكرارًا، بأنها “أكبر تهديد للقوات” منذ أن بدأ المتمردون في زرع القنابل على جانب الطريق في العراق وأفغانستان. ووفق التقرير، فإن الانتشار السريع لتكنولوجيا المسيرات أجبر الجيش الأمريكي على البحث عن إجراءات مضادة جديدة.

وفي هذا السياق، قال ضابط المارينز المتقاعد والباحث بجامعة الدفاع الوطني، تي إكس هامز: “إن ما نشهده الآن تحول إلى عصر من المراقبة المستمرة. يجب أن نبني نظام تشغيل كامل حول فكرة أننا يمكن رؤيتنا دائمًا، وبالتالي يمكن استهدافنا”.

المسيرات في الحرب الروسية الأوكرانية

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، استخدم الأوكرانيون بنجاح مجموعة متنوعة من المسيرات لتدمير الدبابات ومستودعات الذخيرة وغيرها من الأهداف الروسية. وشملت هذه المسيرات “بيرقدار تي بي 2″ التركية، و”سويتش بليد”، و”آر كيو 20 بوما”.

وفي هذا الشأن، قال الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بنجامين جينسين: “إن ما ندركه الآن هو أنه إذا كنت أملك هذه المسيرات الرخيصة، يمكنني رفع كفاءتها وتزويدها بقوة نارية دقيقة. وفي أثناء الاشتباك التكتيكي، هذا يوفر مساحة للطائرات وأنظمة المدفعية لتنفيذ مهام أخرى”.

ولكن رغم أن الحرب الروسية الأوكرانية أظهرت أهمية هذا النوع من المسيرات الصغيرة، فإن توظيفها كجزء من استراتيجية الأسلحة المشتركة لا يزال صعبًا، وفق التقرير. وقال تايلور: “يوجد الكثير من المهارات الأساسية للجنود نحتاج لإعادة تكييفها. فأنت تحتاج إلى الانتشار حتى لا تشكل هدفًا مركزًا للعدو. ويتعين عليك إخفاء العناصر الأكثر أهمية لقدرتك القتالية”.

مواجهة تهديد المسيرات

في ما يتعلق بالإجراءات الدفاعية ضد المسيرات، قال جينسين: “إن أفضل رهان حاليًّا هو التمويه والحدّ من قدرة المسيرة على رؤيتك،” مشيرًا إلى أن إجراءً بسيطًا ورخيصًا مثل هذا قد يكون أفضل من الإجراءات المضادة الكهرومغناطيسية الأكثر تقدمًا.

وفي السياق ذاته، رأى الخبير الاستراتيجي والزميل بمؤسسة “نيو أمريكا”، بيتر سينجر، أنه لمواجهة أسراب المسيرات “يمكنك استخدام الإجراءات المضادة الإلكترونية للتشويش على أنظمتها واتصالاتها، أو الردود الحركية لإسقاطها باستخدام أسلحة أخرى بداية من صواريخ سام إلى القذائف الموجهة أو المسيرات الأخرى، أو ملاحقة البشر الذين يوجهونها”.

ربما يعجبك أيضا