ترامب وفكرة «الحزب الوطني».. باب ثالث مثير للجدل إلى البيت الأبيض

كتب – حسام عيد

بعد دراما مثيرة وغريبة على المشهد الأمريكي الذي طالما يتشدق بالدفاع عن الديمقراطية التي يشن ويشرع من أجلها قوانين لحمايتها، افتعلها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد رفضه القاطع الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية التي أفضت إلى تنصيب المرشح الديمقراطي جو بايدن رئيسًا للقوة العظمى الأولى بالعالم، أبى ألا يغادر واشنطن دون ترك رسالة غامضة قد يدوم فحواها المثير أيضًا خلال الفترة القصيرة المقبلة، وهي زعمه التخطيط لتأسيس حزب سياسي جديد، ربما يمكنه من العودة سريعًا إلى البيت الأبيض.

الحزب الوطني

في الأيام الأخيرة له داخل البيت الأبيض، تحدث الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مع مساعديه بشأن تشكيل حزب سياسي جديد.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن أشخاص وصفتهم بالمطلعين على الأمر أن ذلك يأتي في محاولة لممارسة تأثير مستمر بعد مغادرته البيت الأبيض.

وقالت الصحيفة إن ترامب ناقش الأمر مع العديد من مساعديه وأشخاص آخرين مقربين منه الأسبوع الماضي.

وذكر الرئيس أنه يريد تسمية الحزب الجديد بـ”الحزب الوطني”.

ووفقًا للصحيفة، ليس من الواضح بعد مدى جدية ترامب في تأسيس حزب جديد، وهي خطوة تتطلب كما هائلا من الوقت والموارد، علمًا أنه يملك قاعدة كبيرة من المؤيدين، بعضهم لم ينخرط في السياسات الجمهورية قبل حملته للرئاسة الأمريكية عام 2016.

وتقول الصحيفة إنه في السابق، فشلت محاولات تأسيس حزب ثالث في الحصول على دعم كاف كي تلعب دورا أساسيا في الانتخابات المحلية، ومن الأرجح أن يعترض المسؤولون في الحزب الجمهوري بشدة على فكرة جذب ترامب المصوتين الجمهوريين.

وفي خطاب وداعي، قال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، إن جميع الأمريكيين شعروا بالرعب جراء الاعتداء على الكابيتول، وإنه لا يمكن التسامح مع هذا الفعل أبدًا.

ترامب دافع من جهة أخرى عن إنجازاته في وجه إيران، مشيرًا إلى أن عهده حمل الكثير من الإنجازات، منها القضاء على خلافة داعش والوقوف في وجه النظام الإيراني وقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني.

وأشاد بما وصفه بالاتفاقيات التاريخية التي تمت في الشرق الأوسط تحت رعايته، واصفاً إياها ببداية لشرق أوسط جديد.

وتباهى ترامب بأنه الرئيس الأمريكي الأول منذ عقود، الذي لم يدخل الولايات المتحدة في حروب جديدة. وقال إن إدارته نجحت في بناء قوة أمريكا داخليًا وريادتها القيادية في الخارج.

آمال العودة للبيت الأبيض

وقبل مغادرته مقر الرئاسة الأمريكية يوم الأربعاء 20 يناير الجاري، ترك دونالد ترامب رسالة لخلفه جو بايدن في البيت الأبيض.

وبعد مغادرته البيت الأبيض، قال ترامب في قاعدة أندروز العسكرية “سأعود بطريقة أو بأخرى”، متمنيًا في الوقت ذاته “حظًا جيدًا” لإدارة جو بايدن.

وقال ترامب قبل صعوده إلى الطائرة الرئاسية الأمريكية للمرة الأخيرة متوجهًا إلى فلوريدا: “كانت أربع سنوات رائعة”، مضيفاً: “أنجزنا الكثير معًا”، و”سنعود بطريق أو بأخرى”.

وأضاف ترامب، “كانت فترة مميزة حققنا فيها الكثير، وما تم تحقيقه كان مدهشا بكافة المعايير، عملنا خلالها على إعادة بناء القوات المسلحة الأمريكية”.

ومعددًا إنجازات عهده، قال ترامب: “حققنا أرقامًا قياسية في مجال الوظائف قبل كورونا، كما أن أسواق الأسهم حققت أرقامًا جيدة رغم الجائحة”.

ووسط تصفيق من مناصريه، تابع ترامب قائلًا: “لدينا أعظم دولة وأعظم اقتصاد في العالم، واجهتنا العديد من العقبات وتم تجاوزها”. وأشار إلى أن “الفيروس الصيني كان شيئا مروعًا”.

وغادر ترامب البيت الأبيض للمرة الأخيرة بعد الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي بطائرة هليكوبتر حيث توجه لحضور حفل وداع في قاعدة أندروز الجوية المشتركة.

ويمثل رفض الرئيس استقبال خليفته قبل حضور حفل التنصيب مخالفة لتقليد سياسي يعود إلى أكثر من 150 عامًا، رافضا بذلك لقاء خلفه والتأكيد على الانتقال السلمي للسلطة.

ربما يعجبك أيضا