تركيا تتأزم.. بؤرة كورونا الثالثة في العالم

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

فشلت كافة الجهود التركية في احتواء فيروس كورونا المستجد، لتصبح تركيا ثالث بؤرة لتفشي الوباء في العالم بعد أوروبا والولايات المتحدة، إذ سجلت قفزة كبيرة في أرقام الإصابات.

وفي الأيام الأولى لتفشي الفيروس، كانت تركيا تتباهى بنجاحها في منع دخول المرض إلى أراضيها، لكنها باتت اليوم واحدة من أكثر دول المنطقة والعالم تضررا من الوباء.

تركيا.. بؤرة لتفشي الوباء

أعلنت وزارة الصحة التركية مساء اليوم الأحد 19 أبريل 2020 ارتفاع حالات الإصابة بكورونا إلى 86306 حالات و2017 حالة وفاة حتى الآن.

وبهذه الأرقام تتجاوز تركيا عدد الإصابات المسجلة في الصين، بؤرة تفشي الفيروس الأولى، والتي سجلت 82735 حالة حتى الآن.

كما باتت تركيا بؤرة لتفشي الفيروس في الشرق الأوسط، بعد تجاوزها إيران، لتسجل أكبر عدد من الإصابات عالميا، خارج أوروبا والولايات المتحدة.

وتحتل تركيا المركز السابع بين الدول بعدد الإصابات، خلف الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
 

فشل في إدارة الأزمة

ورغم حاجة الأطقم الطبية في تركيا للمعدات الوقائية من الفيروس، زادت تركيا من شحنات هذه المنتجات إلى الخارج مؤخرا لتلبية الطلب المتصاعد عليها في أوروبا.

الكاتب والباحث السياسي التركي جواد غوك، أكد أن الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين التي تسجل يوميا في تركيا، سببها تأخر الإجراءات التي اتخذتها الحكومة من أجل السيطرة على المرض.

وقال: “عدد المصابين كبير جدا.. يوميا يزداد بحدود 4 أو 5 آلاف.. الحكومة لم تتخذ إجراءات وتدابير صارمة.. حظر التجوال الكامل لم يبدأ سوى مؤخرا ولمدة يومين فقط في نهاية كل أسبوع”.

ووجه اللوم إلى الحكومة بسبب تقديم مساعدات طبية لعدد من دول أوروبا، وتجاهل شح هذه المنتجات داخل البلاد، منددا بعدم استجابة السلطات التركية لطلبات رؤساء البلديات، بفرض حظر التجول بشكل مشدد منذ نحو شهر.

واعتبر غوك أن الركود الاقتصادي قبل كورونا كان واضحا جدا في تركيا، والآن المواطن يعاني مشاكل اقتصادية إضافية بسبب تفشي الوباء.

في المستشفيات الحكومية كل الغرف ممتلئة، والآن من يصاب بالفيروس لا يقبلونه في المستشفيات، بحسب تصريحات الكاتب السياسي غوك.

محاولات لاحتواء الوباء

وضاعفت تركيا جهودها في محاولة مستميتة لاحتواء وباء كورونا، حيث أغلقت المدارس وعلّقت الرحلات الجوية وحظرت التجمّعات ومددت القيود على السفر بين 31 مدينة، لكنها فشلت بالنهاية في الحد من انتشار الوباء.

وفي وقت سابق، أقر البرلمان التركي قانونا يتيح الإفراج عن عشرات الآلاف من السجناء لتخفيف الازدحام في السجون وحماية المعتقلين من الإصابة بفيروس كورونا.

وانتقدت منظمات غير حكومية النصّ الذي يستثني المسجونين بتهم “إرهاب” ومن بينهم صحفيون ومعارضون سياسيون.

كوارث سببها أردوغان

يعزى تزايد أعداد الضحايا والمصابين إلى موقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان نفسه، الذي قاوم اتخاذ إجراءات عاجلة، مكتفيًا فقط بالدعوة إلى مجرد “حجر صحي طوعي” في تركيا.

وبحسب البروفيسور إيماره ألتنيدس، أستاذ علم الأحياء في جامعة بوسطن، والذي كان يدرس الأوبئة في تركيا. فإن أردوغان يرى “أن تركيا بلد يجب أن يستمر فيه الإنتاج ويجب أن يستمر دوران التروس تحت أي ظرف وفي كل الظروف”.

ويرى البروفيسور ألتنيدس أن هناك زيادة سريعة، بشكل كارثي، في معدلات الإصابة والوفيات في تركيا، منوها بأنه لا توجد شفافية لدى الحكومة التركية.

وخلال الأيام القليلة الماضية الماضية، قامت حكومة أردوغان بالقبض على مئات من المواطنين الأتراك، لمجرد قيامهم بالتعبير عن انزعاجهم من تفشي الفيروس بشكل سريع للغاية في تركيا عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأجبرت السلطات التركية مهنيين طبيين، ممن حثوا على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، على إصدار اعتذارات عقب إلقاء القبض عليهم.
 

ربما يعجبك أيضا