«تريندز» يتناول دور غياب المراجعة الفكرية في تراجع السياسي لـ«الإخوان»

رؤية

الإخوان رفضت إجراء المراجعات الفكرية والفقهية كلية، ولم تسمح لعناصرها بانتقاد التنظيم على المستوى السياسي.


نشر مركز تريندز للبحوث والاستشارات ورقة بحثية بعنوان «غياب المراجعة الفكرية للإخوان وحضور التراجع السياسي»، للباحث منير أديب.

وأوضحت الدراسة، التي نشرت اليوم الأربعاء 8 مارس 2023، أن جماعة الإخوان أصابتها حالة من الجمود والتراجع، كحال باقي تنظيمات الإسلام السياسي، بعدما رفضت طرح أي مبادرات حقيقية، سواء فكرية وفقهية، أو على مستوى الممارسة السياسية.

فكر المراجعات

أشارت الدراسة إلى أن جماعة الإخوان رفضت إجراء المراجعات الفكرية والفقهية كلية، ولم تسمح لعناصرها بانتقاد التنظيم على المستوى السياسي، فلم تتجه لمراجعة أفكارها أو أدائها السياسي في أي مرحلة زمنية كانت، وترى أن النقد الذاتي مفهوم غريب على المسلمين، بل لا تراه مصطلحًا إسلاميًّا، ولا تفهمه إلا في إطار التشهير.

ورغم ذلك الموقف الرافض، ظهرت بعض المحاولات، التي لم تهتم بها الجماعة ولم تتبناها، وحالت دون انتشارها، وتكاد الكتابات المتعلقة بهذه المحاولات تكون ضئيلة للغاية، وفق الدراسة، التي أشارت إلى وجود عدة مستويات من الكتابة في هذه المساحة، الأول، ما دونه بعض شباب الجماعة داخل السجون، والثاني كتبه أفراد محسوبون على الجماعة، لكن الأخيرة قالت إن أفكارهم لا تمثّلها.

تغييرات واسعة

المستوى الثالث لمحاولات النقد الذاتي لنهج تنظيم الإخوان، وفق دراسة مركز ترندز، كانت الدعوات التي أطلقتها بعض الأسماء البارزة داخل الجماعة، كالمقالات التي كتبها عصام تليمة. وذكرت أن الجماعة تعاملت مع أعضائها، الذين كانوا يطلقون فكرة المراجعات، وفق منهجين، إما بخروج هذا العضو منها طواعية وإما أن تنبذه وتعنفه وتتخلى عنه.

ورأت الدراسة أن تعامل التنظيم كان كارثيًّا، وتعرض كل من وقع على إقرارات التوبة والمراجعات للتعنيف والنبذ والضرب، وحتى قطع المساعدات المالية عن أهله خارج السجن ووقف دعمه القانوني، لكن الجماعة ردت على بعض الدعوات.

وشددت على أنها اتخذت بالفعل بعض التغييرات، وأعلنت في مطلع عام 2015، تعيين متحدث إعلامي من جيل الشباب، وفي إبريل 2015 أعلنت أنها أجرت انتخابات أدت إلى تغييرات واسعة، طالت 60% من صفوف قيادات مكاتبها الإدارية داخل مصر.

مراجعات مستحيلة

يزعم “الإخوان” أنهم لم يمارسوا عنفًا، وأن ممارستهم للعنف كانت ترتبط بظرف سياسي، ولم يعترفوا أنهم أخطأوا في تفسير نص ديني، أو آولوا بعض الآيات خروجًا عن سياقها، لذا لم يروا حاجة إلى مراجعة أفكارهم، أو حتى الاعتذار عما بدر منهم في ما يتعلق بالسلوك الذي عكسه تفسيرهم الخاطئ للنصوص.

ويبقى عدم اعتراف الإخوان بممارسة العنف هو العقبة الأولى أمام عدم مراجعتهم للأفكار، فكيف يراجعون أفكارا يؤمنون أنها سلمية تماما وأنها تنبذ العنف، حتى إنهم أكدوا أنهم يتعبدون الله بأعمال النظام الخاص الذي أنشئ قبل ثورة 1952 من أجل أن يكون ذراعا عسكريّا للجماعة.

تراجعات سياسية

وخلصت الدراسة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لا تؤمن بفكرة المراجعات الفكرية، وتعتقد أنها وحدها تمثّل الإسلام الوسطي، ولا ترى أنها أخطأت أو أن هناك حاجة إلى إجراء مثل تلك المراجعات، وكما لا تؤمن الجماعة بفكرة المراجعات الفكرية فإنها تجاهلت أي دعوة توجه إليها لإجراء هذه المراجعات.

ومقابل مواجهة ما كانت تتعرض له الجماعة من ضغوط، فإنها لجأت إلى ما يمكن تسميته بالتراجعات السياسية التي استهدفت من خلالها مواجهة تلك الضغوط، والمثال الأبرز في هذا الصدد هو ذلك الملف الذي أعلنته في مارس 2017 واستهدف مواكبة متغيرات خارجية أبرزها مجيئ إدارة ترامب لحُكم الولايات المتحدة التي كانت تسعى إلى تصنيف الجماعة منظمة إرهابية.

للاطلاع على المزيد اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا