تزامنًا مع انتخابات فرنسا.. تكاليف استضافة الأولمبياد تثير الجدل

مصطفى خلف الله

ألقت تكاليف استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الباهظة، والتي تقدر بنحو 9 مليارات يورو، بظلالها على الشارع الفرنسي الذي يشهد جدلًا واسعًا في ظل اشتعال الانتخابات الفرنسية، إلا أن مسؤولين بارزين يعتبرون أنّ تأثيرات الحدث قد تكون “نفسية” أكثر منها اقتصادية.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الأحد 30 يونيو 2024، لا يزال الوزراء المعنيون والمراقبون الماليون يترقبون التكلفة النهائية والمكاسب المالية التي ستحققها الألعاب، قبل الحفل الافتتاحي المرتقب في 26 يوليو 2024.

تقديرات أولية للتكاليف

سبق أن نُقل عن لجنة التدقيق اليابانية قولها إن أولمبياد طوكيو 2020 التي تأجلت لمدة عام حتى 2021 بسبب جائحة كورونا، بلغت تكلفتها نحو 12.9 مليار دولار.

وقدرت وزارة المالية اليونانية تكلفة دورة أثينا لعام 2004 بنحو 9.1 مليار دولار، رغم أن بعض التقديرات المستقلة تتحدث عن 15 مليارًا، أما لندن فقدرت تكلفة دورة 2012 بنحو 15 مليار دولار.

حجم المكافآت المالية

تتوقع السلطات الفرنسية في تقدير أولي أن تبلغ تكلفة أولمبياد باريس 2024 نحو 9 مليارات يورو (9.6 مليار دولار أمريكي)، رغم أن تأكيد الرقم الرسمي يحتاج إلى وقت إضافي، خاصة أن التكلفة غالبًا تكون صعبة التوقع أو التأكيد.

كما تعتمد الفاتورة النهائية على حجم المكافآت المالية خلال الألعاب لسائقي قطارات الأنفاق، إضافة إلى عناصر الشرطة ومقدّمي خدمات الطوارئ، ناهيك عن التكلفة العامة للأمن.

التكلفة النهائية للدولة

خصّصت الحكومة الفرنسية هذا الأسبوع 33 مليون يورو أخرى لمنظّمي الألعاب البارالمبية الذين يعانون من ضعف مبيعات التذاكر.

كذلك، خصّصت الحكومة والسلطات المحلية حتى الآن 2.4 مليار يورو لأولمبياد باريس، معظمها لأعمال البناء، لكن رئيس ديوان المحاسبة التابع للحكومة قدّر أن التكلفة النهائية للدولة قد تصل إلى 5 مليارات يورو.

المكاسب المتوقعة

قال كبير الاقتصاديين في مجموعة الخدمات المالية “أودو بي إتش أف”، برونو كافالييه إن “التدخل المباشر للدولة محدود نسبيًا”، مضيفًا أن الألعاب الأولمبية لن “تغيّر بشكل جذري” الدَّين العام الفرنسي البالغ نحو 3.2 تريليون دولار.

وفقًا لمركز القانون واقتصاد الرياضة “سي دي إي أس”، الذي يراقب ألعاب باريس لصالح اللجنة الأولمبية الدولية ومنظّمي باريس 2024، فإن الحدث الرياضي الأبرز عالميًا سيحقق مكاسب اقتصادية تتراوح بين 6.7 و11.1 مليار يورو لمدينة باريس، لكنه أوضح أن هذه المكاسب قد تتوزّع على الأعوام العشرين المقبلة.

استثمارات ضخمة

في فبراير الماضي، قدّرت شركة أستريس الاستشارية أن الألعاب ستدرّ نحو 5.3 مليار يورو من الإيرادات الضريبية والاجتماعية الإضافية.

وقال “دويتشه بنك” في دراسة هذا الشهر، إن “الدول المضيفة للألعاب الأولمبية أو نهائيات كأس العالم لكرة القدم نادرًا ما تحقق عوائد اقتصادية أو حتى اجتماعية إيجابية، لكنها تحقق عادة استثمارات ضخمة وممولة من القطاع العام في الملاعب الجديدة والبنية التحتية العامة”.

وبالنسبة لمحافظ بنك فرنسا فرانسوا فيلروا دي غايو، فإن دورة الألعاب الأولمبية في باريس سيكون لها تأثير “نفسي” أكثر من تأثيرها الاقتصادي، موضحًا أن فرنسا قادرة على تحسين صورتها في العالم من خلال الألعاب، ما قد يجذب في نهاية المطاف استثمارات جديدة.

الحضور المتوقع 

تتوقع شركات البناء والتطوير زيادة إيراداتها بما يصل إلى 3 مليارات يورو من الألعاب الأولمبية، بينما يتوقع القطاع السياحي أن يجني ما يصل إلى 3.6 مليار يورو من 15 مليون زائر متوقع لحضور الألعاب، من بينهم 2 مليون من الخارج، بحسب مركز القانون واقتصاد الرياضة.

كما توقعت شركة “أودو بي إيتش إف” أن تستفيد شركات الإعلام والترفيه والمشروبات والسلع الاستهلاكية وشركات النقل من الألعاب على حد سواء.

ربما يعجبك أيضا