تسلسل زمني.. أبرز التوغلات الإسرائيلية في لبنان

محمد النحاس

تاريخ التوغلات الإسرائيلية في لبنان؟


ادعى الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 أنه بدء عملية عسكرية برية في لبنان، في أعقاب سلسلة من الغارات جوية مدمرة، لكن حتى ذلك التوقيت نفى الجانب اللبناني حدوث أي توغل.

لكن صباح الأربعاء، أي بعد يوم واحد من الإعلان الإسرائيلي، أعلن حزب الله في بيان أن مقاتليه اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في مارون الراس الحدودية، فيما أقر الجيش الإسرائيلي رسميًا مقتل 8 جنود، ما يسلط الضوء على التاريخ الطويل من التوغلات الإسرائيلية في لبنان، والتي كان أكثرها مكلفًا للغاية بالنسبة للاحتلال.

1968

الهجوم على مطار بيروت في 1968 كان واحدًا من أولى العمليات الكبيرة التي نفذتها إسرائيل على الأراضي اللبنانية، في ذلك الوقت، شنت وحدة كوماندوس إسرائيلية هجومت مباشرت على مطار بيروت الدولي.

الهجوم جاء ردًا على عملية اختطاف طائرة إسرائيلية نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية، ودخلت الوحدة الإسرائيلية المطار وزرعت عبوات ناسفة على طائرات مدنية تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، ما أدى إلى تفجير 13 طائرة.

الجدير بالذكر أن بنيامين نتنياهو، الذي شغل لاحقًا منصب رئيس وزراء إسرائيل عدة مرات، كان أحد أفراد تلك الوحدة التي نفذت العملية.

1973

في عام 1973، نفذت إسرائيل عملية نوعية أخرى استهدفت 3 من كبار قادة حركة فتح في بيروت.

وعرفت هذه العملية باسم “فردان” أو “ينبوع الشباب”، حيث اغتيل كل من كمال ناصر، كمال عدوان، وأبو يوسف النجار في هجوم ليلي، وردت حركة فتح على هذه الاغتيالات بتنفيذ عملية “سافوي” في قلب تل أبيب، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة حوالي 100 إسرائيلي بين مدنيين وعسكريين.

1987

لاحقًا، في مارس 1978، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة في جنوب لبنان عرفت بـ”عملية الليطاني”، وكان الهدف منها طرد الفصائل الفلسطينية المسلحة من المنطقة الحدودية، وجاء الهجوم بعد عملية فلسطينية قرب تل أبيب، وأسفر عن اجتياح 25 ألف جندي إسرائيلي للجنوب اللبناني.

خلال العملية التي استمرت 8 أيام، استشهد أكثر من 1100 لبناني وفلسطيني، ونزح حوالي 250 ألف شخص من منازلهم، في تلك الفترة، أنشأت إسرائيل ما عرف بالحزام الأمني في جنوب لبنان، وهو منطقة أمنية تهدف لحماية حدودها الشمالية.

1982

في يونيو 1982، شهد لبنان اجتياحًا إسرائيليًا أوسع، عُرف باسم “عملية سلام الجليل”، هذا الاجتياح جاء بذريعة محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن من قبل مجموعة فلسطينية

هدف العملية الإسرائيلية كان القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، ومحاولة فرض مشروع حكم ذاتي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى جانب محاولة فرض معاهدة سلام مع لبنان.

القوات الإسرائيلية تقدمت بسرعة وسيطرت على مناطق واسعة في الجنوب ووصلت إلى ضواحي بيروت، حيث فرضت حصارًا قاسيًا على المدينة، هذا الحصار أسفر عن كوارث إنسانية، فقد بلغت الخسائر البشرية وفقًا لتقارير اليونيسيف أكثر من 26 ألف قتيل، بينهم العديد من الأطفال، بسبب القصف الإسرائيلي المكثف.

1993

لم تكن هذه آخر الاعتداءات، في يوليو 1993، أطلقت إسرائيل عملية “تصفية الحساب” ردًا على هجمات صاروخية من حزب الله على المستوطنات الإسرائيلية.

العملية استهدفت مناطق واسعة من لبنان، واستمرت 7 أيام، وأسفرت عن سقوط عشرات الشهداء اللبنانيين.

1996

في أبريل 1996، شنت إسرائيل عدوانًا جديدًا عُرف باسم “عناقيد الغضب”، وبلغت حصيلة ضحايا هذه العملية حوالي 175 شهيدًا، معظمهم من المدنيين.

مجزرة قانا التي ارتكبت خلال هذه العملية تعد واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها النزاع، حيث قصفت إسرائيل ملجأً للمدنيين كان يُعتقد أنه آمن.

2000

في مايو 2000، وتحت ضغط المقاومة بقيادة حزب الله، انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان بعد احتلال دام 22 عامًا.

هذا الانسحاب شكّل نقطة تحول في الصراع، حيث اعتُبر انتصارًا لحزب الله، مما عزز من قوته ونفوذه في لبنان والمنطقة.

2006

أخيرًا، شهد لبنان في يوليو 2006 حربًا أخرى عندما هاجم حزب الله دورية إسرائيلية وخطف جنديين.

ردت إسرائيل بعملية عسكرية مكثفة استمرت 34 يومًا، تخللتها مواجهات عنيفة وقصف متبادل، ما أسفر عن سقوط أكثر من 1300 شهيد لبناني، فيما تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة وعادت أدراجها في هزيمة مدويّة.

ربما يعجبك أيضا