«تسليح أوكرانيا أولوية».. هل يؤثر القرار الأمريكي على إسرائيل؟

تسليم أوكرانيا أنظمة الدفاع الجوي يتصدر أولويات أمريكا: هل تتأثر إسرائيل؟

محمد النحاس

من غير المرجح أن يؤثر القرار بشكل مباشر على إسرائيل، حيث تتمتع الدولة العبرية بواحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدمًا وتكاملًا في العالم، والتي تشمل نظام القبة الحديدية، ومقلاع داوود، ونظام السهم (آرو)


أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم 21 يونيو 2024، أنها قررت إعادة ترتيب أولويات توريد صواريخ الدفاع الجوي لتضع أوكرانيا في مقدمة الدول المستفيدة من هذه الأنظمة.

جاء هذا الإعلان على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، خلال إحاطة صحفية، أمس الخميس 20 يونيو، واصفًا القرار بأنه “صعب ولكنه ضروري”.. ماذا يعني هذا القرار؟ وما دلالته؟ وهل سيؤثر على تسليح إسرائيل في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة وتهديدات الجبهة الشمالية؟

متى ستتسلم أوكرانيا الصواريخ؟

ذكر كيربي: “سنعيد ترتيب أولويات تسليم هذه الصادرات بحيث يتم الآن إرسال تلك الصواريخ التي تخرج من خط الإنتاج إلى أوكرانيا”، خصوصًا صواريخ باتريوت وناسامس.

وأضاف أن أوكرانيا ستتسلم هذه الصواريخ بحلول نهاية الصيف، موضحًا أن العدد سيصل إلى المئات، وهو ما ينبغي أن يكون كافيًا لتلبية احتياجات أوكرانيا الدفاعية لمدة 16 شهرًا.

وأكد كيربي أن الدول التي كانت تنتظر تسليم صواريخ الدفاع الجوي ستظل تتلقى ما طلبته، ولكن سيتم تأجيل مواعيد التسليم، ولم يحدد المسؤول الأمريكي الدول التي ستتأثر بالتأخير، لكنه أكد أن القرار لن يؤثر على تايوان أو إسرائيل.

هل يؤثر القرار على إسرائيل؟

من غير المُرجح أن يؤثر القرار بشكل مباشر على إسرائيل، حيث تتمتع الدولة العبرية بواحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدمًا وتكاملًا في العالم، والتي تشمل نظام القبة الحديدية، ومقلاع داوود، ونظام السهم (آرو).

يُعرف نظام القبة الحديدية بفعاليته في اعتراض الصواريخ القصيرة المدى والطائرات بدون طيار، بينما يغطي مقلاع داوود ونظام السهم التهديدات المتوسطة وبعيدة المدى. ومؤخرًا، بدأت إسرائيل في التخلص التدريجي من أنظمة باتريوت القديمة، واستبدالها بتقنيات أكثر تطورًا تم تطويرها بالتعاون مع الولايات المتحدة، بما في ذلك منظومة السهم ومقلاع داود.

وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد كشف لأول مرة عن خفض استخدام إسرائيل لبطاريات باتريوت في فبراير، وستحتاج إسرائيل إلى موافقة الولايات المتحدة لبيع النظام الأمريكي الصنع، ولكن يمكن أيضًا بيعها مرة أخرى إلى الولايات المتحدة ثم إرسالها إلى مكان آخر (بما في ذلك أوكرانيا)، وفق النائب السابق لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي عيران ليرمان، والذي يشغل الآن منصب نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، حسب ما نقل عنه موقع “بريكنج ديفنس”. 

ما سبب احتياج أوكرانيا للمنظومات؟

بالنسبة لأوكرانيا، فقد عانت خلال الأشهر الأخيرة من ازدياد حدة الهجمات الجوية الروسية على المدن والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، ما جعل تعزيز الدفاعات الجوية أولوية قصوى.

ومن المرجح أن يؤدي تسريع تسليم أنظمة الدفاع الجوي إلى أوكرانيا من قدرتها على التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة الروسية.

وتيرة الإنتاج وعقود مستقبلية

تصنع شركة لوكهيد مارتن، 550 صاروخًا من طراز PAC-3 MSE سنويًا في مصنعها في كامدن، ويُعد الصاروخ PAC-3 MSE من أكثر أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي تطورًا في العالم، ومن أحدث إصدارات صواريخ باتريون، حسب بيانات الشركة المتخصصة في الصناعات الدفاعية. 

وقد بلغت وتيرة الإنتاج 500 صاروخ سنويًا في ديسمبر 2023، ورغم عدم تمويل الجيش لزيادة أخرى في إنتاج الصواريخ، استثمرت شركة لوكهيد بهدف زيادة الإنتاج إلى 650 صاروخًا سنويًا.

وفي 2023، وقعت لوكهيد 6 عقود مع عملاء دوليين، وفي نوفمبر 2022، اشترت سويسرا 5 بطاريات و75 صاروخًا، وتخطط رومانيا لشراء وحدات إضافية.

كما أن هناك دولتين أوروبيتين على الأقل على وشك الإعلان عن خطط لشراء نظام باتريوت، وفقًا لما ذكرته شركة رايثيون في الربيع الماضي، وعبرت سلوفاكيا عن اهتمامها بشراء النظام، كما أعلنت ألمانيا عن نيتها تعزيز قوتها بنظام باتريوت.

ويعتبر هذا القرار أحد أكثر الإجراءات استثنائية التي اتخذتها أمريكا لحماية أوكرانيا منذ بداية الحرب الشاملة مع روسيا قبل عامين. 

حيوية الدفاع الجوي

على مدار أشهر، أكد قادة البنتاجون أن الدفاع الجوي هو الأولوية القصوى للدول الداعمة لكييف، واتخذوا خطوات حديثة لإثبات ذلك، وفقًا لمجلة “ديفنس نيوز” الأمريكية.

من جانبه، صرح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في يونيو، بأن بلاده تحتاج إلى 7 أنظمة باتريوت، وكانت ألمانيا قد أعلنت في وقت سابق هذا العام أنها سترسل نظامًا واحدًا إلى أوكرانيا، كما التزمت هولندا بتجميع وإرسال نظام آخر.

وقد قضت الولايات المتحدة وحلفاؤها معظم فترة الحرب في جمع الأسلحة الإضافية المتاحة، خاصة في ظل الهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ على المدن والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.

تحديات مستقبلية

نقلت المجلة الأمريكية عن الخبير في الدفاع الجوي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، توم كاراكو، أن القرار يعكس شدة التحديات التي تواجه سلسلة التوريد لهذه الأنظمة، مشيرًا إلى أن الأموال المخصصة لزيادة تلك السعة في الحزمة الأمنية الوطنية المضافة في أبريل، التي تبلغ 48 مليار دولار كمساعدة عسكرية لأوكرانيا ودول أخرى، لم تُستخدم بعد.

وقال كاراكو: “لا يمكنك ببساطة تشغيل الإنتاج بسرعة وبدء إنتاج باتريوت مثل آلة نسخ”، مضيفًا أن البيت الأبيض لم يحدد الدول التي ستتأثر بإعادة ترتيب الأولويات، ولكن من المُرجح أن تكون الدول المتأثرة في أوروبا والشرق الأوسط.

وأكد كيربي أن واشنطن ستفعل ما بوسعها لتقليل أي تأخيرات، ولكنه أشار إلى أن “كل دولة ستواجه مجموعة مختلفة من الظروف بناءً على ما طلبته واحتياجاتها الدفاعية الخاصة”.

ربما يعجبك أيضا