تسميم نافالني.. برلين تطالب موسكو بـ”توضيح عاجل” وروسيا في مرمى الاتهامات الغربية

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي 

في تطور جديد بملف المعارض الروسي أليكسي نافالني قد يسمم العلاقات الروسية الألمانية والغربية برمتها بعدما كشفت الفحوص الطبية التي أُجريت في مختبر تابع للجيش الألماني عن وجود “دليل قاطع” على أنه كان ضحية تسميم بـ”غاز أعصاب من نوع نوفيتشوك.

ولذا تنتظر ألمانيا ودول أوروبية تفسيرا مقنعا من روسيا لحادثة تسميم أليكسي نافالني؛ ألدّ معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمادة نوفيتشوك في برلين.

ومن المتوقع أن تؤجج هذه الحادثة التي وصفتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالجريمة وأدانتها المفوضية الأوروبية باعتبارها “عملا حقيرا وجبانا”، التوتر القائم أصلا بين الغرب وروسيا وهي ليست الحادثة الأولى من هذا النوع، فقد سبق أن تم تسميم العميل الروسي السابق المزدوج سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبري بإنجلترا قبل ما يزيد عن عامين ووجهت أصابع الاتهام لموسكو.

إدانات

واعتبرت ميركل، الأربعاء، أن وحدها روسيا “يمكنها وعليها” أن تردّ على الأسئلة المطروحة بشأن تعرّض المعارض الروسي أليكسي نافالني للتسميم بمادة نوفيتشوك، الأمر الذي كان يهدف إلى “إسكاته”.

وقالت ميركل أمام الصحافة إن المعارض الروسي الذي أُدخل إلى المستشفى في برلين وأثبتت الفحوص بحسب الحكومة الألمانية أنه تعرّض للتسميم بواسطة مادة عصبية سامة من “نوع نوفيتشوك”، كان “ضحية جريمة” تهدف إلى “إسكاته”، مضيفة أن “أسئلة خطيرة تُطرح الآن ولا يمكن إلا للحكومة الروسية أن تجيب عليها وينبغي عليها” أن تفعل ذلك.

وقالت الحكومة الألمانية في بيان إنها “تدين هذا الاعتداء بأشد العبارات” وتطلب من روسيا إيضاحات “عاجلة” حول هذا التسميم، وأجرى مختبر تابع للقوات المسلحة الألمانية فحوصاً لنافالني الذي أُدخل إلى المستشفى في برلين في أواخر آب/أغسطس إثر نقله من سيبيريا.

وكشفت الحكومة الألمانية أن هذه الفحوص أعطت “دليلاً قاطعاً على وجود مادة كيميائية عصبية سامة من نوع نوفيتشوك” لدى نافالني.

البيت الأبيض: تسميم نافالني “مدان تمامًا”.

أعلن المجلس الأمريكي للأمن القومي، اليوم الأربعاء، أن البيت الأبيض يعتبر تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني “مدان تماما”.

وفي تغريدة نشرها على صفحته في “تويتر”، ذكر المجلس أن موسكو “قد لجأت في السابق إلى مادة نوفيتشوك”، مضيفا أن الولايات المتحدة “سوف تتعاون مع حلفائها ومع المجتمع الدولي كي يتحمل الذين ارتكبوا هذه الجريمة في روسيا مسؤولياتهم، بصرف النظر عن المستوى الذي ستقود الأدلة إليه، ومن أجل وضع حد لأنشطتهم الشريرة”.

روسيا ترد

ورد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأربعاء بالقول إن روسيا مستعدة “للتعاون التام” مع ألمانيا بشأن قضية تسميم نافالني الذي أعلنت برلين تعرضه للتسميم بغاز أعصاب من نوع نوفيتشوك.

وقال بيسكوف “إننا مستعدون ومهتمون بالتعاون بشكل تام وتبادل المعلومات حول هذا الموضوع مع ألمانيا”، وفق ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الرسمية.

مؤسسة نافالني

أكد مدير صندوق مكافحة الفساد الذي أسسه نافالني أن وحدها الدولة الروسية قادرة على استخدام غاز أعصاب من نوع نوفيتشوك وذلك بعدما أعلنت الحكومة الألمانية عن وجود “دليل قاطع” على استخدام هذه المادة لتسميم المعارض الروسي.

وكتب إيفان جدانوف في تغريدة “وحدها الدولة (جهازا إف إس بي وجي أر يو) قادرة على الحصول على نوفيتشوك. إنه أمر لا شك فيه”، في إشارة إلى جهاز الأمن الفدرالي الروسي وجهاز الاستخبارات العسكرية الروسية. وأشار عبر إذاعة “صدى موسكو” إلى أن المادة المستخدمة هي “مادة سامة عسكرية”.

وقال المسؤول في المنظمة المتخصصة في التحقيقات حول النخبة الروسية وأوساط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن “ذلك يُظهر بوضوح أن اعتداء بهذا الحجم تمكنت الدولة من تنظيمه”.

مادة عصبية سامة

واعتبرت ألمانيا أنه لأمر صادم أن أليكسي نافالني كان ضحية اعتداء بمادة كيميائية عصبية سامة في روسيا، وقالت الحكومة إن “وزارة الخارجية ستُبلغ السفير الروسي بنتائج التحقيق”.

وأشارت إلى أن ألمانيا ستُبلغ أيضاً “شركاءها في الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي بنتائج التحقيق” مضيفةً أنها “ستناقش رداً مشتركاً ملائماً مع شركائها على ضوء الإعلان الروسي”.

وتعتزم الحكومة الألمانية أيضاً “التواصل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية” التي تمنع استخدام المواد من نوع نوفيتشوك. وختمت الحكومة بالقول “نأمل الشفاء التام لنافالني”.

ماذا حدث لنافالني؟

شعر نافالني بالإعياء أثناء سفره بالطائرة من تومسك إلى موسكو. وشك مؤيدوه بتعرضه للتسمم عن طريق الشاي الذي احتساه في المطار.

وتم تغيير مسار الرحلة إلى أومسك، حيث حصل على مساعدة طبية لمدة 3 أيام قبل أن يُنقل إلى مستشفى في برلين، حيث قال الأطباء إن حالته صعبة لكنها ليست خطيرة.

يذكر أن نافالني يقود حملات ضد الفساد في روسيا، وقد تزعم احتجاجات في أنحاء البلاد ضد السلطات، ووصف حزب بوتين بأنه “حزب محتالين ولصوص يمصون دم روسيا”.

وكان قد منع من الترشح في مواجهة بوتين في الانتخابات بسبب سجنه بتهمة الاختلاس، وهو ما ينفيه ويقول إن التهم قد اختلقت كنوع من انتقام الكرملين منه بسبب انتقاداته للنظام، ونافالني هو المعارض الأبرز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويتمّ تشارك منشوراته المنددة بفساد النخبة الروسية بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

ربما يعجبك أيضا