تسميم نافالني.. معارض بوتين يفيق والتوتر الروسي – الغربي مستمر

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي 

استفاق المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي تقول ألمانيا إنه تعرض للتسميم بغاز الأعصاب “نوفيتشوك” من غيبوبة مستحثة طبياً وفصل عن جهاز التنفس، حسب مستشفى شاريتيه برلين. لكن ماذا عن الآثار المحتملة طويلة المدى لما تعرض له؟

على مدى الأيام الماضية، لا سيما مع توجيه اتهامات لها، أثارت قضية تسميم المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني غضب موسكو، التي اعتبرت أن حملة تشويه تشن ضدها.
وكررت روسيا، الأربعاء، تنديدها بما وصفتها بـ”حملة تضليل” ضدها تهدف إلى فرض عقوبات جديدة عليها، وذلك بعدما دعت القوى الكبرى في مجموعة السبع إلى إحالة منفذي عملية تسميم نافالني إلى القضاء “بشكل عاجل”.  

نافالني يفيق من غيبوبته

أعلن مستشفى شاريتيه برلين الإثنين (7 سبتمبر 2020) أنه تم إخراج المعارض الروسي أليكسي نافالني، الذي تعرض للتسمم، من غيبوبته المستحثة طبياً وفصله عن جهاز التنفس الاصطناعي. وأعلن المستشفى في بيان أن حالة نافالني “تحسنت”، مشيرة إلى أن نافالني يستجيب حاليا للمحفزات اللفظية. وجاء في البيان: “لا يزال من السابق لأوانه تقييم الآثار المحتملة طويلة المدى لتسممه الشديد”.

وأظهرت اختبارات السموم التي أجريت في معمل تابع للجيش الألماني أن نافالني تم تسميمه بغاز الأعصاب نوفيتشوك الذي تم تطويره في العهد السوفييتي.

ويُجرى علاج نافالني في مستشفى شاريتيه ببرلين بعدما تم إجلاؤه من مدينة أومسك الروسية قبل أسبوعين. ومَرِض نافالني (45 عاماً)، وهو ناشط محارب للفساد وأحد أشد معارضي الرئيس الروسي، خلال استقلاله طائرة في سيبيريا الشهر الماضي، وخضع للعلاج في البداية في مستشفى في سيبيريا قبل نقله إلى برلين.

عقوبات

وقالت الخارجية الروسية في بيان، إن “حملة التضليل واسعة النطاق الجارية هي الدليل الواضح على أن الذين يقفون وراءها لا تهمهم صحة نافالني وإنما يسعون إلى التعبئة من أجل فرض عقوبات”.

وكان وزراء خارجية ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا أعلنوا، الثلاثاء، في بيان أنهم “متحدون في التنديد بأشد العبارات الممكنة، بالتسميم المؤكد لأليكسي نافالني”.

كما أضافوا أن ألمانيا حيث يتلقى المعارض البالغ من العمر (44 عاما) العلاج “أبلغت الشركاء في مجموعة السبع أن الفحوص السريرية وكشف السموم التي أجراها خبراء طبيون ألمان ومختبر متخصص للقوات المسلحة الألمانية خلصت إلى أن نافالني كان ضحية هجوم بواسطة عنصر كيميائي سام من مجموعة نوفيتشوك، وهي مادة تطورها روسيا”.

وفي وقت سابق، تطرق الاتحاد الأوروبي إلى عقوبات محتملة ضد موسكو فيما أشارت برلين للمرة الأولى إلى أنها لا تستبعد تجميد مشروعها الكبير لأنبوب النفط مع روسيا “نوردستريم 2”.

أدلة ألمانيا

في المقابل، أعلنت روسيا سابقا أن الأطباء الروس لم يرصدوا أي أثر للسم في جسد نافالني الذي أدخل بشكل طارئ إلى المستشفى في سيبيريا في نهاية آب/ أغسطس قبل نقله إلى ألمانيا، مطالبة بأدلة لم تقدمها برلين بحسب موسكو.

كما حثت وزارة الخارجية، اليوم الأربعاء، برلين على إبلاغها بالحالة الصحية للمعارض الشرس لبوتين. وقالت في بيان، إن عدم الحصول على تلك المعلومات يمنع أجهزة إنفاذ القانون الروسية من معرفة ما حدث بعد أن شعر نافالني بتوعك شديد على متن رحلة طيران محلية في روسيا بعد احتساء كوب شاي قال أنصاره إنه كان مسموما.

وفي وقت سابق من يوم الإثنين أعلن الناطق باسم المستشارة الألمانية أن أنغيلا ميركل لا تستبعد أن تكون هناك تداعيات على مشروع أنابيب غاز “نورد ستريم 2” إذا فشلت روسيا في إجراء تحقيق شامل بشأن تسميم المعارض أليكسي نافالني.
ولدى سؤاله إن كانت ميركل ستسعى لحماية مشروع أنابيب الغاز من روسيا إلى أوروبا والذي تبلغ كلفته مليارات اليورو، إذا لجأت ألمانيا إلى فرض عقوبات على موسكو على خلفية قضية نافالني، قال الناطق شتيفن زيبرت إن “المستشارة تعتقد أنه سيكون من الخطأ استبعاد أي أمر منذ البداية”.
ومشروع “نورد ستريم 2” هو خط أنابيب غاز بقيمة 10 مليارات يورو بات إنجازه وشيكاً تحت بحر البلطيق، يفترض أن يضاعف شحنات الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا.

 

ربما يعجبك أيضا