تصاعد الأعمال العدائية في تيجراي.. ما الأسباب؟

ضياء غنيم

تعهد الحكومة الإثيوبية بالموافقة على الهدنة بعد السيطرة على المواقع الفدرالية، في حين انحصرت شروط جبهة تيجراي على وقف الأعمال العدائية.


فيما تتصاعد الدعوات الدولية لإنهاء معاناة المدنيين، انهارت محادثات السلام  الإثيوبية، على وقع تجدد الأعمال العدائية في إقليم تيجراي، شمالي البلاد.

ورغم موافقتهما على الهدنة، عرقلت شروط الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيجراي سريان الهدوء في الإقليم، الذي يعاني أزمة إنسانية حادة، وسط هجوم كثيف من القوات الفدرالية المتحالفة مع الجيش الإريتري.

دعوات وقف الأعمال العدائية

على وقع تجدد الأعمال العدائية في تيجراي، والمخاوف من اندلاع موجة جديدة من أعمال التطهير العرقي، والقتل على الهوية، دعا مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جبريسوس، المجتمع الدولي لإعطاء الأزمة الإنسانية الأهمية التي تستحقها.

وحذر  جبريسوس، التيجراني الأصل، عبر حسابه على “تويتر”، أمس الأربعاء 19 أكتوبر 2022، إن النافذة تضيق للحيلولة دون وقوع إبادة جماعية وشيكة، في ظل حصار 6 ملايين مدني على مدار عامين، منذ بدأت الحرب في شمال إثيوبيا.

سقوط شاير يهدد ميكيلي

دعوة مدير منظمة الصحة العالمية تأتي تزامنًا مع هجوم موسّع شنته القوات الإثيوبية والإريترية على إقليم تيجراي، أسفر عن السيطرة على مدينة شاير الاستراتيجية في الشمال، ومدينتي ألماتا وكوريم في الجنوب، حسب ما ذكره تقرير لموقع “بي بي سي عربي”.

المدن المستولى عليها بعد تجدد الأعمال العدائية في تيجراي

وقالت مجلة “فورين بوليسي“، في تقرير نشرته يوم الأربعاء، أن السيطرة على شاير، التي يبلغ تعدادها الإجمالي 160 ألف مدني، بينهم 60 ألف نازح، تجعل القوات الإثيوبية أقرب إلى المدن الرئيسة، مثل مدينة إكسوم التاريخية، وميكيلي عاصمة الإقليم.

فرض الأمر الواقع

سيطرة أديس أبابا على المدن الثلاث، في 18 أغسطس 2022، جاءت عقب تعهد الحكومة بالموافقة على الهدنة، بعد السيطرة على المواقع الفدرالية من المطارات والطرق الرئيسة، واتهمت جبهة تيجراي بالمسؤولية الحصرية عن التصعيد.

وفيما وافقت على مبادرة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، 15 أكتوبر 2022، انحصرت شروط جبهة تيجراي على وقف الأعمال العدائية، التي انطلقت في 24 أغسطس الماضي، بدعم عسكري من القوات الإريترية، حسب ما جاء في بيان للجبهة.

موعد محادثات السلام

تأجلت محادثات السلام، التي يرعاها الاتحاد الإفريقي في جنوب إفريقيا لأسباب لوجستية، قبل أن يعلن مستشار الأمن القومي الإثيوبي، رضوان حسين، اليوم الخميس، عن عقدها يوم 24 أكتوبر الحالي، في سياق تأكيد مشاركة حكومته، حسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.

ولطالما اتهمت جبهة تحرير تيجراي الاتحاد الإفريقي بالانحياز للحكومة الفدرالية الإثيوبية، نظرًا لعلاقة الصداقة بين المبعوث والرئيس النيجيري الأسبق، أوباسانجو، ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد.

فشل الاتحاد الإفريقي

وتسببت الأزمة المتفاقمة منذ 3 نوفمبر 2020، في مقتل نحو 500 ألف من سكان الإقليم مع انتشار المجاعة وحوادث الاغتصاب والنزوح الداخلي، في حين فشلت جهود الاتحاد لوقف الحرب، حسب ما ذكره موقع “ذا كونفرزيشن“.

وتعهد الاتحاد الإفريقي في 2016، عبر مبادرة “إسكات البنادق”، بوقف النزاعات المسلحة بنهاية 2020، قبل أن يندلع النزاع الأعنف داخل القارة، وكذلك فشلت محادثات برعاية مشتركة مع الولايات المتحدة، في جيبوتي، بالحفاظ على استمرار الهدنة سبتمبر 2022.

الدور الإريتري

تنتقد الولايات المتحدة دور الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، وتتهمه بإفشال جهود استمرار الهدنة، في ضوء حربه الوجودية على الجبهة، وجهود واشنطن للضغط على أديس أبابا، عبر تمديد حالة الطوارئ الوطنية بشأن إثيوبيا.

وبموجب التمديد، تفرض واشنطن عقوبات اقتصادية وسياسية على كبار المسؤولين عن تجدد الأعمال العدائية في تيجراي، بالحكومتين الإثيوبية والإريترية وجبهة تحرير تيجراي، والقوات الإقليمية لأمهرة. وفي 13 سبتمبر الماضي، ذكر موقع “بي بي سي تيجرينيا” أن القوات الإريترية أسقطت أول مدينة في إقليم تيجراي، باستيلائها على مدينة شيرارو الحدودية.

أهداف الحرب في تيجراي

قال الخبير في الشأن الإثيوبي بمجموعة الأزمات الدولية، وليام دافيسون، لمجلة “فورين بوليسي”، إن الإقليم يعاني ما يشبه الحصار، مع قطع السلع والخدمات الأساسية من الغذاء والدواء والاتصالات والخدمات المصرفية.

ونقلت المجلة عن مصدر دبلوماسي غربي أن هدف أسمرة وأديس أبابا من الحرب هو إعادة تأهيل السكان المحليين، وفصلهم عن جبهة تحرير شعب تيجراي، من خلال معسكرات ومخيمات النزوح الداخلي، ومن ثم إشراك الغرب والأمم المتحدة بصورة غير مباشرة في الحرب.

ربما يعجبك أيضا