تصاعد التوترات في الضفة الغربية.. هل تعود انتفاضة الحجارة؟

انتفاضة الحجارة.. هل نشهد فصلًا جديدًا في الضفة الغربية؟

أحمد عبد الحفيظ
الضفة الغربية

شهدت الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في التوترات والاشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، ما دفع الكثيرين إلى التساؤل عما إذا كانت هذه الأحداث تُنبئ بانتفاضة فلسطينية ثالثة.

تزايد عمليات التنكيل بحق الناشطين والمقاتلين الفلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى توسع الاستيطان وتدهور الأوضاع الاقتصادية، أثار تساؤلات حول إمكانية اندلاع موجة جديدة من الانتفاضة الشعبية في الضفة الغربية.

تصاعد التوترات والاشتباكات

بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” في تقرير لها نشر الأحد 8 سبتمبر 2024، شهدت الضفة الغربية في الفترة الأخيرة سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت قيادات وعناصر من الفصائل الفلسطينية المسلحة، خاصة في مدينتي جنين ونابلس.

يعد تصاعد هذه العمليات جزءا من استراتيجية إسرائيلية تستهدف ما تعتبره “بؤر الإرهاب”، فيما يرى الفلسطينيون أن هذه العمليات تشكل اعتداءً على حقهم في المقاومة، أضافت هذه الهجمات المتكررة مزيدا من الغضب الشعبي، حيث أصبح العنف اليومي جزءا من حياة الكثيرين في هذه المناطق.

تتزامن هذه العمليات مع زيادة ملحوظة في عدد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربي، توسع النشاط الاستيطاني يزيد من الضغط على السكان الفلسطينيين، الذين يعتبرون أن استمرار الاستيطان يمحو فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة، هذه الضغوطات المتزايدة تجعل من الصعب تجاهل التحذيرات المتصاعدة بشأن اندلاع انتفاضة ثالثة.

الظروف الاقتصادية

في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الاشتباكات، تزداد أيضا حدة الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تواجه سكان الضفة الغربية.

يعاني الاقتصاد الفلسطيني من تدهور مستمر نتيجة للإجراءات الإسرائيلية، بما في ذلك الحواجز والاغلاقات المستمرة التي تعرقل حركة البضائع والأفراد، إلى جانب ذلك، يعاني الشباب الفلسطيني من ارتفاع معدلات البطالة وقلة الفرص، مما يزيد من حالة الغضب والإحباط لدى الأجيال الجديدة.

أزمات سياسية

من الناحية السياسية، تعيش فلسطين حالة من الارتباك منذ حرب 7 أكتوبر، وهناك غضب شعبي كبير بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

كما أنه هناك انقسامات واضحة بين الفصائل الفلسطينية، وتدهور في العلاقات بين السلطة والفصائل المسلحة، خاصة مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، هذا الانقسام السياسي يزيد من تعقيد المشهد ويضعف أي جهود لتحقيق الاستقرار.

هل نحن على أعتاب انتفاضة ثالثة؟

السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو، هل تقف الضفة الغربية على أعتاب انتفاضة ثالثة؟ بالنظر إلى الوضع الحالي، يمكن القول أن الظروف التي أدت إلى اندلاع الانتفاضتين السابقتين (1987 و2000) تتكرر اليوم.
التوترات السياسية والاقتصادية، والاعتداءات المتكررة على المدنيين والمقاومين، كلها عوامل قد تؤدي إلى إشعال فتيل انتفاضة جديدة.
ومع ذلك، هناك بعض الفوارق بين اليوم وتلك الفترات السابقة، فقد أصبحت السلطة الفلسطينية ليست بقوة تلك الموجودة في الفترات السابقة، وهو عامل قد يقلل من احتمالية حدوث انتفاضة.

رؤية ضبابية

بالرغم من تزايد عمليات الاستيطان والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في الضفة الغربية، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأحداث ستؤدي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة.
التوترات الحالية تعكس حالة من الغضب والإحباط المتزايدين، ولكن في الوقت ذاته، هناك عوامل عديدة تجعل من الصعب التكهن بتطورات الأوضاع في المستقبل القريب، الوضع في الضفة الغربية هش للغاية، وأي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى انفجار شعبي كبير، مما سيعيد إلى الأذهان ذكريات الانتفاضتين السابقتين.

ربما يعجبك أيضا