تصاعد التوتر.. هل تندلع حرب بين إيران وإسرائيل؟

يوسف بنده

تعطل المحادثات النووية مع طهران واستمرار الاحتجاجات في الداخل ورفع مستوى العتبة النووية؛ دفع إسرائيل للتلويح بتوجيه ضربة عسكرية تجاه إيران.


تمارس إسرائيل ضغوطًا على الإدارة الأمريكية، التي دخلت في محادثات نووية مع إيران، بهدف العودة إلى الاتفاق النووي.

وتصر تل أبيب على أن يتضمن هذا الاتفاق حرمان طهران من طموحاتها النووية العسكرية، في حين تعطلت هذه المحادثات، وبدأت إيران في توجيه تهديداتها نحو إسرائيل، ما يزيد رعب إسرائيل من تمادي إيران في مشروعها النووي.

تهديد وضربات متبادلة

اتهمت إيران إسرائيل وأجهزة مخابرات غربية بالتخطيط لتقسيم إيران، وإشعال فتيل حرب أهلية بها. وذلك على خلفية الاحتجاجات المستمرة داخل إيران منذ منتصف سبتمبر الماضي. وقد دخلت إسرائيل على خط هذه الاحتجاجات بتصريحات مسؤوليها بأن هذه الاحتجاجات تمثل انتفاضة شعبية ضد النظام الإيراني.

الأمر الذي دفع إيران للعودة إلى حروب الظل مع إسرائيل، واستهداف سفنها ردًّا على احتجاجات الداخل، واستهداف قواتها في سوريا. وهو ما دفع القيادة المركزية الأمريكية، إعلانها نشر 100 سفينة مسيرة في مياه الخليج بحلول العام المقبل 2023، للتصدي للتهديدات الإيرانية.

9999199464

وحسب “دنيا الوطن“، فقد نشرت مجموعة هاكرز إيرانية، تدعى عصا موسى، الخميس الماضي، توثيقًا من كاميرات المراقبة للحظة الانفجار في محطة الحافلات بالقدس المحتلة، والذي أدى لمقتل إسرائيلي وإصابة 47 آخرين، وتوعدت المجموعة الاحتلال “بدفع الثمن”.

مسارات بديلة

حسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية، فإن دعم الولايات المتحدة وإسرائيل للاحتجاجات داخل إيران، يأتي في إطار اجتراح خيارات بديلة إضافية في مواجهة طهران، ومن ضمنها ما تشهده المرحلة الحالية، إلى جانب الحرب الاقتصادية، من دعْم وتحريك للحركات الانفصالية، وتشجيع على العمليات الأمنية والتخريبية.

وحسب الصحيفة المقربة من طهران، فإن تل أبيب تعاني من حقيقة أن موقف واشنطن وأداءها لا يلبّيان طموحها إلى الخيارات الواجب تبنّيها في هذه المرحلة ضدّ إيران، بخاصّة فيما يتعلّق بإمكانية التورّط في مواجهة عسكرية معها، وهو طموح لا تخفيه إسرائيل، وإنْ كانت تحرص على صياغته بتعابير مهنية محايدة.

صعود العتبة النووية

حسب تقرير “فرانس24“، فقد باشرت إيران إنتاج اليورانيوم المخصّب 60% في مجمع فوردو، وهي أعلى بكثير من عتبة 3,67% التي حددها الاتفاق حول برنامج طهران النووي. وتأتي هذه التطورات ردًّا على القرار الأخير لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد طهران.

ورفع إيران مستوى تخصيب اليورانيوم يمثل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، لأنه يلزم لصنع قنبلة ذرية يورانيوم مخصبًا 90%، لذا فإن التخصيب 60% يُشكّل خطوة مهمة نحو تخصيب يورانيوم إلى المستوى المستخدم في صنع الأسلحة، وهو ما يمثل تصعيدًا للعتبة النووية لإيران.

20221125221336895638050112168955201

وحسب تقرير “الغد” نقلًا عن معاريف الإسرائيلية، فإن الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات النووية، والاضطرابات الداخلية في إيران، كفيل بأن يؤدي بالإيرانيين للخروج الى مغامرة استفزازية. قد يكون هذا تخصيب اليورانيوم الى مستوى 90%، بما يضع إسرائيل أمام خيارات صعبة، خاصة أن توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية لم يعد يجدي نفعًا.

FiV MorXkAYK8GP

خطة عسكرية

حسب تقرير “الشرق“، فقد ناقشت الولايات المتحدة وإسرائيل إجراء مناورة عسكرية مشتركة تحاكي “هجومًا محتملًا” ضد إيران. وقد ناقش رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي إجراء مناورة مشتركة للقوات الجوية خلال الأسابيع المقبلة.

وأوضح التقرير أن الهدف هو تدريب الجنود على مواجهة محتملة بين إسرائيل وإيران، أو وكلاء إيران العسكريين في المنطقة. وقال كوخافي، الذي عقد سلسلة من الاجتماعات في واشنطن: “نحن موجودون في نقطة حرجة تحتم علينا تسريع الخطط العملياتية والتعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة إيران وأذرعها”.

احتمالية الحرب

حسب الخبير السياسي، سركيس نعوم في مقاله لموقع “ايران دبلوماسي“، فإن احتمالية الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل غير واردة، وما زال الأمر في إطار حرب الوكلاء والدعم الذي تقدمه إيران لحركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني.

وأوضح سركيس أن مساعي إيران لإحياء الاتفاق النووي، رغم أن الحرب في أوكرانيا قد شغلت الأمريكيين والأوروبيين عن إتمام هذا الاتفاق؛ دليل على أن إيران غير ذاهبة للحرب مع إسرائيل. مضيفًا أن الشرق الأوسط في حاجة إلى نظام جديد يضمن تحديد العلاقة بين إيران وإسرائيل.

ربما يعجبك أيضا