تصريحات ترامب تثير القلق في أمريكا.. هل يصبح ديكتاتورًا؟

إسراء عبدالمطلب

يقول بعض الديمقراطيون إن تعليقاته التي كانت موجهة إلى جمهور مسيحي تلمح إلى خططه لأن يصبح ديكتاتورًا. ومن جهة أخرى، تؤكد حملته أنه كان يتحدث عن "توحيد" البلاد، بينما يلاحظ الخبراء أنه يتبع أسلوبًا "غامضًا متعمدًا" في الحديث.


أثار الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر لها نوفمبر المقبل، دونالد ترامب جدلًا واسعًا بتصريحاته التي استهدفت جمهوره المسيحي خلال خطابه الختامي في مؤتمر المؤمنين في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا.

وقال ترامب: “أيها المسيحيون، اخرجوا وأدلوا بأصواتكم، هذه المرة فقط. لن تضطروا إلى فعل ذلك بعد الآن.. عليكم أن تخرجوا وتصوتوا. وبعد 4 سنوات لن تضطروا إلى التصويت مرة أخرى سنعمل على إصلاح الأمر بشكل جيد بحيث لن تضطروا إلى التصويت”.

دونالد ترامب يدعو الأمريكيين إلى الوحدة وعدم "شيطنة المعارضة"..

ترامب يثير الجدل

حسب صحيفة واشنطن بوست، السبت 27 يوليو 2024، تفسر هذه التصريحات بشكل مختلف بين المنتقدين وحملة ترامب نفسه. يرى المنتقدون بما في ذلك المشرعون الديمقراطيون وبعض من مؤيدي نائبة الرئيس هاريس، أن هذه التعليقات تلمح إلى نية ترامب لإدارة فترة رئاسية ثانية بأسلوب استبدادي، إذ يعد بإصلاح الأمور ليس إلا ليقنع الناخبين بأنهم لن يحتاجوا إلى التصويت مرة أخرى بعد فوزه بولاية ثانية.

وشار النائب آدم شيف، من حزب الديمقراطيين في كاليفورنيا والمترشح لمجلس الشيوخ، مقطع فيديو لخطاب منصوص لدونالد ترامب على موقع X كتب فيه: “هذا العام، الديمقراطية هي التي تقف على ورقة الاقتراع، وإذا أردنا أن ننقذها، علينا أن نصوت ضد الاستبداد. تذكرنا كلام ترامب بأن البديل هو عدم منحنا فرصة أخرى للتصويت بشكل مفيد”.

ووصفت النائبة براميلا جايابال من واشنطن تعليقات ترامب بأنها “مرعبة”. بينما قال النائب دان جولدمان من نيويورك: “الطريقة الوحيدة التي لن نضطر فيها للتصويت مجددًا هي ألا يصبح دونالد ترامب ديكتاتورًا”. وفي رسالة نصية، أبدى ديفيد لين، أحد منظمي القساوسة المسيحيين المحافظين، استياءه من تصريحات ترامب، معتبرًا أنه “قد يكون قد تجاوز حدوده”، حيث من الممكن أن تقلل من عزيمة المسيحيين المحافظين للمشاركة في تشكيل نتائج الانتخابات المستقبلية.

توحيد وطني

من جهة أخرى، تفسر حملة ترامب هذه التصريحات بأنها تتعلق بالتوحيد الوطني والعمل على تحقيق الرخاء لجميع الأمريكيين، متجنبة تفسيرها على أنها دعوة للبقاء في السلطة بطرق استبدادية. وأكدت الحملة أن ترامب كان يتحدث عن توحيد البلاد بعيدًا عن الانقسامات السياسية التي أدت إلى التوترات والانقسامات.

ويرى بعض الخبراء والمحللين أن هذه التصريحات تشكل جزءًا من نمط تكراري لدى ترامب، حيث يستخدم أسلوبًا غامضًا ويمكن تفسيره بأكثر من طريقة، ما يثير قلقًا بين بعض المجتمعات، بما في ذلك المسيحيين اليمينيين الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من قاعدة دعمه. وبشكل عام، تبقى هذه التصريحات محل نقاش واسع النطاق بين الفئات السياسية المتباينة في الولايات المتحدة، مع استمرار الجدل حول ما تعنيه تلك الكلمات بالنسبة لمستقبل الديمقراطية والحكم في البلاد.

نقطة الانهيار

قال الأستاذ بجامعة هارفارد والمؤلف المشارك لكتاب “استبداد الأقليات”، ستيفن ليفيتسكي: لماذا وصلت الديمقراطية الأمريكية إلى نقطة الإنهيار، إنه رغم عدم اعتقاده بأن تعليق ترامب الأخير يشير إلى مؤامرة منظمة لإنهاء الانتخابات في الولايات المتحدة، إلا أنه يعكس “نوعًا آخر من الردود الاستبدادية”.

وأضاف ليفيتسكي: “خلال السنوات العشر أو الخمس عشر الماضية، قنع عدد متزايد من الجمهوريين أنفسهم بأنهم لن يستطيعوا الفوز بالانتخابات في أمريكا المتعددة الأعراق الجديدة. لست متأكدًا تمامًا من صحة ذلك، لكنهم كانوا خائفين بشدة من أن يكون ذلك صحيحًا. لذا أعتقد أن ترامب يشعر أكثر من أي شيء آخر … إلى أين يتجهون وما يشعرون به”.

ويُشكل المحافظون المسيحيون، بما في ذلك الإنجيليون البيض على وجه التحديد، جزءًا كبيرًا من قاعدة الناخبين التي كان ترامب يسعى إلى جذبها منذ حملته الانتخابية في عام 2016.

ربما يعجبك أيضا