تصريحات عون.. مزيد من الزيت على نار الاحتجاجات

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

“إذا ما في عندن أوادم  بهالدولة يروحوا يهاجروا” .. في محاولة منه لتهدئة الشارع الغاضب، تحدث الرئيس اللبناني ميشال عون خلال الساعات الماضية عن أسباب الحراك الشعبي في بلاده ورؤيته وجهوده من أجل حل أزمة الاحتجاجات. وعلى عكس ما أراد عون، سكبت تصريحاته مزيدا من الزيت على نار الاحتجاجات.

تصريحات عون ومقتل محتج قرب بيروت لم يكونا سوى صب للزيت على النار، فلبنان بات مصابًا بشلل تام على جميع الأصعدة، المصارف مغلقة، والدراسة معطلة، والمجالس والنقابات والجسور مغلقة.

رئيس من الفضاء.. ومطالب من القمر

رئيس من الفضاء.. ومطالب من القمر.. هكذا كانت العلاقة بين الرئيس اللبناني والحراك الشعبي بعد الحوار التلفزيوني الذي أشعل الشارع وزاد من إصرار المتظاهرين على رحيل جميع الرموز السياسية وأولهم رئيس الجمهورية.

87 دقيقة ظهر عون في حوار تليفزيوني جرى في مكتبه بقصر بعبدا بدا فيه للمتظاهرين بالساحات وكأنه أجري في كوكب آخر. حوار لا يمثل الحراك ومغردون على منصات التواصل سخروا من أنه تم برعاية “اللا لا ند” أو مدينة الأحلام.

عون كان مقتنعًا أن الانقلاب على العهد مستبعدا، وأنه الوحيد الذي جمع اللبنانيين. أجوبة الرئيس تحولت لـ”أسئلة” للمحاورين أحيانا خصوصا فيما يتعلق بالحكومة الجديدة وصهره العزيز – الوزير جبران باسيل – أو جلب وزراء من القمر!

عون منح اللبنانيين خياراً ثالثاً في حال رفضوا “باسيل” أو تعذر العثور على وزراء من القمر، ألا وهو “الهجرة”! هذا الخيار صب الوقود على النار بالنسبة للمتظاهرين. وما زاد الأمر سوءً اعتبار “أب اللبنانيين” اللبنانيين ندا له. مهمة تبدو مستحيلة لتغيير الواقع كمن يريد أن يذهب إلى القمر بدون صاروخ على حد وصف الرئيس.

تصريحات مستفزة

تحدى المحتجون دعوة الرئيس عون لهم للعودة إلى منازلهم بمزيد من مظاهر الاحتجاج، فأغلقوا الطرق الرئيسية وأشعلوا النار في الإطارات وأقاموا حواجز على الطرقات.

مواقف عون من الحراك اعتبرها المحتجون مستفزة وتتجاهل المطالب التي خرجوا من أجلها منذ نحو شهر، وعلى رأسها الإسراع بتشكيل حكومة تكنوقراط تهتم بمعالجة المشاكل والأزمات التي تعصف ببلدهم.

رغم محاولة المكتب الرئاسي احتواء الضجة الواسعة التي أحدثتها تصريحات عون التليفزيونية بالقول “إن الرئيس قال إنه إذا لم يكن هناك “أوادم” من الحراك للمشاركة في الحوار، فليهاجروا لأنهم بهذه الحالة لن يصلوا إلى السلطة” إلا أنه لم ينجح في تخفيف حدة الغضب الذي أثاره حديث عون.

وساطة فرنسية

على وقع عودة التظاهرات والاحتجاجات على خلفية المقابلة التلفزيونية لرئيس الجمهورية اللبناني، دخلت فرنسا على خط الأزمة “متأخرة” عبر مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو من أجل حث المسؤولين على تسريع المسار الدستوري بتحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة الرامية إلى تكليف شخصية لتشكيل الحكومة العتيدة.

غير أن مهمة الموفد الفرنسي الذي ترغب بلاده في الإمساك بالملف اللبناني من دون التدخل الأمريكي الضاغط، اصطدمت بالمواقف التصعيدية لرئيس الجمهورية، الذي أعلن رفضه تشكيل حكومة تكنوقراط وتمسكه بحكومة تكنو – سياسية، متناغماً بذلك مع موقف حليفه “حزب الله”.

هتافات اللبنانيين المحتجين الغاضبين تخطت أسوار قصر بعبدا وأبوابها المغلقة ووصلت مسامع ساكن القصر، فشعار رحيله رفع مجددا.. غضب لم تفلح الطبقة السياسية في تهدئته أو احتوائه فهل تنجح الجهود الخارجية وعلى رأسها الوساطة الفرنسية في ذلك ؟

ربما يعجبك أيضا