تصريحات هاريس تثير غضب إسرائيل وتهدد «صفقة الأسرى»

قدمت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس خطوطًا عريضة للاتفاق الذي يتضمن وقفًا كاملاً لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية بغزة، مع تعهد بالإفراج عن جميع الرهائن وإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة.

وكشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أن حماس ترفض أحد المطالب الجديدة التي طرحتها إسرائيل، والتي تتعلق بفحص الفلسطينيين الذين سيعودون إلى شمال قطاع غزة بعد بدء وقف إطلاق النار، وذلك لتجنب تسلل المسلحين والعودة إلى جانب المدنيين.

أزمة فحص المدنيين

اقترحت  إسرائيل تعديلاً على الاتفاق الأصلي الذي كان يسمح للغزيين الذين فروا إلى الجنوب بالعودة بحرية إلى شمال القطاع.  ويهدف التعديل الجديد لإنشاء آلية لفحص المدنيين العائدين لمنع دعمهم للمسلحين المتبقين في الشمال. نتيجة قلق إسرائيل من تسلل المسلحين أو تقديم الدعم السري لحماس من المدنيين.

توجد نقطة خلاف أخرى تتعلق بالتحكم الإسرائيلي في ممر فيلادلفيا، والذي لم يكن مدرجًا في الاتفاق الأصلي الذي قدمه بايدن قبل أن يسيطر الجيش الإسرائيلي على الممر. وأشارت مصادر غربية إلى أن هناك محاولات لحل هذه المسألة، سواء عبر انسحاب إسرائيلي أو من خلال إيجاد طريقة لإدارة الوضع.

فرص التوصل إلى صفقة

بعدما قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مطالبه، منع عودة المسلحين واستمرار السيطرة على ممر فيلادلفيا، عبر مسؤولون أمنيون عن قلقهم من أن هذه التصريحات قد تؤثر سلباً على فرص التوصل إلى صفقة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي”نحن أقرب إلى صفقة أكثر من أي وقت مضى” مشيرا إلى وجود فجوات قائمة. حسب ما نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية اليوم 26 يوليو 2024.

تصريحات هاريس

في تصريحها بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وجهت كمالا هاريس انتقادات شديدة للوضع الإنساني في غزة، وأوضحت هاريس أنها “لن تسكت”. كما قدمت تفاصيل عامة عن صفقة الأسرى المطروحة، وهي تعتمد على اقتراح إسرائيل. وقالت هاريس: “قلت لرئيس الوزراء هذا هو الوقت لتنفيذ الصفقة”.

قالت هاريس، التي حصلت على ما يكفي من الدعم لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية: “من المهم أن نوضح ما تتضمنه الصفقة، المرحلة الأولى تشمل وقفًا تامًا لإطلاق النار وانسحاب الجيش من المناطق المأهولة في غزة. وفي المرحلة الثانية، سينسحب الجيش تمامًا من غزة وستنتهي الأعمال العدائية بشكل دائم.

مصير الفلسطينيين

قالت حان الوقت لإنهاء الحرب بطريقة تجعل إسرائيل آمنة، وليتم تحرير جميع الأسرى، وتنتهي معاناة الفلسطينيين في غزة ويتمكن الفلسطينيون من تحقيق حقهم في الحرية وتقرير المصير.

ورغم تعهدها بأمن إسرائيل، أعربت هاريس عن قلقها بشأن معاناة الفلسطينيين والأزمة الإنسانية في غزة. قال مسؤولون إسرائيليون إن اجتماع نتنياهو مع بايدن كان أكثر إيجابية من اجتماعه مع هاريس، وأكدوا أن اللقاء لم يكن متوتراً.

غضب نتنياهو

ومع ذلك، فوجئ نتنياهو وفريقه بتصريحات هاريس العلنية التي لم يتم التنسيق بشأنها مسبقًا، والتي كانت أكثر انتقادًا من نبرة بايدن. قال مسؤول إسرائيلي: “كانت تصريحات هاريس بعد الاجتماع أكثر انتقادًا مما قالته لنتنياهو في الغرفة المغلقة”. حسب ما نشر موقع “واللا” الإسرائيلي.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن نتنياهو يشعر بالقلق من حديث هاريس عن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار كإنهاء للحرب، بينما تصر إسرائيل على قدرتها على استئناف القتال بعد تنفيذ الصفقة. وأضاف المسؤول أن نتنياهو غير راضٍ عن الانتقادات العلنية التي وجهتها هاريس لإسرائيل بشأن الأزمة الإنسانية في غزة وقتل المدنيين، خاصة في هذا التوقيت الحرج من المفاوضات حول صفقة الأسرى.

رغم ذلك، لم تطلب هاريس من إسرائيل إنهاء الحرب دون شروط، بل وضعت شرطين: ضمان أمن إسرائيل وإطلاق سراح جميع الرهائن. تتماشى تعليقاتها حول الوضع الإنساني في غزة وقتل المدنيين الفلسطينيين مع تصريحات سابقة لها وللمسؤولين الآخرين في إدارة بايدن.

كامالا هاريس وبنيامين نتنياهو

الولايات المتحدة وإسرائيل

قال المسؤول الإسرائيلي: “عندما يرى أعداؤنا أن الولايات المتحدة وإسرائيل متفقان، يزيد ذلك من فرص التوصل إلى صفقة للأسرى ويقلل من فرص التصعيد الإقليمي. عندما يكون هناك فجوة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، يبتعد التوصل إلى الصفقة ويقترب التصعيد الإقليمي.

وأضاف “نأمل أن لا تعطي الانتقادات العلنية لهاريس انطباعًا لحماس بوجود فجوة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة”. وتسائل ماذا يجب أن تفكر حماس عندما تسمع هذا؟ يجب أن نأمل أن لا يؤدي ذلك إلى تراجع موقف حماس، لأننا أحرزنا تقدمًا كبيرًا”.

غضب إسرائيلي

قال وزير المالية ورئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش بعد تصريحات نائبة الرئيس: “كمالا هاريس كشفت للعالم كله ما أقوله منذ أسابيع، ما تعنيه الصفقة. إنها استسلام للسنوار، ووقف الحرب بطريقة تسمح لحماس بإعادة بناء نفسها، والتخلي عن معظم الأسرى في سجون حماس. يجب ألا نقع في هذا الفخ”.

لكن سموتريتش لم يذكر أن الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي سيواجه هاريس في الانتخابات الرئاسية، قال قبل لقائه اليوم مع نتنياهو، إنه “يجب على إسرائيل إنهاء الحرب مع حماس بسرعة وإعادة الأسرى”. كما هاجم رئيس حزب “القوة اليهودية” هاريس بشكل لاذع وكتب على تطبيق اكس: “لن يكون هناك وقف للحرب، سيدتي المرشحة”.

نتنياهو وترامب

سيلتقي نتنياهو بمنافس هاريس السياسي، الرئيس السابق دونالد ترامب اليوم الجمعة في مار ألاغو بفلوريدا. هذا هو اللقاء الأول بينهما منذ الأزمة التي نشبت بينهما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2020.

وقبل ساعات قليلة من لقاء نتنياهو مع هاريس، قال ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية إن على إسرائيل إنهاء الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن وإعادة الأسرى إلى ديارهم. ومع ذلك، قد يستخدم ترامب انتقادات نتنياهو لهاريس لمهاجمتها في إطار حملة الانتخابات الرئاسية.