تصريحات ومحتوى خادش للحياء.. سمعة فانس تعرض انتخاب ترامب للخطر

عبدالمقصود علي
المرشح لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس

يظل المرشح لمنصب نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس عالقًا في ماضيه، فالتغريدات ورسائل البريد الإلكتروني المثيرة للجدل تعود إلى الظهور من جديد، كما أن خطابات الكراهية ضد ترامب نفسه، وتغريداته التمييزية كافية لتعريض فوز الملياردير للخطر في انتخابات الرئاسة المقررة نوفمبر المقبل.

كان هذا ملخص مقال للكاتب جويدو فيلدر بصحيفة “بليك” السويسرية بالنسخة الفرنسية، أشار خلاله إلى أن الأجواء الجيدة بين الديمقراطيين تتسم بالفوضى بين الجمهوريين، حيث أصبح الأخير في دائرة الضوء بسبب جي دي فانس.

ذراع ترامب

ذراع ترامب اليمنى، وفق الكاتب، ليست في دائرة الضوء لأسباب جيدة، بل بسبب الوثائق التي تدينه وتعود الآن إلى الظهور وتؤثر على سمعته، كالتصريحات التمييزية، ورسائل البريد الإلكتروني والتغريدات القديمة التي أثارت جدلًا، ومحتوى خادش للحياء.

وأوضح فيلدر أن الأدلة التي تدين فانس أرسلها إلى صحيفة “نيويورك تايمز”، زميلة دراسة سابقة لهذا الشخص المعني بجامعة ييل، تحتوي على نحو 90 بريدًا إلكترونيًا ورسالة، يعود معظمها إلى الفترة ما بين 2014 و2017.

قررت صوفيا نيلسون، وهي امرأة متحولة جنسيًا، نشر هذه الرسائل علنًا لغرض محدد: “لم يعد بإمكانها رؤية نائب المرشح الجمهوري يدعم الحظر المفروض على رعاية تأكيد الجنس للقاصرين في ولاية أركنساس (المنطقة الجنوبية الشرقية من الولايات المتحدة)”.

ترامب “كارثة”

يقول الكاتب: “لابد أن جي دي فانس يندم اليوم بشدة على تعليقاته السابقة بشأن المرشح الجمهوري، ففي ذلك الوقت، كان الرفيق الحالي لترامب في الانتخابات يهتف ضد ترامب نفسه، وبالتحديد قبل 8 سنوات، حيث صرح بصوت عالٍ أنه لن يدعم أبدًا الملياردير الأمريكي، الذي وصفه بـ”الكارثة”، وكان حينها على قناعة بأن منافسته هيلاري كلينتون ستفوز ضده في الانتخابات.

كما أطلق السيناتور لنفسه العنان تجاه الحزب الجمهوري، الذي “لا يقدم شيئا أكثر جاذبية من الديماجوجيين الأساليب التي يتبعها السياسيون لخداع الشعب وإغراءه ظاهريًا للوصول للسلطة وخدمة مصالحهم”، ولم تفلت الشرطة من تصريحاته أيضًا، إذ قال: “أنا أكره الشرطة”، مستنكرًا أساليبها الوحشية.

الأمر لم يتوقف عند ذلك، في الآونة الأخيرة أيضًا، أعاد جي دي فانس نشر محتوى خادش للحياء على منصة “إكس”، وهو ما رد عليه فريق حملة كامالا هاريس بالقول: “فانس شنيع”.

“نساء القطط”

كما لوحظ كذلك تصريحات مسيئة لنائب ترامب، فقبل 3 سنوات وصف جي دي فانس النساء اللاتي ليس لديهن أطفال، مثل كامالا هاريس، بـ”نساء القطط اللاتي ليس لديهن أطفال وغير سعيدات في حياتهن وفي الاختيارات التي اتخذناها، وبالتالي يردن جعل بقية البلاد بائسة أيضًا”، واتهم الديمقراطيين بأنهم يضعون مستقبلهم تحت سيطرة أشخاص ليس لديهن أطفال.

-نائب-ترامب-الجديد..-من-هو؟-

-نائب-ترامب-الجديد..-من-هو؟-

وفي المقابل لم يتفاعل دونالد ترامب تجاه العاصفة التي يعاني منها نائبه، فقط دافع عن استخدام جي دي فانس لمصطلح  “catladys” (مصطلح مهين لوصف النساء العازبات، وليس لديهن أطفال، والذين لا يعطون المودة إلا لقططهم)، وقال ترامب: “لقد نشأ في عائلة مثيرة للاهتمام للغاية، ويعتقد أن الأسرة شيء جيد، أعتقد أنه يمكننا بالتأكيد أن نقول ذلك من وقت لآخر”.

شعبية متدنية

هذه الأمور جعلت المرشح لمنصب نائب الرئيس، يحصد أرقامًا سيئة في استطلاعات الرأي، فوفق شبكة “سي إن إن” الأخبارية الأمريكية، انخفض تصنيف شعبة فانس بمقدار 6 نقاط منذ مؤتمر الحزب الجمهوري، وفي السنوات السابقة، بلغ متوسط ​​قيمة المرشحين لمنصب نائب الرئيس +18 نقطة.

أما بالنسبة للمديرين التنفيذيين السابقين لترامب، فإنهم يفكرون بنفس القدر في الذراع اليمنى للمرشح الجمهوري، فمديرة الاتصالات السابقة في البيت الأبيض، أليسا فرح جريفين، تحذر من “كارثة فانس”، ووفقًا لها، اختيار السيناتور يعتمد على مزاج “ترامب المتعجرف”، وتقول: “من الواضح أنه لم تكن هناك عملية فحص بالنسبة لجي دي فانس”.

كذلك يعتقد مدير الاتصالات بالبيت الأبيض عام 2017 أنتوني سكاراموتشي، أن جي دي فانس “لا يقوم بعمل جيد”، وأضاف: “إذا اختار شخصًا مثل نيكي هيلي، على سبيل المثال، لساعده ذلك حقًا في مبارزة مباشرة ضد هاريس”.

تغيير نائب الرئيس؟

حتى الآن، يشير كاتب المقال، إلى أن ترامب يظل مخلصًا لمرشحه لمنصب نائب الرئيس، الذي يقوم بـ”عمل رائع” على حد تعبير المرشح الجمهوري، وحتى لو غير رأيه، فإن التخلص من جي دي فانس الذي وافق عليه مؤتمر الحزب سيكون أمرًا معقدًا للغاية في الوقت الحالي، إذ يجب على جي دي فانس أن يستقيل طواعية أو يموت، وفي هذه الحالة أيضًا، ينبغي تنظيم مؤتمر جديد للحزب في أقرب وقت ممكن.

ويختتم فيلدر مقاله بالقول إن الآن أصبح ترامب ظهره للحائط: “ليس لديه خيار آخر سوى الظهور في أفضل حال، رغم كل أخطاء نائبه، ومحاولة استعادة صورته، فالمرشح الجمهوري يدرك جيدًا أنه من الممكن أن يخسر انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل بسبب فانس إذا استمر نائبه في مرمى السهام”.

ربما يعجبك أيضا