تصل وفياته لـ75%.. هل يكون «نيباه» الجائحة العالمية الجديدة بعد كورونا؟

حسام السبكي

حسام السبكي

بينما يحيا العالم، في ظل جائحة مأساوية، تكاد لا تبقي ولا تذر، وتوشك أن تقترب نتائجها، من كارثة “الإنفلونزا الإسبانية”، التي خلفت عشرات الملايين من القتلى، في عشرينيات القرن الماضي، وفي ظل الحديث عن موجة ثالثة في بعض الدول، ورابعة في دول أخرى، طالعتنا الوكالات ووسائل الإعلام العالمية، بأنباء عن ظهور وباء جديد، قد يكون أكثر خطرًا، وأشد فتكًا من فيروس كورونا المستجد، والذي بدء في الظهور من الصين أيضًا!.

وباء جديد

قبل أيام قليلة، أورد تقرير خاص في صحيفة “الجارديان” البريطانية، يحذر فيه من تفشي فيروس “نيباه” في الصين، بمعدل وفيات يصل إلى 75%، وأن يتسبب بجائحة عالمية مقبلة تكون أخطر من وباء كورونا.

وقالت جاياسري آير المدير التنفيذي لمؤسسة الوصول إلى الطب الأوروبية: “فيروس نيباه مرض معد آخر ناشئ يسبب قلقا كبيرا، جائحة نيباه يمكن أن تندلع في أي لحظة، يمكن أن يكون الوباء العالمي التالي مع عدوى مقاومة للأدوية”.

ووفقا للتقرير يمكن أن يسبب نيباه مشاكل تنفسية حادة، فضلا عن التهاب وتورم الدماغ، ويتراوح معدل الوفيات به من 40% إلى 75%، ومصدره هو خفافيش الفاكهة حيث ارتبط تفشي المرض في بنغلاديش والهند بشرب عصير نخيل التمر.

ويعد نيباه واحدا من 10 أمراض معدية تم تحديدها من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها أكبر خطر على الصحة العامة، خاصة في ظل عدم استعداد شركات الأدوية العالمية الكبرى للتصدي.

فيروس نيباه

ربما لا يكون فيروس نيباه جديدًا على البشرية، إلا أن مخاطر كورونا، والاستهتار العالمي به نسبيًا، جعل الجميع يهاب أي فيروس، وتحت أي مسمى، وببساطة يُعرف فيروس نيباه، بأنه أحد العوامل المعدية التي اكتشفت في الأعوام الماضية، حيث تم العثور عليه عام 1999 خلال تفشي المرض في ماليزيا وإصابة الأجهزة العصبية والتنفسية لدى 265 شخصا مات منهم 115، وتعتبر خفافيش الفواكه من نوع خفافيش الثعلب الناقل الطبيعي لفيروس نيباه.

كما يمكن انتشار هذا الوباء في أستراليا وبنجلاديش والهند والصين وتايلاند وإفريقيا، وينتقل من الخفافيش إلى الحيوانات والبشر، ويمكن أن ينتقل أيضا من شخص لآخر عن طريق اللعاب، ولا توجد في الوقت الحالي أي أدوية أو لقاحات لهذا المرض.

1200px Nipah virus from an infected VERO cell

ويعاني المصابون بعدوى فيروس نيباه من حمى وسعال وصداع وآلام بطن وغثيان وقيء ومشاكل في البلع وعدم وضوح الرؤية.

ويدخل حوالي 60% من المرضى المصابين بالفيروس في حالة غيبوبة يصبحون فيها بأمس الحاجة إلى مساعدة في التنفس، ويعاني المرضى الذين تطور لديهم المرض من ارتفاع حاد لضغط الدم وارتفاع معدل خفقان القلب وارتفاع حرارة الجسم.

تحذيرات مبكرة

WHO headquarters Geneva

بدأت قبل نحو 3 أعوام، ظهور حالا وفاة، جراء فيروس نيباه، إذ لقي ما لا يقل عن 9 أشخاص مصرعهم في جنوب الهند بسبب عدوى ناجمة عن الفيروس المذكور، والذي يسبب بدوره التهاب الدماغ والجهاز التنفسي.

وأوردت مجلة “Science Alert” أن منظمة الصحة العالمية تصنف العدوى بهذا الفيروس القاتل ضمن فئة الأوبئة العالمية الخطيرة.

ويعد فيروس نيباه، واحدًا من 10 أمراض معدية من أصل 16 تم تحديدها من قبل المنظمة الدولية، على أنها أكبر خطر على الصحة العامة، حيث لا توجد مشاريع لقاحات في خطوط إنتاج شركات الأدوية، وفقًا لتقرير المؤسسة الذي يصدر كل عامين.

وتشمل الأمراض المعدية، المصنفة من قبل الصحة العالمية أيضًا حمى الوادي المتصدع، الشائعة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلى جانب ميرس وسارس، بالإضافة لأمراض الجهاز التنفسي التي تسببها فيروسات كورونا، ولديها معدلات وفيات أعلى بكثير من كوفيد -19 ولكنها أقل عدوى.

T6YODFGN5NF4VPMGRD6ZK7X6HI

من جانبه، قال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الدكتور أنتوني فاوتشي، الجمعة، إن ظهور أنواع جديدة من فيروس كورونا نتيجة الطفرات، يجب أن يكون جرس إنذار لأميركا.

وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض حول آخر التطورات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، قال «فاوتشي» إن الطفرات المختلفة لها «عواقب إكلينيكية» يجب معالجتها، وتحدث عن الحل الوحيد المتاح الآن لمواجهتها.

وأضاف: «هذه دعوة لنا جميعا للتنبه.. سنستمر في رؤية ظهور المتحورات، لذلك علينا أن نكون أذكياء حتى نتمكن من التكيف بسهولة لعمل نسخ من اللقاح تكون موجهة بشكل خاص نحو أي طفرة».

106806095 1607031901276 gettyimages 1183693387 CHINA NEF

واعتبر مؤسس شركة «مايكروسوفت» العملاقة، الملياردير الأمريكي، بيل جيتس، أن الجائحة التالية التي سيواجهها العالم قد تكون أقوى بـ10 مرات من تلك التي تسبب بها فيروس كورونا.

قال جيتس، في مقابلة مع صحيفة Suddeutsche Zeitun : «لسنا مستعدين للجائحة التالية. آمل في أن هذا الوضع سيتغير بعد عامين… هناك الكثير ما يمكن القيام به، بما في ذلك (تطوير) اللقاحات والفحوص والأدوية وعلم الأوبئة والمراقبة».

وحذر «جيتس» قائلا إن هذه الجائحة مرعبة، لكن التالية قد تكون أسوأ بـ10 مرات، مشيرا إلى أنه تبين أن النظام اللوجيستي في العالم الغني أكثر تعقيدا مما كان يبدو سابقا.

كما لفت مؤسس «مايكروسوفت» إلى أن صبر الناس بالتأكيد على وشك النفاد، خاصة هؤلاء الذين يعيشون في ظروف أصعب ولا يمكنهم ضمان دراسة أطفالهم عن بعد، مضيفا: «العودة للحياة الطبيعية ستتطلب عاما كاملا على الأقل».

إعلاميًا، علق الإعلامي المصري عمرو أديب، على تحذير منظمة الصحة العالمية من احتمال تفشي جائحة جديدة بسبب فيروس نيباه، قائلًا إنه فيروس جديد موجود في الصين ينتقل عن طريق خفاش الفاكهة.

وقال أديب، خلال تقديمه لبرنامج «الحكاية»، المذاع عبر فضائية «mbc مصر»، مساء السبت، إن الفيروس الجديد يتسم بصفتين، موضحًا أن الأولى التفشي سريع والثانية ارتفاع نسبة الوفيات التي تصل إلى 75%.

وأضاف: «إذا كانت نسبة الوفاة من فيروس كورونا 2%، فنسبة الوفاة من نيباه الجديد 75%، قصة قصيرة لكنها مرعبة، نحن نعيش في وقت غريب، ومحدش يقول إننا جيل مشوفناش حاجة».

ربما يعجبك أيضا