تطعيم يساعد في علاج سرطان البنكرياس.. تعرف عليه

آية سيد

استطاع باحثون أمريكيون تطوير استراتيجية علاجية باستخدام تطعيم التيتانوس لتمكين الجهاز المناعي من اكتشاف سرطان البنكرياس ومحاربته.


سرطان البنكرياس من الأمراض التي يصعب علاجها، لكن كلية ألبرت أينشتاين للطب أجرت تجربة أعطت أملًا جديدًا لمرضى هذا السرطان.

أوردت مجلة “نيو ساينتست” العلمية، في 23 مارس 2022، تقريرًا عن محاولة أجرتها الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة والمناعة كلوديا جرافكامب وزملاؤها في نيويورك بهدف تمكين الجهاز المناعي من اكتشاف سرطان البنكرياس والقضاء عليه.

دور بكتيريا الليستريا وتطعيم التيتانوس

أفاد التقرير بأن جرافكامب وزملاءها طوّروا نهجًا يستخدم بكتيريا الليستريا، التي تنجذب الأورام بطريقة طبيعية، لتوصيل نوع غير نشط من سم التيتانوس إلى سرطان البنكرياس، ولأن معظمنا يحصل على تطعيم التيتانوس في مرحلة الطفولة، يستطيع جهازنا المناعي اكتشافه لبقية حياتنا.

هذا يعني أن خلايا سرطان البنكرياس التي تحمل التيتانوس ستصبح مرئية للجهاز المناعي وبالتالي عُرضة للهجوم.

ولاختبار هذه الاستراتيجية حقن الباحثون فئران صغيرة جرى تعديلها لتطوير سرطان البنكرياس عندما تكبر بتطعيم التيتانوس، وعندما وصلت تلك الفئران لمرحلة متقدمة من سرطان البنكرياس، حقن الباحثون بطن الفئران ببكتيريا الليستريا التي تحتوي على التيتانوس.

نجاح التجربة

وفقًا للتقرير وصلت البكتيريا بنجاح إلى أورام البنكرياس وجعلتها مرئية للجهاز المناعي للفئران ثم بدأت خلايا مناعية تُعرف باسم “الخلايا التائية” في مهاجمة الأورام، وجرى تكثيف الهجوم عبر إعطاء الفئران عقار يُسمى جيمسيتابين “علاج كيميائي” الذي أوقف بعض الخلايا المحيطة بأورام البنكرياس عن قمع النشاط المناعي.

هذه الاستراتيجية العلاجية قللت حجم أورام البنكرياس الأصلية، تلك التي انتشرت إلى مناطق أخرى من الجسم بنسبة تفوق 80%، وحسّنت أيضًا متوسط وقت النجاة للفئران بنسبة 40% مقارنة بالفئران التي لم تُعالج.

ولفت التقرير إلى أن الليستريا معروفة بكونها من مسببات التسمم الغذائي، لكن الليستريا المستخدمة في هذه الدراسة كانت في حالة ضعيفة وغير سامة، بحسب جرافكامب، ولم تظهر أية آثار جانبية على الفئران من العلاج.

توسيع التجربة إلى البشر

ذكر التقرير أن جرافكامب وزملاءها يعملون حاليًّا على تنظيم تجربة سريرية لاختبار ما إذا كان يمكن حقن الليستريا الضعيفة بأمان في بطن البشر، وأعربوا عن أملهم في أنه إذا نجحت التجربة، سيختبرون الليستريا التي تحتوي على التيتانوس في الأشخاص المصابين بسرطان البنكرياس.

وأضاف التقرير أن النهج نفسه ربما يساعد في علاج أنواع السرطان الأخرى التي لا يكتشفها الجهاز المناعي بسهولة، فعلى سبيل المثال اختبر الباحثون نفس الليستريا التي تحتوي على تيتانوس في الفئران مع سرطان المبيض ووجدوا “نتائج واعدة جدًّا” بحسب جرافكامب التي أضافت أنهم يريدون تحويل انتباههم في المرحلة القادمة إلى سرطان القولون والمخ.

صعوبة سرطان البنكرياس

لفت التقرير إلى أن معظم  الأشخاص الذين يُشخصون بسرطان البنكرياس يعيشون لأشهر قليلة فقط، هذا لأن السرطان ينتشر على نطاق واسع قبل ظهور الأعراض ولأن العلاجات الفاعلة غير متوافرة.

وبحسب التقرير يمكن علاج أنواع السرطان الأخرى باستخدام العلاجات المناعية التي تعزز قدرات محاربة السرطان الطبيعية للجهاز المناعي، إلا أن هذه العلاجات عادةً لا تنجح مع سرطان البنكرياس لأنه يفتقر للتحورات التي تسمح للجهاز المناعي باكتشافه بسهولة، وما يزيد الأمر سوءًا هو أن أورام البنكرياس تتجه لأن تكون مُحاطة بخلايا تقمع النشاط المناعي.

ربما يعجبك أيضا