تطهير كورسك.. هل بدأت روسيا «هجومًا مضادًا»؟

تطورات جديدة في الصراع.. روسيا تبدأ هجومًا مضادًا في كورسك

محمد النحاس
الجيش الروسي

قبل بدء الهجوم الروسي المضاد، كان الوضع في كورسك صعبًا بالفعل لقوات كييف، حيث وصف الجنود الأوكرانيون العملية بأنها "صعبة جدًا" مع ارتفاع معدلات الإصابات، لذلك شكك بعض الجنود في حكمة قرار الهجوم.


بعد مرور أكثر شهر على بدء الهجوم لأوكراني على منطقة كورسك الروسية، بدأت القوات الروسية هجومًا مضادًا واسع النطاق لاستعادة الأراضي التي فقدتها.

ورغم أن فاعلية هذا الهجوم لم تتضح بشكل كامل حتى الآن، إلا أن هناك مؤشرات على أن روسيا تبذل جهدًا كبيرًا لإعادة السيطرة على المناطق التي سيطرت عليها أوكرانيا في الأسابيع السابقة، وفق تحليل عسكري نشره موقع “ذا وار زون” الأمريكي.

استعادة بلدات روسية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن “وحدات الشمال” تمكنت من استعادة السيطرة على 10 بلدات في غضون يومين في منطقة سناغوست، الواقعة على الجناح الغربي للمنطقة التي تسيطر عليها أوكرانيا.

وتتناسب هذه المعلومات مع الخريطة الديناميكية التي أصدرتها مجموعة “ديب ستيت” للاستخبارات مفتوحة المصدر، والتي تظهر تقدم القوات الروسية نحو الجنوب من مدينة كورينيفو وصولاً إلى سناجوست بعمق يبلغ نحو ستة كيلومترات، حسب التقرير المنشور 14 سبتمبر 2024.

من جانبها، أكدت أوكرانيا أن القوات الروسية شنت هجومًا مضادًا “سريعًا”، ولكن لم تحقق نتائج كبيرة، الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أشار إلى أن روسيا قد نشرت بين 60 إلى 70 ألف جندي في المنطقة.

هجوم روسي مضاد

كما صرح ضابط أوكراني رفض ذكر اسمه للموقع المتخصص في شؤون الدفاع بأن القتال في المنطقة كان شديدًا، مشيرًا إلى أن الوضع غير مريح لصالح أوكرانيا حاليًا.

ورغم السيطرة الأولية لأوكرانيا على نحو 500 ميل مربع من الأراضي في كورسك، بفضل الدفاعات الروسية الضعيفة في البداية، فقد بدأت روسيا في تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، وقد زادت روسيا من عدد الضربات الجوية، ما يجعلنا أمام هجوم مضاد واسع النطاق، وفق التحليل.

ما مدى التقدم؟

على الرغم من هذا الهجوم، أكدت تقارير معهد دراسة الحرب (ISW) أن القوات الروسية شنت هجمات مضادة في منطقة كورسك في 12 سبتمبر، لكنها حققت مكاسب هامشية فقط بسبب الهجمات الأوكرانية المستمرة.

أوكرانيا أيضًا فتحت جبهة جديدة في بلدة تيتيكينا الروسية، حيث تحاول دفع القوات الروسية شرقًا وقطع خطوط الإمداد عن آلاف الجنود الروس المحاصرين جنوب نهر سييم.

القوات الروسية ما زالت تسعى لبناء جسور عائمة عبر نهر سييم بعد تدمير الهجمات الأوكرانية للجسور السابقة. كما أفادت تقارير بأن وحدة صغيرة من القوات الأوكرانية المدرعة تتحرك غربًا نحو الجيب الروسي المحاصر.

القوات الأوكرانية تتأهب

المصادر الروسية أكدت أن الوضع ما زال “صعبًا”، حيث زعمت قناة “حرس الحدود الروسي” على تلغرام أن القوات الأوكرانية تمكنت من التمركز في قرية “نوفى بوت” قبل أن تتقدم نحو “فيسيلوي” باستخدام دبابة واثنين من المركبات المدرعة.
ورغم صد الهجوم الأولي، بدأت القوات الأوكرانية بحفر خنادق بالقرب من “فيسيلوي” استعدادًا لهجمات مستقبلية، وقبل بدء الهجوم الروسي المضاد، كان الوضع في كورسك صعبًا بالفعل لقوات كييف، حيث وصف الجنود الأوكرانيون العملية بأنها “صعبة جدًا” مع ارتفاع معدلات الإصابات. لذلك شكك بعض الجنود في حكمة قرار الهجوم في وقت كانت أوكرانيا تعاني من دفاعاتها في المدن الرئيسية في الشرق، وفق التحليل.

هدف صعب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر أوامر لاستعادة الأراضي التي فقدتها روسيا في كورسك بحلول الأول من أكتوبر، وهو هدف يتسم بالصعوبة بالنظر إلى التحديات التي تواجهها القوات الروسية.
من ناحية أخرى، أكد زيلينسكي عدم نيته الانسحاب السريع من كورسك، وأرسل بعض من أفضل قواته ومعداته للدفاع عن المنطقة حتى في ظل الضغوط الكبيرة التي تواجهها قواته في الشرق الأوكراني.

جبهة الشرق الأوكراني

في شرق أوكرانيا، تستمر القوات الروسية في تقدمها نحو مدينة بوكروفسك، التي تعد مركزًا لوجستيًا حيويًا في المنطقة. المدينة تقع بالقرب من طرق رئيسية وخطوط سكك حديدية استراتيجية.
رغم أن الهجوم الروسي نحو بوكروفسك شهد تباطؤًا، إلا أن المدينة لا تزال تحت تهديد مباشر، وحث حاكم منطقة دونيتسك المدنيين على الإخلاء الفوري. وفي الوقت نفسه، هناك ضغوط دبلوماسية متزايدة على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للسماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى داخل روسيا.
الرئيس الأوكراني زيلينسكي واصل الضغط للحصول على إذن باستخدام صواريخ “أتاكمز” الأمريكية وصواريخ “ستورم شادو” البريطانية لضرب الأهداف العسكرية في عمق أراضي روسيا وبينما لم تُمنح الموافقات بعد، فإن الخطوات المقبلة قد تحدد مسار النزاع المستمر وتعزز من قدرات أوكرانيا في مواجهة الهجمات الروسية.

ربما يعجبك أيضا