تطورات “كورونا” في مصر.. القاهرة تقاوم الوباء القاتل والشائعات

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – سجلت وزارة الصحة المصرية، ارتفاعا جديدًا في أعداد مصابي فيروس كورونا المستجد، في الوقت الذي واصلت فيه الحكومة المصرية والوزارات إجراءاتها “الصارمة” لمكافحة انتشار الوباء القاتل، من خلال العمل على تقليل التجمعات وتعقيم  المنشآت، وشنّ حملات ضد العابثين بالأمن الغذائي وتجار الأوبئة، علاوة على رصد الشائعات التي ترددت خلال الـ24 ساعة الماضية باستعداد الجيش لإعلان حظر التجوال، وفرض حظر على عدد من المحافظات.

“إصابات جديدة”

وزارة الصحة المصرية، أعلنت تسجيل 14 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، تشمل حالتين لأجانب و١٢ من المصريين، وجميعهم من المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقًا، ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها، ليصل إجمالي الحالات المصابة في مصر إلى 210، من ضمنهم 28 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و6 حالات وفاة.

وأشارت الوزارة إلى ارتفاع عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية إلى 40 حالة، منوهة إلى خروج حالتين لمصريين من المصابين من مستشفى العزل، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 28 حالة حتى اليوم، من أصل الـ40 حالة التي تحولت نتائجها معمليًا من إيجابية إلى سلبية.

وتشير الأرقام المصرية الجديدة، إلى عدة أمور إيجابية خلال الأيام القليلة الماضية، إذ انخفض معدل الإصابات المكتشفة، إلى 14 حالة، مقارنة بتسجيل 30 حالة، أمس؛ و40 حالة أمس الأول؛ علاوة على عدم تسجيل أي حالات وفيات، بعد وفاة 4 حالات خلال اليومين الماضيين، فضلا عن زيادة عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية إلى 40 حالة بعد أن توقفت عند 34 حالة خلال اليومين الماضيين.

“الخطط الاحترازية”

وعرضت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، اليوم؛ خلال اجتماع مع رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي؛ الموقف الراهن لحالات الإصابة بفيروس كورونا المُستجد في مصر، والإجراءات الطبية المُتبعة حيالهم، وتجاه المخالطين للحالات المُكتشفة، والإجراءات المُتخذة على الصعيد الوطني لتقليل حدة انتشار الفيروس، والتي تضمنت وقف الدراسة بالمدارس والجامعات لمدة أسبوعين، وتعليق الأحداث الرياضية، والفعاليات وحركة الطيران، والعروض الفنية.

وأكدت الوزيرة أن كافة الخطوات الطبية والإجراءات الحكومية تتسق وتوصيات منظمة الصحة العالمية، وتتوافق مع متطلبات كل مرحلة من مراحل مواجهة تطورات انتشار الفيروس، مشددة على أن الوزارة تتحرك وفق خطة حكومية تقوم على تقدير الموقف أولاً بأول، واتخاذ الإجراءات بصورة مطردة، وتصاعد يتناسب مع الموقف على الأرض.

وعرضت زايد خلال اللقاء كافة الإجراءات التي تم اتخاذها بعد تعليق حركة الطيران، والتي تتضمن العزل الذاتي لمدة 14 يوماً للقادمين من العمرة منذ أول مارس، وفحص جميع القادمين بالكشف السريع، لافتة إلى أنه تم استلام 27 ألف كاشف سريع، كما من المقرر أن يتم استلام 75 ألف كاشف سريع آخر.

وأشارت الوزيرة إلى الإجراءات الاحترازية المُتخذة في المحافظات السياحية، “الأقصر، وأسوان، وجنوب سيناء”، والتي تضمنت منع مغادرة أي فرد من الأطقم العاملة في المنشآت السياحية، لمدة 14 يوماً، اعتباراً من 16 مارس الجاري، أو من تاريخ خروج آخر سائح من المحافظة، وخضوعهم جميعاً للحجر الصحي حتى لا يتسبب إيقاف حركة الطيران في مغادرة تلك الأطقم العاملة إلى محافظاتهم الأصلية.

وأضافت الوزيرة أن الإجراءات بالمحافظات السياحية ستتضمن تطهير كافة المنشآت السياحية وكذلك المرافق الحكومية وغير الحكومية بتلك المُحافظات، وعدم استقبال حركة السياحة الداخلية لمدة 14 يوما من تاريخ مغادرة آخر سائح للمحافظة، والتزام المنشآت السياحية بالمتابعة الصحية والإبلاغ عن أية أعراض تظهر على أي فرد من أطقمها.

وتطرقت الوزيرة إلى الإجراءات الاحترازية المُتبعة في المحافظات الأعلى إصابة بفيروس كورونا المستجد، والتي تتضمن العزل الذاتي للمخالطين، وتكثيف أعمال التطهير بجميع المرافق العامة والأسواق ودور العبادة، مع مضاعفة أعمال التقصي وتكثيف حملات التوعية، داعية إلى اعتبار يوم الجمعة يوماً مخصصاً للتطهير الأسبوعي لجميع الأماكن في سائر أنحاء الجمهورية، بما يشمل القطاع الحكومي والخاص والأماكن العامة ووسائل النقل، وذلك بهدف مُحاصرة الأوبئة والفيروسات والحفاظ على الدولة ومواطنيها.

في الوقت ذاته، واصلت الوزارات المصرية تنفيذ خطتها لمواجهة الفيروس، حيث كثفت وزارة الداخلية حملاتها لإغلاق مراكز الدروس الخصوصية، وشن حملات على الأسواق، ووتنفيذ قرار حظر الشيشة في المقاهي، كما تابعت وزارة التنمية المحلية الإجراءات التي تنفذها المحافظات للحد من انتشار الفيروس، من خلال العمل على تقليل التجمعات وتعقيم  المنشآت.

وواصل الجيش المصري تعاونه مع أجهزة الدولة لمكافحة فيروس كورونا، إذ دفع بعربات التعقيم المتحركة والتطهير الثقيلة وأطقم التطهير المحمولة لإجراء التعقيم والتطهير اللازم لجامعة القاهرة وما تحتويه من منشآت وقاعات ومدرجات ومعامل دراسية.

“الشائعات مستمرة”

وبقيت “الشائعات” أحد الحروب التي تخوضها مصر خلال الأيام الأخيرة في ظل انتشار فيروس كورونا، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن تحرك قوات الجيش المصري لفرض حظر التجوال ضمن إجراءات مجابهة “الوباء القاتل”، وهو ما نفاه المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، في بيان رسمي.

وأكد وزير الدولة للإعلام في مصر أسامة هيكل، أنه لا صحة لما تردد بشأن عزل محافظات، أو مدينة شرم الشيخ حتى الآن، مشددا على أن الحكومة ستذيع البيانات الدقيقة، محذرًا من السير خلف الشائعات التي تحدث بلبلة، معقبًا: “لو في إجراء جديد هنقول، والله ما هنخبي حاجة”، مشددا على أن الأخطاء في هذه الأزمة العالمية غير مقبولة.

ربما يعجبك أيضا