تعاون تركي – سوداني.. هل الطائرات المسيرة مقابل سواكن؟

أحمد  حويدق

تُثار العديد من علامات الاستفهام حول مضمون اتفاقية إدارة الدولة التركية لجزيرة سواكن السودانية والتي وقعت أثناء زيارة الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، للسودان في نهاية عام 2017 مع نظيره السوداني حينها، عمر البشير.

وتقع جزيرة سواكن علي بعد أقل من  60 كيلو مترا من بورت سودان مقابل مدينة جدة السعودية، وهي تعتبر نقطة التقاء بين مصر والسعودية وموقع استراتيجي من الناحية العسكرية لقربها من اليمن وإريتريا وتبعد ما يقرب من  350 كيلو مترا من مثلث حلايب المصري؛ وتضم المنطقة ثاني أكبر ميناء في البلاد لتصدير النفط والثروة الحيوانية

الاتفاقية مجددًا

في عام 2019 وبعد سقوط حكم عمر البشير تم تجميد العمل بهذه الاتفاقية لعدة أسباب من ضمنها اعتراض مصر على إقامة قواعد عسكرية تركية في السودان لما تشكله من تهديد أمني مباشر على الأمن القومي المصري.

وبعد مرور أعوام عاد الحديث عن مشروع سواكن في آواخر فبراير الماضي بعدما زار رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، العاصمة التركية أنقرة والتقي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وطلب منه مد الجيش السودان بالطائرات المسيرة لاستخدامها في الحرب المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو.

ووفقاً لما جاء على لسان المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير، فإن تركيا عادة إلى السودان من جديد بخطة جديدة الهدف منها إقامة علاقات مع الحكومات المؤقتة في المنطقة بهدف تحقيق مصالح تصب في الصالح التركي فقط مقابل السلاح لأحد طرفي النزاع وقلب موازين المعركة كلياً، والثمن هو إنشاء قاعدة عسكرية تركية على البحر الأحمر، وهو ما تم التأكيد عليه خلال زيارة البرهان الأخيرة في مايو إلي تركيا.

986997fea81818084b07dbaf8f7d32a6944b0461

هدف خفي

في هذا السياق يقول الباحث السوداني أحمد عبدالله، إن اتفاقية سواكن مع تركيا والتي يرفضها معظم الشارع السوداني، في ظاهرها لتطوير الجزيرة نظرًا لتاريخها العريق وموقعها الجغرافي المميز إذ يعد الموقع مقصداً سياحياً ومحطة للحجاج في طريقهم إلى مكة المكرمة.

وتابع أحمد عبدالله، خلال تصريحاته لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن الهدف الخفي هو بناء قاعدة عسكرية تركية على البحر الأحمر حيث تم الاتفاق حينها على بناء مرسى لاستخدام السفن المدنية والعسكرية.

وفقاً لما كشفه موقع “فلايت رادار” الإيطالي، فإن العديد من الطائرات العسكرية هبطت في بورتسودان قادمة من تركية، وبحسب ما جاء على لسان مصادر من داخل المطار، فإن الطائرات التركية جاءت بدفعة أولية من مسيرات بيرقدار التركية لتقوية صفوف الجيش إلى جانب المسيرات الإيرانية التي يستخدمها الجيش بالفعل.

حرب بالوكالة

يُضيف أحمد عبدالله، أن تركيا قررت أن تغيير مجريات الحرب الأهلية الطاحنة في السودان وتحويلها إلى حرب بالوكالة سيطيل أمد الحرب في السودان، ولذلك لابد من عزل التأثير الدولي والإقليمي الذي يدعم استمرار الحرب والضغط للتوصل لوقف الحرب.

ويؤكد الباحث السوداني، أن تركيا وكما هي العادة تسعى لتوفير الدعم لأحد طرفي النزاع على حساب الشعب والهدف هو بناء القواعد العسكرية واحتلال أكبر قدر ممكن من الموانئ البحرية، ولطالما كانت الأنظار التركية موجهة نحو سواكن التي تمثل لهم تاريخ الدولة العثمانية في ذلك الزمان.

 

ربما يعجبك أيضا