تعاون نادر.. مناورات بين الجيشين الصيني والأمريكي بالبرازيل

أعلنت القوات البحرية البرازيلية مشاركة القوات الأمريكية والصينية لأول مرة في مناورات عسكرية مشتركة بقيادة القوات البرازيلية، ضمن عملية “فورموزا”، التي تُعد واحدة من أكبر المناورات العسكرية في أمريكا اللاتينية.

وبحسب صحيفة “ساوث اتشينا مورنينج بوست” في تقرير نشرته الثلاثاء 10 سبتمبر 2024، يشارك في التدريبات حوالي 3000 فرد عسكري، ومن المقرر أن تستمر حتى الثلاثاء المقبل، وفقًا لوزارة الدفاع البرازيلية.

مشاركة نادرة للقوات الأمريكية والصينية

تُعد هذه المرة الأولى التي ترسل فيها الصين والولايات المتحدة قوات عسكرية للمشاركة في مناورات “فورموزا”، حيث تشارك 33 فردًا من البحرية الصينية و54 فردًا من البحرية الأمريكية، بحسب متحدث باسم القوات المسلحة البرازيلية.

وشارك كلا البلدين في مناورات سابقة، إلا أن المرة الأخيرة التي شاركت فيها القوات الأمريكية والصينية في مناورات عسكرية مشتركة كانت في 2016، ففي العام الماضي، شاركت الولايات المتحدة من خلال قوات القيادة الجنوبية، فيما كانت الصين حاضرة كدولة مراقبة.

حضور دولي واسع

بجانب الولايات المتحدة والصين، تشارك في المناورات قوات عسكرية من عدة دول أخرى مثل الأرجنتين، فرنسا، إيطاليا، المكسيك، نيجيريا، باكستان، جمهورية الكونجو وجنوب أفريقيا، وقالت القوات البحرية البرازيلية في بيان يوم السبت: “من المعتاد دعوة دول صديقة للمشاركة في هذه المناورات”.

وأشارت البحرية البرازيلية إلى أن أهمية هذه الدعوات تكمن في تعزيز التكامل بين البحرية البرازيلية وقوات الدول الصديقة.

وأضافت أن التدريبات تهدف إلى محاكاة عمليات برمائية تشمل هجمات سفن حربية على مناطق ساحلية معادية والتخطيط للهبوط على شواطئ محددة، مع استخدام ذخيرة حية في جميع العمليات لتعزيز التنسيق بين البحرية، الجيش، وسلاح الجو البرازيليين.

تطورات في التعاون العسكري بين البرازيل والصين

تُعتبر مشاركة الصين في مناورات “فورموزا” خطوة جديدة في تعزيز التعاون العسكري بين بكين وبرازيليا، في عام 2015، شاركت القوات الصينية في برامج تدريب بمركز التدريب على حرب الغابات في ولاية الأمازون البرازيلية، وتوسعت هذه الشراكة لاحقًا لتشمل المركز المشترك لتدريب عمليات السلام في البرازيل، حيث استضاف طلابًا صينيين في عام 2017.

كما زار ضباط من البحرية الصينية ريو دي جانيرو والعاصمة برازيليا العام الماضي، لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري مع نظرائهم البرازيليين، وفي يوليو الماضي، قام الجنرال توماس ميجيل ريبيرو بايفا، قائد الجيش البرازيلي، بزيارة إلى بكين بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي واستكشاف فرص التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والصناعات الدفاعية.

استبعاد الصين من مناورات “ريمباك”

رغم تعاونها مع البرازيل، تم استبعاد الصين في السنوات الأخيرة من المشاركة في مناورات “ريمباك” (RIMPAC)، وهي مناورات بحرية دولية كبرى تقودها الولايات المتحدة.

وأُرجع هذا الاستبعاد إلى ما وصفته وزارة الدفاع الأمريكية بـ”استمرار عسكرة الصين للمناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي”.