كانت الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني إلى دمشق وأنقرة تعبيرًا عن قلق إيراني من إبعاد طهران عن دائرة الحل للملف السوري.
تبدو إيران غاضبة من ما تراه محاولة لإقصائها عن ملف تسوية الأزمة السورية، التي كانت طرفًا فاعلًا فيها منذ اندلاعها قبل نحو 11 عامًا.
ومع الحديث عن اجتماع قمة ثلاثي بين سوريا وروسيا وتركيا، عبّرت إيران عن غضبها بمطالبة حليفها السوري بالدفع مقدمًا لقاء شحنات النفط، التي تزوده بها، بعد ساعات من زيارة وزير خارجيتها، أمير حسن عبداللهيان، إلى دمشق، حسب ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال.
تأجيل زيارة عبداللهيان لموسكو
تأجلت زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، إلى روسيا، التي كانت مقررة في 17 يناير الحالي، حسب تقرير “روسيا اليوم”. وذلك بعدما أشارت تقارير إلى انعقاد قمة ثلاثية بين وزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا، في أنقرة، لمناقشة حل الأزمة في سوريا. بعد المحادثات التي أجراها وزراء الدفاع، ورؤساء الاستخبارات في الثلاث، أواخر ديسمبر الماضي، في موسكو.
وحسب تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية، كشف عبداللهيان، قبل مغادرته إلى تركيا، عن أن زيارته إلى روسيا تأجلت بعض الوقت. وأضاف أنه “سيتناول خلال زيارته إلى أنقرة أيضًا التطورات في سوريا وغرب آسيا وجنوب القوقاز، ومختلف القضايا الإقليمية التي تخص أمن هذه المنطقة”.
غضب إيراني من سوريا
قبل الذهاب إلى تركيا، وصل وزير الخارجية الإيراني العاصمة السورية، دمشق، في 14 يناير، في زيارة عبرت عن غضب طهران، فحسب تقرير صحيفة “الجريدة ” الكويتية، نقل عبداللهيان عتابًا من القيادة الإيرانية للنظام السوري، لاستبعاد طهران من مساعي المصالحة التركية السورية، خاصة مع بروز الإمارات كلاعب فاعل، يراهن على إمكانية تحقيق اختراق بهذا الشأن.
وذكرت الصحيفة أن الوزير نقل عتابًا إيرانيًّا على موافقة سوريا على لقاء بين وزير دفاعها ونظيره التركي في موسكو، دون التنسيق معها، رغم أنها التي بادرت قبل موسكو وأبوظبي بعرض الوساطة بين أنقرة ودمشق، مضيفًا أن عبداللهيان أوضح للرئيس السوري، بشار الأسد، أن إيران وقفت بجانب حكومته منذ بداية الأزمة، ولم تتوقع أن تضع سوريا إيران جانبًا في نهاية المطاف.
وبعثت زيارة عبداللهيان إلى أنقرة، بعد دمشق، رسالة بأن بلاده لا تزال على الخط، وأن محاولات استبعادها من مساعي المصالحة السورية التركية فشلت، وفق تقرير الصحيفة الكويتية، الذي أوضح أن عبداللهيان كان مقررًا أن يسافر إلى موسكو لاستكمال الجولة، لكن الكرملين قرر إلغاء الزيارة بعدما علم هدفها، بذريعة ارتباط وزير الخارجية، سيرجي لافروف، باجتماعات طارئة، دون تحديد موعد آخر.
التلويح بسلاح النفط
يبدو أن طهران لوحت بسلاح النفط ضد دمشق، وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال، أن إيران طالبت حليفها الرئيس السوري، بشار الأسد، بالدفع مقدمًا لقاء شحنات النفط، التي تزوده بها، مع رفعها السعر ليصل إلى أكثر من 70 دولارًا للبرميل. عقب يوم واحد من زيارة وزير خارجيتها وفي خطوة مفاجئة.
وحسب ما جاء في تقرير الصحيفة، فإن طهران رفضت الطلبات السورية الجديدة للتسليم بالدين، الأمر الذي قد يعرّض الاقتصاد السوري للخطر، بسبب نقص الوقود، في الوقت الذي اعتمد فيه على إيران لأكثر من نصف احتياجاته النفطية. وكذلك، عادةً ما تستقبل سوريا شحنتين من النفط على الأقل شهريًّا من إيران.
تعديل مسار آستانة
يبدو أن طهران ستؤكد مسار محادثات “آستانة” للنقاش بشأن الأزمة السورية، من أجل تعزيز مشاركتها في هذا المسار. وحسب ما جاء في تقرير لقناة الحرة الأمريكية، شدد عبداللهيان، خلال زيارته إلى دمشق وأنقرة، على دور بلاده في أي “حل سوري”، من خلال تركيزه على مسار “آستانة”، ونية طهران تحديث صيغتها.
وتتلخص فكرة “التحديث” أو تعديل الصيغة، وفق ما جاء في التقرير، بإشراك النظام السوري كطرف رابع في “آستانة”، بعدما كان المسار مقتصرًا على الثلاثي “الضامن” تركيا وإيران وروسيا، على مدار 19 جولة، ومنذ العام 2017.
وقدم هذا الطرح كبير مستشاري الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، بقوله لوكالة “إسنا ” الإيرانية، إن “العمل جارٍ على تحديث شكل محادثات آستانة بشأن سوريا، تماشيًا مع الظروف والمتغيرات الراهنة”. وأشار خاجي إلى أن طهران أبلغت النظام السوري بأهمية أن تصبح “آستانة” رباعية، وأنه “في الجولات المقبلة لأعضاء في صيغة المسار، سنطرح هذه القضايا، ونحاول أن نجعلها أكثر كفاءة وفاعلية”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1411074