صعق وضرب.. شهادات مروعة عن تعذيب إسرائيل معتقلي غزة

محمد النحاس
المعتقلين من غزة

شهادات مروعة، كشها تحقيق لنيويورك تايمز، عن تعرض المعتقلين الفلسطينيين لتعذيب ممنهج على يد القوات الإسرائيلية في إحدى القواعد العسكرية المتاخمة لقطاع غزة والتي تحولت إلى مقر احتجاز وتحقيق وتعذيب للمدنيين


نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تفاصيل مروعة لعمليات التعذيب التي يتعرض لها أهل فلسطين في قطاع غزة على يد القوات الإسرائيلية.

وبعد أن كانت قاعدة عسكرية، أصبحت “سدي تيمان” مركز اعتقال واستجواب مؤقت، وكثرت الاتهامات بأن الجيش الإسرائيلي يسئ معاملة المعتقلين بها، بما في ذلك أشخاص لا علاقة لهم بحماس أو بأي فصيل عسكري آخر. 

احتجاز غير قانوني

بحلول أواخر شهر مايو، قضى ما يقرب من 4 آلاف معتقل من غزة ما يصل إلى 3 أشهر طي النسيان في قاعدة سدي تيمان، وفقًا لما نقل تقرير الصحيفة الأمريكية المنشور 6 يونيو 2024. 

وبحسب المصادر الإسرائيلية التي تحدثت لصحيفة “نيويورك تايمز”، فبعد الاستجواب، جرى إرسال حوالي 70% من المعتقلين إلى سجون مختلفة بهدف إجراء المزيد من التحقيقات، في حين تبين أن ما لا يقل عن 1200 سجين كانوا مدنيين وعادوا إلى غزة دون اعتذار أو تعويض. 

ظروف مروعة

نقلت الصحيفة عن المواطن الغزّي محمد الكردي، البالغ من العمر 38 عامًا، أنه كان محتجزًا في القاعدة ولم يعرف أي أحد ما إذا كان “حيًا أم ميتًا”. 

وحسب الكردي، والذي يعمل سائق سيارة إسعاف فقد سُجن 32 يومًا فقط لكنها شعر أنها “32 عامًا” جراء ما شهده، بعد أن أُلقي القبض عليه في نوفمبر خلال محاولة عبور سيارة إسعاف لنقطة تفتيش إسرائيلية جنوبي مدينة غزة. 

وتحدثت الصحيفة الأمريكية لمعتقلين فلسطينيين سابقين احتجزوا في ظروف مروعة، فقد كانوا معصوبي الأعين، ومقيدي الأيدي، وجُردوا من ملابسهم باستثناء الداخلية.

انتهاك للقانون الدولي

حسب التحقيق الذي أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” استنادًا إلى مقابلات مع سُجناء وسجّانيهم وأطباء فقد وجدت أن 1200 مدني فلسطيني احتجزوا في قاعدة سدي تيمان في ظروف مهينة دون القدرة على تقديم مرافعات لمدة تصل إلى 75 يومًا.

ومُنع المعتقلون الفلسطينيون أيضًا من الاتصال بمحامين لمدة تصل إلى 90 يومًا، كما جرى حجب المكان عن الجمعيات الحقوقية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

تعرض للتعذيب

أفاد التحقيق بتعرّض المعتقلين للتعذيب فقد قال 8 معتقلين سابقين إنهم تعرضوا للركل والضرب بالهراوات أثناء احتجازهم، وأفاد أحدهم إن ضلوعه كُسرت بعد أن ضُرب على صدره.

وقال محتجز آخر إن ضلوعه كُسرت بعد أن ركل وضرب ببندقية، وهو اعتداء قال محتجز ثالث إنه شهده، وقال آخرون إنهم أُجبروا على ارتداء الحفاضات أثناء استجوابهم، فيما تحدث آخرون عن تعرضهم للصعق بالكهرباء.

تفاخر بالتعذيب ووفيات

نقل التحقيق عن جندي إسرائيلي خدم في القاعدة إن زملائه الجنود كانوا يتفاخرون بضرب المعتقلين دوريًّا.

أفاد الجندي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لتجنب الملاحقة القضائية، إن أحد المعتقلين نُقل للعلاج في المستشفى الميداني المؤقت بالموقع بسبب كسر في عظامه أثناء احتجازه، بينما أُخرج آخر لفترة وجيزة بعيدًا عن الأنظار وعاد مصابًا بنزيف في منطقة الصدر،  مشيرًا إلى وفاة معتقل آخر جراء إصابة في الصدر. 

ومن بين 4 آلاف معتقل تم إيداعهم في سدي تيمان منذ أكتوبر، توفي 35 شخصًا إما في القاعدة أو بعد نقلهم إلى مستشفيات مدنية قريبة، وفقًا لضباط في القاعدة تحدثوا إلى “التايمز” خلال زيارة مايو.

ربما يعجبك أيضا