تعزيز التعاون بين أذربيجان وإسرائيل.. هل الهدف إيران؟

افتتحت دولة أذربيجان سفارة لها في إسرائيل، أمس الأربعاء 29 مارس 2023، بمشاركة وزيري خارجية البلدين.

وقد وصفت تل أبيب هذه الخطوة بأنها «تاريخية»، وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأذري، رأى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، أن افتتاح سفارة باكو في إسرائيل يمثل حقبة جديدة في العلاقات بين البلدين.

علاقة مهمة

تحتل أذربيجان أهمية لدى إسرائيل بسبب موقعها في منطقة القوقاز شمال إيران العدو اللدود لإسرائيل. وحسب تقرير صحيفة عكاظ 29 مارس، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين: “اتفقت مع وزير الخارجية جيهون بيراموف على تعزيز تعاوننا في العمل بمجالات الاقتصاد والأمن والطاقة والابتكار”.

وأفاد أنه سيزور قريبًا، باكو مع وفد اقتصادي كبير، ما سيزيد من تعميق العلاقات التجارية بين البلدين. وقد ناقش الوزيران توثيق العلاقات في مجالات الاقتصاد والطاقة والتعليم والأوساط الأكاديمية والثقافة والرياضة وغيرها.

أول مرة

ذكرت الخارجية الإسرائيلية من جانبها، أنه «لأول مرة منذ إقامة العلاقات عام 1991، تفتتح أذربيجان سفارتها في إسرائيل اليوم». ولم يكن لأذربيجان أي تمثيل دبلوماسي رسمي في إسرائيل، إلا أن السفير الأذري مختار محمدوف، قدم هذا الأسبوع، كتاب اعتماده إلى الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج.

وكانت إسرائيل من أوائل الدول في العالم التي اعترفت باستقلال أذربيجان في ديسمبر 1991، وفتحت سفارة هناك في 1993. ويوجد في أذربيجان واحدة من كبرى الجاليات اليهودية في العالم الإسلامي، إذ يبلغ تعدادها نحو 12-18 ألف نسمة.

العمل ضد إيران

أكد وزيرا خارجية إسرائيل وجمهورية أذربيجان خلال لقائهما المشترك ضرورة “الحفاظ على العلاقات” و”الجهود المشتركة” لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وحسب تقرير قناة إيران إنترناشونال أمس، فقد ناقش الجانبان تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة والسياحة.

وعقب لقائه نظيره الأذربيجاني، وصف كوهين في مؤتمر صحفي مشترك، جمهورية أذربيجان بأنها “الحليف الاستراتيجي لإسرائيل”. وقال: “يجب أن نتعاون معًا لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية. ويجب أن يجري ذلك بطرق وأدوات سياسية واقتصادية، وفي نفس الوقت تأسيس تهديد عسكري موثوق به”.

ولفت كوهين إلى أنه سيزور، خلال الشهر المقبل، أذربيجان على رأس وفد اقتصادي كبير، ورحب بقرار أذربيجان بافتتاح سفارة لها في إسرائيل. ومن جهته، أكد وزير خارجية أذربيجان التزام بلاده بـ”السلام في المنطقة”.

تعاون عسكري

يأتي هذا بعدما نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية سابقًا، في تقرير لها، تفاصيل جديدة عن التعاون العسكري بين إسرائيل وجمهورية أذربيجان، وأعلنت عن تعهد باكو لإسرائيل باستخدام مطارات جمهورية أذربيجان في حال شن هجوم إسرائيلي محتمل ضد منشآت إيران النووية.

وفي هذا التقرير البحثي المفصل، كتبت صحيفة هآرتس أنه في السنوات السبع الماضية، حلق ما لا يقل عن 92 طائرة شحن تابعة لجمهورية أذربيجان من قاعدة القوات الجوية الإسرائيلية (عوودا) إلى باكو، وحملت معدات عسكرية لباكو.

وجاء في التقرير أيضًا، أنه مقابل إرسال أسلحة من إسرائيل إلى أذربيجان، سمحت باكو للموساد بتركيب أجهزة تنصت وتتبع في ذلك البلد ومراقبة أنشطة إيران. وذكرت صحيفة هآرتس أن باكو وعدت تل أبيب أيضًا بأنها إذا أرادت مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، فسوف يسمح لها باستخدام مطارات أذربيجان.

تهديد مستمر لإيران

هددت إسرائيل مرارًا بأنها لن تظل مكتوفة اليدين مع اقتراب إيران من صنع قنبلة نووية، في إشارة إلى إمكانية شن هجوم على مواقع نووية إيرانية، في ظل جمود مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي مع القوى الغربية، واكتشاف يورانيوم عالي التخصيب في طهران.

وقد اتسمت العلاقة بين الجارتين إيران وأذربيجان بالتوتر المستمر، خاصة في ظل تباين الأنظمة السياسية، والخلافات الحدودية. وتتهم أذربيجان إيران باستغلال أغلبيتها الشيعية لقلب نظام الحكم، في حين تخشى طهران الطموح التجاري للجارة الشمالية، التي تطمح إلى الوصول إلى الحدود التركية عبر إنشاء ممر داخل أراضي أرمينيا وتجاوز أراضي إيران.