تعز.. وزير الدفاع اليمني يزور المدينة الاستراتيجية لأول مرة منذ حصارها

محمود سعيد
وزير الدفاع اليمني يزور تعز

الزيارة هي الأولى لأكبر مسؤول عسكري يمني منذ الانقلاب في ظل الحصار الحوثي.


تعاني مدينة تعز، عاصمة الثقافة وصمام أمان الجمهورية اليمنية، من حصار مستمر منذ 2015، ما يجعله أطول حصار عسكري في العصر الحديث.

في مايو 2022، فشلت مفاوضات فتح الطرق بمحافظة تعز في اليمن، التي انعقدت في سلطنة عمان، بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي، رغم أن الأمراض والأوبئة تفتك بالمدينة.

 

زيارة غير مسبوقة منذ حصار تعز

جاءت زيارة وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن محمد المقدشي، للاطلاع على سير العمليات الميدانية التي يخوضها الجيش اليمني في جبهات محافظة تعز التي يسيطر على 60% منها، المقدشي زار جبهات تعز برفقة قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن فضل حسن، ورئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع اللواء الركن أحمد اليافعي، وكان في استقباله قائد محور تعز، اللواء الركن خالد فاضل.

وشدد، بحسب “سبأ”، على ضرورة “التصدي لأي حماقات ترتكبها المليشيا التي تتمادى في خروقات الهدنة الأممية وتصر على تعميق المعاناة الإنسانية التي تفرضها على اليمنيين”، وقال: إن “تضحيات الجيش والمقاومة في تعز وفي مختلف الجبهات ستبقى وسام شرف على صدر كل يمني ومصدر فخر لليمنيين الذين لن ينسوا وقفة هذه المحافظة ومواقفها في مختلف مراحل ومنعطفات التاريخ اليمني”.

مليشيا الحوثي تسعى لتركيع اليمنيين

في سياق متصل، أكد المقدشي أن “الشعب اليمني له حق أصيل في استعادة دولته وأمنه واستقراره وتحرير أرضه من التدخل والإرهاب الإيراني ومليشيات العنف والتطرف، ونحن دعاة السلام وندفع التضحيات لتحقيقه، لكن مليشيا الحوثي لا تؤمن بالسلام ولا بالتعايش والشراكة، وتجاربنا معها مريرة، ومعروف عنها الغدر والخيانة”.

وأشار إلى أن “مليشيا الحوثي تسعى لتركيع اليمنيين وإخضاعهم لمشروعها الطائفي العنصري، وتريد أن تحكم بالقوة والسلاح، وتعمل لاستهداف المجتمع اليمني في قيمه وعقيدته وهويته اليمنية العروبية”.

وأكد أن الاستقرار والسلام في اليمن والمنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء تمرد جماعة الحوثي ومشروعها الإيراني المهدد للأمن الإقليمي والعالمي، والصف الوطني اليوم أكثر تماسكاً والقوى الجمهورية أكثر تلاحمًا.

أهمية تعز الاستراتيجية

تعد محافظة تعز، الواقعة جنوب العاصمة صنعاء، وتبعد عنها بحوالي 256 كم، أكبر محافظات اليمن سكانًا، وتمثل 12.2% من سكان البلاد، وتبلغ مساحتها 10 آلاف و321 كيلومترًا مربعًا، وعدد مديرياتها 23، بحسب “مندب برس“.

وتطل تعز على البحر الأحمر ولها دور في التحكم في مضيق باب المندب جنوبًا، وتهديد المركز البحري الأهم في محافظة الحديدة بموانئها الـ3، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، والمدينة استعصت بسبب موقعها الاستراتيجي على مليشيات الحوثي، وإذا أراد المسؤولون اليمنيون دخولها في ظل الحصار المفروض عليها فإنهم يسلكون طرقًا جبلية وعرة للدخول إليها مستخدمين سيارات دفع رباعي.

حصار حوثي

تعز تعاني اليوم من انهيار اقتصادي وتدهور للعملة وانعدام المرتبات، وانعكاس ذلك على حياة القاطنين بها وحالتهم المعيشية وقوتهم الشرائية، وفي كثير من الأحيان يختفي الخبز من الأسواق، فسنوات من الحصار جعلت سكان تعز يعانون بأكملهم من العقاب الجماعي الحوثي لهم.

وللهرب من الحصار يضطر أهلها إلى أن يسلكوا طرقًا وعرة وخطيرة، تعرض حياتهم للخطر وللحوادث والتفتيش والابتزاز والمضايقات وأحيانًا للاختطاف والاعتقال في نقاط التفتيش الحوثية، وذلك بحسب شبكات حقوقية يمنية، ولهذا فإن المدنيين المحاصرين داخل مدينة تعز خرجوا مرارًا وتكرارًا في مظاهرات حاشدة لمطالبة المجتمع الدولي برفع الحصار وإدانة جرائم مليشيا الحوثي.

الموقف الأممي من حصار المدينة

المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس جروندبرج، حمل الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي مسؤولية تسهيل تخفيف المعاناة عن المدنيين وتسهيل حرية الحركة من وإلى محافظة تعز، جنوب غربي البلاد، وأوضح أن “فتح الطرق يحتاج إلى التنسيق والتواصل المستمر بين الأطراف المختلفة لضمان عبور آمن ومستدام للمدنيين. إنها عملية ذات أمد طويل وليس إجراء يتخذ لمرة واحدة فقط”.

وأكد على أن ” العملية التي تيسرها الأمم المتحدة توفّر للأطراف المنصة لنهج تفاوضي مستدام وموثوق لفتح الطرق”.

ربما يعجبك أيضا