تعقيدات جديدة تعرقل اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس

تحديات كبيرة تواجه إدارة بايدن في تحقيق هدنة دائمة بالشرق الأوسط

شروق صبري
اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس

تواجه إدارة بايدن صعوبة في تحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مع تزايد التوترات في المنطقة.


رغم استمرار جهود الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، إلا أن حدوثه يبدو غير محتمل.

بعد أشهر من التصريحات عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، بدأت الإدارة الأمريكية بالاعتراف بشكل خاص بأنها لا تتوقع أن يتمكن كل من إسرائيل وحماس من الوصول إلى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن.

استمرار الجهود الأمريكية

تعتبر الإدارة الأمريكية أن التوصل إلى اتفاق هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في غزة ووقف تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني،
وقد أفادت البيت الأبيض بأن الأطراف المتحاربة قد اتفقت بالفعل على 90% من نص الاتفاق، مما يعطي بعض الأمل في تحقيق انجاز.

ومع ذلك، يشير عدد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع إلى أن الأطراف المعنية لن توافق على الإطار الحالي.قط

عدم وجود اتفاق وشيك

ووفق ما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية”، أمس 19 سبتمبر 2024، قال أحد المسؤولين الأمريكيين: “لا يوجد اتفاق وشيك، لست متأكدًا مما إذا كان سيتم التوصل إليه على الإطلاق”.

واستند المسؤولون إلى سببين رئيسيين لعدم التوصل إلى اتفاق الأول هو نسبة الفلسطينيين المعتقلين التي يتعيّن على إسرائيل الإفراج عنها لإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس، وكان هذا الأمر نقطة خلاف كبيرة حتى قبل أن تقوم المجموعة بتصعيد الموقف بمقتل 6 رهائن، بما في ذلك مواطن أمريكي.

تصعيد النزاع مع حزب الله

أصبح الهجوم الذي نفذته إسرائيل ضد حزب الله يوم 17 سبتمبر 2024 باستخدام أجهزة الاتصال المتفجرة عقدة إضافية بالعملية الدبلوماسية مع حماس.

وقد تسبب هذا التصعيد في تفاقم إمكانية اندلاع حرب شاملة، مما يزيد من تعقيد المفاوضات، ويشعر بعض المفاوضين بالاستياء من أن حماس تضع شروطًا ثم ترفض الموافقة عليها بعد قبولها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.

انتقادات لنتنياهو

انتقد بعض المراقبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب إحباطه عملية السلام، وذلك جزئيًا لإرضاء الجناح اليميني المتطرف في ائتلافه الحاكم، وقد أسهمت هذه الديناميكيات في تدهور المزاج داخل الإدارة الأمريكية وفي الشرق الأوسط.

إذا فشلت الإدارة في التوصل إلى اتفاق، فقد يؤثر ذلك سلبًا على إرث بايدن، بعد تأييده لإسرائيل عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر، كان بايدن بطيئًا في إقناع نتنياهو بضرورة إعطاء الأولوية لإعادة الرهائن، والتي تقدر بحوالي 250 رهينة، كما سيكون لذلك تأثير كبير على العائلات التي تنتظر بفارغ الصبر عودة أحبائها.

لقاء مستشار الأمن القومي

التقى مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، يوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024، مع عائلات الرهائن الأمريكيين السبعة المحتجزين في غزة، مؤكدًا لهم أن تأمين إطلاق سراحهم هو أولوية قصوى لبايدن، ومع ذلك، عبرت العائلات عن إحباطها من عدم إحراز تقدم ملموس، داعية الإدارة إلى الإسراع في الوصول إلى اتفاق.

أفاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، بأن فرص التوصل إلى اتفاق مكتمل “مخيفة”، ورغم أن الإدارة قد أشارت لعدة أشهر إلى قرب التوصل إلى اتفاق، إلا أنه قال: “لم نكن أقرب إلى ذلك الآن مما كنا عليه قبل أسبوع”، ومع ذلك، أعاد تأكيد أن الإدارة ستواصل العمل نحو تحقيق انفراجة دبلوماسية.

تصريحات نصر الله

في خطاب متلفز يوم الخميس، وصف زعيم حزب الله حسن نصر الله الهجوم الذي استهدف أجهزة الاتصال بأنه “إعلان حرب”، وذكر أن الهجمات ضد إسرائيل ستستمر حتى تنتهي الحرب في غزة، وفي الوقت نفسه، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي بمواصلة الضربات ضد حزب الله في لبنان.

في ظل هذه الأحداث، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوم الخميس، إن المملكة لن تعترف بإسرائيل دون وجود دولة فلسطينية، ويُظهر هذا التصريح أن العلاقات الدبلوماسية المحتملة لا تزال مرتبطة بقضية فلسطين.

الآمال المستقبلية

يؤكد بعض المسؤولين الأمريكيين أنه لا يزال هناك العديد من الأشهر لتحقيق اتفاق بين إسرائيل وحماس، وأن الكثير يمكن أن يتغير قبل يوم تنصيب الرئيس الجديد. وتواصل الولايات المتحدة التفاوض مع الوسطاء في مصر وقطر بشأن كيفية كسر الجمود، أو ما إذا كان يمكن كسره على الإطلاق.

ورغم التحديات الحالية، تعتبر الإدارة الأمريكية أنه من “غير المسؤول” التخلي عن جهود البحث عن اتفاق يحقق على الأقل تخفيفًا مؤقتًا للأوضاع في المنطقة، ومع ذلك، يتطلب الأمر قيادة وتنازلات من جميع الأطراف لتحقيق النجاح في هذا المسعى.

ربما يعجبك أيضا