تعليق الاتفاقية الاستراتيجية.. هل تخشى روسيا اقتراب إيران من الغرب؟

وصول رئيس معتدل.. هل تقلق روسيا من اقتراب طهران من الغرب؟

يوسف بنده

لا يمكن فصل تراجع موسكو عن اتفاقيتها الاستراتيجية مع طهران عن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.


أعلن المسؤول في شؤون آسيا بوزارة الخارجية الروسية، أمير كابولوف، أمس الثلاثاء 11 يونيو 2024، تعليق اتفاقية التعاون الشامل مع إيران بشكل مؤقت.

وقد نفى سفير إيران لدى روسيا، كاظم جلالي سفير، أن تكون بلاده قد تراجعت عن خطة التوقيع على الاتفاقية الاستراتيجية بين طهران وموسكو.

ايران وروسيا

ايران وروسيا

بعد رئيسي

يبدو أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين قد تعطلت بسبب وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي المفاجئة، ويبدو أن طهران تتريث للتوقيع على هذه الاتفاقية لحين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 يونيو وانتخاب رئيس جديد للبلاد.

وقد تراجعت روسيا عن تصريحاتها التي أفادت بتعليق اتفاق كبير مع إيران نتيجة مشاكل واجهتها مع طهران.

وحسب صحيفة “نيوز ويك”، الثلاثاء 11 يونيو 2024، تم الإعلان في سبتمبر 2022، عن العمل على معاهدة بين موسكو وطهران، خلال اجتماع بين بوتين والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وفي يناير الماضي، قالت وزارة الخارجية الروسية إن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة كانت في مراحلها النهائية للتوقيع من قبل بوتين ورئيسي.

بوتين ورسيا

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين

قلق روسي من الاتفاق النووي

يشير المُحلل السياسي الإيراني، عبد الرضا فرجي راد، في صحيفة “آرمان امروز”، الأربعاء 12 يونيو، إلى أنه لا يمكن فصل تراجع موسكو عن اتفاقيتها الاستراتيجية مع طهران عن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.

وأضاف: “الاعتبارات التي تكنها أمريكا لإيران، خاصة في الأشهر التسعة الماضية، وأبدت قدرا كبيرًا من التسامح، جعلت الروس يتشككون في الأمر”.

وتابع فرجي راد: “عندما يتم إطلاق 320 صاروخا إيرانيًا باتجاه إسرائيل، في حين أن أمريكا ملزمة بحماية إسرائيل، وفي الوقت نفسه تسمح الولايات المتحدة باستخدام أسلحتها للهجوم داخل روسيا، وتقر تخصيص 60 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا”.

وأضاف الخبير الإيراني، أن روسيا قلقت من المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وإيران، وبات لديها “قلق من الانتخابات الرئاسية في إيران والقضاء على الفصيل الموالي لروسيا والمناهض للغرب”.

وأوضح أن روسيا شعرت بأن إيران ربما ترغب في خلق نوع من التوازن في العلاقات بين الشرق والغرب.

بوتين ورئيسي

بوتين ورئيسي

احتمال تعديل الاتفاق

أكد سفير إيران السابق في النرويج: “بالطبع النقاط المذكورة أعلاه لا تعني أن العلاقة بين البلدين في أزمة أو ستكون كذلك”.

وأضاف: “ربما هي مسألة عابرة، وربما لن تكون مثل الماضي، لكن الإشارات القادمة من روسيا، مثل الامتناع عن التصويت على قرار وقف إطلاق النار في غزة، وتعليق الاتفاق الاستراتيجي، يمكن أن تكون إشارة لمشكلة خطيرة”.

وأشار فرجي راد: “بالطبع، نعطي أيضًا احتمال أن إيران قد ترغب في تعديل الاتفاق، الأمر الذي قد ترفضه روسيا”.

ربما يعجبك أيضا