تعنت نتنياهو.. أسباب تصميم إسرائيل على مواصلة حربها في غزة

محمد النحاس
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

على عكس مزاعمه، يبدو أن نتنياهو بات هو العائق الرئيسي أمام التوصل لاتفاق يوقف الحرب، ويعيد الرهائن الإسرائيليين


بعد كشف إسرائيل عن مقتل 6 من الرهائن في غزة، توجّه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي “الموساد”، ديفيد برنيا، إلى الدوحة لإجراء محادثات للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب في القطاع.

وتركزت المحادثات، التي جرت يوم الاثنين، على العقبة الرئيسة أمام الوصول إلى اتفاق، ألا وهي إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بقواتها في محور فيلادلفيا، وقد أبدى برنيا خلال المحادثات بوادر أمل بشأن هذه القضية، وفق مقال لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، نشرته الأربعاء 4 سبتمبر 2024.

الموقف التفاوضي

رغم تمسك رئيس الموساد بموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم سحب القوات من الممر خلال المرحلة الأولى من الصفقة الثلاثية التي تم مناقشتها على مدار الأشهر الماضية، إلا أنه أشار إلى أن إسرائيل قد تكون مستعدة لسحب القوات من هناك في حال استمرار الهدنة لمدة 6 أسابيع.

وقد اعتبر الدبلوماسيون المطلعون على المحادثات هذا التصريح إشارة إيجابية يمكن للوسطاء العمل عليها، وفق “فاينانشال تايمز”.

تزامنت هذه المحادثات مع إضراب عام في إسرائيل، زاد من الضغوط على نتنياهو للقبول بالصفقة بعد مقتل الرهائن الستة، حيث شهدت إسرائيل أكبر موجة احتجاجات منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر.

تبدد الآمال

في سياق متصل، خرج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع للتعبير عن استيائهم من الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو.

ومع ذلك، تبددت آمال الوصول إلى اتفاق سريعًا كما حدث في الأشهر الماضية، إذ عقد نتنياهو مؤتمرًا صحفيًا مطولًا يوم الاثنين، أكد فيه رفضه “الاستسلام” عبر الموافقة على الصفقة، متجاهلًا مطالب المحتجين، ومشددًا على ضرورة الاحتفاظ بالقوات في ممر فيلادلفيا، معتبرًا أن التواجد الإسرائيلي في المحوّر سيستمر إلى الأبد.

وأشار نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي، باستخدام الخرائط كأدوات توضيحية، إلى أن ممر فيلادلفيا له “أهمية قصوى في إعادة الرهائن وضمان سحق حماس”، مضيفًا: “لهذا السبب تصر الحركة على عدم وجودنا هناك، ولهذا السبب أصر على البقاء”.

مفاوضات الفرصة الأخيرة

عكست هذه التصريحات تحدي نتنياهو للضغوط الداخلية والدولية المتزايدة لإبرام اتفاق، وأبرزت التحديات التي يواجهها الوسطاء في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.

من ناحية أخرى، أكد دبلوماسي مطلع على المحادثات أنه لا توجد جولة جديدة مقررة من المفاوضات، في حين حذر المسؤولون الأمريكيون من أن هذه المفاوضات قد تكون الفرصة الأخيرة لإبرام اتفاق، وأشارت مصر إلى عدم قبولها لأي صفقة تترك القوات الإسرائيلية في الممر الحدودي البالغ طوله 14 كيلومترًا.

تعميق الأزمة

بعد إدعاءات نتنياهو التي ألمحت إلى تجاهل مصر لعمليات تهريب الأسلحة، أصدرت القاهرة بيانًا شديد اللهجة يدين هذه التصريحات، ويتهم إسرائيل بتعميق الأزمة وتعطيل الوصول إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأكدت قطر في بيان تضامني مع مصر أن “نهج الاحتلال الإسرائيلي القائم على محاولة تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام العالمي من خلال تكرار الأكاذيب سيؤدي في نهاية المطاف إلى زوال جهود السلام وتفاقم العنف في المنطقة”، ويأتي ذلك في الوقت الذي تعبر فيه الولايات المتحدة عن إحباطها من تعنت نتنياهو.

وأبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن عدم رضاه عن موقف نتنياهو، وعند سؤاله عن ما إذا كان “بيبي” يفعل ما يكفي للتوصل إلى صفقة، أجاب بـ”لا” قاطعة.

المشهد السياسي

انتقد زعماء المعارضة الإسرائيلية، بالإضافة إلى بعض المسؤولين الأمنيين بشكل خاص، نتنياهو، متهمين إياه بتعمد تقويض أي اتفاق محتمل لضمان استمراره السياسي، فيما هدد وزراء اليمين المتطرف، الداعم الرئيس لنتنياهو، بالإطاحة بالحكومة إذا وافق على صفقة يعتبرونها “متهورة”.

من جانبه، دعا السياسي المعارض بيني جانتس، الذي كان جزءًا من مجلس الحرب قبل استقالته في يونيو، الحكومة إلى إعطاء الأولوية لإطلاق سراح الرهائن، حتى لو كان ذلك على حساب الانسحاب من ممر فيلادلفيا، مؤكدًا: “يجب إعادة الرهائن بأي ثمن”، مشيرًا إلى أن “نتنياهو يهتم بالبقاء السياسي، ويلحق الضرر بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة”.

ربما يعجبك أيضا