تعيينات عسكرية في الصين.. ماذا تقول تشكيلة القيادة الجديدة؟

أحمد ليثي

تعد اللجنة العسكرية المركزية أعلى هيئة عسكرية للعمليات واتخاذ القرارات العسكرية في الصين، وتتمتع بالإشراف العملي على جيش التحرير الشعبي، والقوات المسلحة الصينية


عيَّن الرئيس الصيني، شي جين بينج، تشكيلة جديدة من القادة العسكريين بعد فوزه بولاية رئاسية ثالثة غير مسبوقة.

وأشارت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست في تقرير نشرته، اليوم 12 نوفمبر 2022، إلى أن شي عيَّن 6 أعضاء جدد يشكلون اللجنة العسكرية المركزية، وهي أعلى هيئة عسكرية في الصين، سيضع أعضاؤها السياسة العسكرية والأمنية للصين في السنوات الخمس المقبلة.

تايوان تحسم القيادة

يشير التقرير إلى أن القيادات التي لديها علاقات شخصية مقربة من الرئيس الصيني كانت الأقرب لتولي المناصب العسكرية في الصين، لكن توجد سمتان على القدر نفسه من الأهمية: الخبرة العملياتية في قيادة المسرح الشرقي في الصين، والخبرة القتالية.

ويضيف التقرير أن الأزمة الحالية مع تايوان قد احتلت مكانة بارزة في ذهن الرئيس الصيني عند اختياره القادة العسكريين، وعلى الرغم من أن اختياراته لا تترجم بالضرورة زيادة التوتر في مضيق تايوان، فإنها تؤكد أنه مهتم بالشق العسكري في المسألة.

أعلى هيئة عسكرية

تعد اللجنة العسكرية المركزية أعلى هيئة عسكرية للعمليات واتخاذ القرارات العسكرية في الصين، وتتمتع بالإشراف العملي على جيش التحرير الشعبي، والقوات المسلحة الصينية، وتشرف على استراتيجيتها وعقيدتها وموظفيها ومعداتها وتمويلها وأصولها وغيرها من المهمات.

وتتكون الهيئة من الرئيس الصيني شي ونائبي الرئيس و4 أعضاء آخرين يشكلون معًا نواة العمليات العسكرية الصينية، لكن على عكس الفترات السابقة، لم يختر شي أي مدنيين لدور نائب الرئيس، ما يشير إلى أن سيطرته وتوطيد سلطته داخل جيش التحرير الشعبي الصيني واللجنة العسكرية المركزية لم تتضاءل.

علاقات القربى

أشار التقرير إلى أن النائب الأول لرئيس الهيئة، وهو أعلى رتبة فيها، هو الجنرال تشانج يو شيا، وأحد أكثر الضباط الذين يثق بهم الرئيس الصيني في جيش التحرير الشعبي، ويعد والده تشانج تشونج شون أحد الأعضاء المؤسسين لجيش التحرير الشعبي، وخدم مع والد شي خلال تأسيس الجمهورية.

كان تشانج، الذي شغل منصب النائب الثاني للرئيس في اللجنة العسكرية المركزية السابقة، خيارًا مرغوبًا لدرجة أن شي أحضره للعمل لفترة أخرى على الرغم من بلوغه 72 عامًا، بالمخالفة لقواعد الحزب الشيوعي الصيني التي تنص على إحالة العسكريين للتقاعد عند بلوغهم 68 عامًا.

المسرح الشرقي

عين شي، خه وي دونج، نائبًا ثانيًا، وهو الذي شغل مؤخرًا منصب قائد المسرح الشرقي، لأنه كان مسؤولًا عن تايوان وبحر الصين الشرقي، وخدم لفترة وجيزة في مركز قيادة العمليات المشتركة للجنة العسكرية المركزية، وهو أحد أكثر المخططين العسكريين خبرة بتايوان في جيش التحرير الشعبي.

ولم يكن وي دونج قد خدم سابقًا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ولا في اللجنة العسكرية المركزية، وهما منصبان تمهيديان لمنصب نائب الرئيس، فدفعه شي للقفز درجتين ليحصل على منصب النائب الثاني لرئيس اللجنة العسكرية المركزية، وهي علامة قوية على اقترابه منه، وإشارة على أن الخبرة العملياتية بشأن تايوان مهمة للقيادة العسكرية.

تايوان هي الخلفية

خدم تشانج، وليو تشن لي، عضوا اللجنة الجديدين، خلال الحرب الصينية الفيتنامية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، وفي الوقت نفسه، يتمتع عضو اللجنة العسكرية الجديد الأدميرال مياو هوا بخلفية واسعة في المناطق العسكرية في شيامن مقابل تايوان.

وبحسب التقرير، قد تقدم هذه التعيينات أوضح الدلائل على أن شي يهدف إلى زيادة تركيز جيش التحرير الشعبي على تايوان، على الرغم من أن المواجهة ليست طارئة، فإن الاختيارات توضح أن الخلفية في القتال، وفي التخطيط لسيناريو تايوان قد تكون متغيرات مهمة في اختيار شي للقادة العسكريين.

ربما يعجبك أيضا