تغيرات جسيمة في النظام الدولي.. ماذا ينتظر الشرق الأوسط خلال 2024؟

إسراء عبدالمطلب

أدى التحول في ديناميات القوة إلى تجديد التركيز على النفوذ السياسي والاقتصادي العالمي، إضافة إلى الهيمنة العسكرية والتكنولوجية.


تعد الصراعات الإقليمية الدائرة من أخطر أنماط الصراعات السائدة في منطقة الشرق الأوسط، والمرتبطة أيضًا في ميادين المنافسة بين القوى الدولية والإقليمية.

ومع بداية العام الجديد 2024، سيبقى تصاعد التوتر بين كل من الولايات المتحدة والغرب من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى هو أحد وأهم المؤشرات العسكرية في العالم، والتي تشير إلى تغير النظام الدولي وإعادة تشكيله.

تقرير: صراع "القوى العظمى" من أجل أفريقيا يركز على الموارد الطبيعية والموقع الاستراتيجي - [İLKHA] وكالة إيلكا للأنباء

تغيرات جسيمة في القوة الدولية المهيمنة

يرى المراقبون للمشهد، أن النظام الدولي يشهد منافسة محتدة بين القوى العظمى، إذ تواجه الولايات المتحدة، باعتبارها القوة العظمى المهيمنة حاليًّا، تحديًّا كبيرًا من الصين، التي دفعها نموها الاقتصادي وتحديثها العسكري إلى صدارة الشؤون العالمية، وتسبب هذا التحول في ديناميات القوة إلى إثارة مخاوف، ما أدى إلى تجديد التركيز على مجالات النفوذ السياسية والاقتصادية، إضافة إلى العسكرية والتكنولوجية.

من جانبه، قال أستاذ القانون الدولي، الدكتور جهاد أبو لحية، في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن العالم يشهد تغيرات جسيمة في القوة الدولية المهيمنة، إذ تكون تكتل روسي صيني قوي يضاهي التكتل الأمريكي الأوروبي لذا سيشهد العالم خلال العام الجديد إعادة صياغة للنظام العالمي.

وأضاف أبو لحية قائلًا إن الأحداث العالمية الأخيرة شكلت ملامح جديدة للنظام الدولي خاصة بعد حرب روسيا وأوكرانيا التي رسمت صورة واضحة لتغييرات جيوسياسية وتحالفات جديدة، إذ نتج عن هذه الحرب قيود وعقوبات أوروبية أمريكية على روسيا استفادت منها الأخيرة وحولتها لصالح تواجدها في العالم واستثمرتها في زيادة نمو اقتصادها.

كسر الهيمنة الأمريكية

تابع أبو لحية أن “العدوان الإسرائيلي على غزة أيضًا أظهر بشكل واضح ملامح هذا تكتل جديد يعبر عن مدى التنافس بين الدول الكبرى لفرض هيمنتها في الشرق الأوسط، إذ وقفت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها منذ اللحظة الأولى بجانب إسرائيل وأرسلوا لها العتاد والذخيرة، كما كان لهم مواقف مضادة في مجلس الأمن، إذ ترغب كل من روسيا والصين إلى كسر الهيمنة الأمريكية وحلفاؤها على مجلس الأمن وانفرادهم في تحديد مصائر الدول”.

وأشار إلى أنه بالإضافة إلى أن الصين أصبح لديها اقتصاد قوي فهي أيضًا عززت تواجدها في العديد من الدول وهذا ما أثار حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها إذ يحاولون التصدي لها، لافتًا إلى أن جميع الدلالات الحالية تشير إلى تشكيل نظام دولي جديد.

ربما يعجبك أيضا