تغير المناخ يهدد بفقدان البيئات الطبيعية بجبال الألب الأوروبية

بسام عباس
تراجع جليدي في جبال الألب بالنمسا.

يتسبب ذوبان الأنهار الجليدية الناجم عن تغير المناخ في خسارة موائل اللافقاريات في الأنهار الباردة في جبال الألب الأوروبية.


دعت دراسة، أجراها باحثون من جامعة ليدز وجامعة إسيكس، حماة البيئة إلى إيجاد في تدابير جديدة لحماية التنوع البيولوجي المائي في جبال الألب الأوروبية.

وكشف باحثون عن أن ذوبان الأنهار الجليدية أدى إلى فقدان اللا فقاريات التي تعيش في أنهار المياه الباردة الذائبة في جبال الألب، ويزداد الوضع سوءًا في الموائل (البيئات الطبيعية) الأعلى والأبرد في الجبال، بسبب التزلج والسياحة وتطوير محطات الطاقة الكهرومائية.

دور رئيس في النظم البيئية

أفاد موقع “سكاي تك ساينس” العلمي أن اللافقاريات المائية في جبال الألب تلعب دورًا رئيسًا في دورة المغذيات، ونقل المواد العضوية إلى الأسماك والبرمائيات والطيور والثدييات، في النظام البيئي الأوسع للجبال الأوروبية.

وأضاف أن علماء من جميع أنحاء أوروبا استخدموا بيانات خرائط الأنهار الجليدية والمناظر الطبيعية والتنوع البيولوجي، التي جمعوها من جبال الألب، وأجروا محاكاة لكيفية تغير مجموعات اللا فقاريات الرئيسة عبر سلسلة الجبال من الآن وحتى عام 2100، بسبب تغير المناخ.

حلول سريعة

أوضح الموقع في تقرير نشره أمس الجمعة 12 مايو 2023، أنه مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، ستبحث اللا فقاريات عن ظروف أكثر برودة في أعلى أجزاء سلسلة الجبال. ومن المحتمل في المستقبل أن تكون هذه المناطق الأكثر برودة هي المفضلة لرياضة التزلج أو السياحة، أو حتى تطوير محطات الطاقة الكهرومائية.

ودعا أستاذ العلوم المائية في جامعة ليدز الذي شارك في البحث، لي براون، دعاة الحفاظ على البيئة إلى التفكير في كيفية إيجاد حلول سريعة لضمان الحفاظ على المناطق المحمية لمراعاة آثار تغير المناخ، لافتًا إلى ضرورة نقل بعض الأنواع إلى مناطق أكثر أمنًا لأن أكثرها لا يمكنه الانتشار بسهولة عبر الجبال.

ذوبان الأنهار الجليدية

ذكر الموقع أن الدراسة، التي نشرتها مجلة Nature Ecology & Evolution خرجت نتيجة تعاون بين 9 مؤسسات بحثية أوروبية، وأخرجت بيانات بشأن توزيع الأنواع اللا فقارية في جبال الألب، التي تغطي أكثر من 34 ألف كم مربع، ورسم خرائط لها مع التغييرات المتوقعة على الأنهار الجليدية وتدفقات الأنهار.

وأوضح أن البيانات الموجودة في الدراسة كانت كافية لنمذجة ما يمكن أن يحدث لـ19 نوعًا من اللا فقاريات، وخاصة الحشرات المائية، التي تعيش في مناطق المياه الباردة في جبال الألب.

وأضاف أن فريق البحث توقع أنه مع ذوبان الأنهار الجليدية وتراجعها، ستشهد الأنهار التي تمر عبر جبال الألب تغييرات كبيرة في مساهماتها في مصادر المياه، لافتًا إلى أن معظم الأنهار سيصبح أكثر جفافًا ودفئًا وأبطأ تدفقًا في المستقبل.

مستفيدون ومتضررون

أفاد الموقع أن النمذحة تتنبأ بأن معظم الأنواع ستواجه “خسائر ثابتة” في الموائل بحلول نهاية هذا القرن، ومن المتوقع أن تكون البراغيش غير القارضة هي الأنواع الأكثر تضررًا، وأن يستفيد العديد من الوضع الجديد. ويجب أن تجد الأنواع الأخرى ملجأ في مواقع جديدة.

ويتوقع العلماء أن الذبابة الحجرية وذبابة العلبة ستكونان قادرتين على البقاء على قيد الحياة في وادي الرون جنوبي شرق فرنسا، وستفقد الأنواع الأخرى موائلها في الأنهار التي تتدفق إلى حوض الدانوب.

تراجع جليدي في جبال الألب بالنمسا

تراجع جليدي في جبال الألب بالنمسا

إجراء جوهري للحفاظ على البيئة

دعا الباحثون، في دراستهم، إلى ضرورة اتخاذ “إجراء جوهري” لحماية التنوع البيولوجي في الأنهار التي تتغذى بتراجع الأنهار الجليدية. محذرين من أن تكون المواقع التي لا تزال توجد فيها الأنهار الجليدية في أواخر القرن الحادي والعشرين ذات الأولوية لبناء سد الطاقة الكهرومائية وتطوير منتجعات التزلج.

ولفتت الدراسة إلى أن الخسائر التي يتوقعها الباحثون للتنوع البيولوجي في جبال الألب، بحلول نهاية هذا القرن، تتعلق بواحد فقط من عدة سيناريوهات محتملة لتغير المناخ، وخلصت إلى ضرورة اتخاذ إجراء عالمي عاجل للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، للحد من الخسائر وحماية هذه النظم البيئية الهشة.

اقرأ أيضًا|  تغيرات المناخ تُذيب ثلوج جبال الألب في عز الشتاء.. فيديو

اقرأ أيضًا| هل يسارع العالم للحد من آثار التغير المناخي بعد ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا؟

اقرأ أيضًا| ثلوج في أكثر المناطق حرارة.. ماذا يفعل تغير المناخ بكوكب الأرض؟

ربما يعجبك أيضا