«تفاعلي».. تفاصيل الليلة الأخيرة لـ323موظفًا بـ«سويفل»

منه عبد الرازق

يقول المدير المالي لسويفل إنهم يتوقعون خسائر مالية تقدر بـ100 مليون دولار بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل.


شركة النقل الجماعي الذكي الناشئة سويفل هولدينج هي الأعلى انتشارًا على “جوجل تريند” خلال عام، بعد إعلانها تسريح 32% من موظفيها، سعيًا إلى تقليل النفقات والوصول إلى الربحية.

ولا تعاني سويفل وحدها من الأزمة، فقد خسر 15 ألف موظف في شركات التكنولوجيا وظائفهم خلال مايو الماضي فقط، وفقًا لموقع لاي أوف، المتخصص في تتبع تسريح الموظفين، فما تفاصيل الليلة الأخيرة لموظفي سويفل؟ وما المخاطر التي تواجهها الشركة؟

خسائر مالية وتسريح بعد توظيف

قال المدير المالي لشركة سويفل، يوسف سالم، إنهم يتوقعون خسائر مالية تقدر بـ100 مليون دولار، بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل، ومنها أجور الموظفين، وإنهم بصدد توفير هذه النفقات لتطوير التكنولوجيا الخاصة بها، والتوسع في الأسواق الأوروبية، وفق تصريحاته لجريدة المال.

والمفارقة أن الشركة بعد أن ضاعفت عدد الموظفين، منذ بداية العام، تخلت عن ثلثهم تقريبًا، فعدد العاملين حتى ديسمبر 2021 كان 606 موظفين وفقًا لموقع شركة سميلي وال أستريت المتخصصة في تحليل بيانات الشركات، وتضاعف هذا العدد ليصل إلى 1255 في مايو قبل التسريح، وفقًا لموقع شركة كرافت الأسترالية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.

swvl

أكبر الشركات في عدد الموظفين

تعتبر سويفل من كبرى الشركات العاملة في مجال النقل الخاص، من حيث عدد الموظفين، بمعدل نمو 10.2% وفقًا لكرافت. ومن خلال البحث عن معلومات بشأن الموظفين المُسرّحين نهاية مايو الماضي، استطعنا التوصل إلى قاعدة بيانات من أحد المواقع الأجنبية المتخصصة في تتبع التسريح الجماعي بكبرى الشركات في العالم، تضم أدق التفاصيل بشأن 323 موظفًا سرحتهم سويفل.

واحتلت الإمارات المرتبة الأولى في عدد الموظفين المُسرّحين من الشركة بـ120 موظفًا يشكلون 37% من إجمالي عدد الموظفين، تليها باكستان بـ105 موظفين يمثلون 33%، وفي المرتبة الثالثة مصر بـ42 موظفًا.

الخطوط غير المربحة تضغط على سويفل

توضح الأرقام لماذا قررت الشركة وقف بعض الخطوط غير المربحة في بعض الدول تقليلًا للنفقات، ففي باكستان أوقفت مؤقتًا رحلاتها اليومية داخل كراتشي ولاهور وإسلام أباد وفيصل أباد، اعتبارًا من الأحد 5 يونيو 2022، بعد أن رفعت الحكومة أسعار المنتجات البترولية بمقدار 30 روبية، وفقًا لموقع باكستان اليوم.

وفي أول يونيو الحالي، قررت سويفل وقف اثنين من خدماتها في كينيا، هما سويفيل دايلي، وسويفيل ترافيل، وستقتصر الخدمات اليومية على مدينة نيروبي وضواحيها فقط.

إقالة بين عشية وضحاها

للتأكد من صحة البيانات المُدرجة في القائمة، أوضح أحد الموظفين العاملين بفرع الشركة بالقاهرة لـ”شبكة رؤية الإخبارية” تفاصيل ليلة غابرة فقد فيها عمله بين عشية وضحاها، وهو طه علي (اسم مستعار)، عمره 28 عامًا، وحاصل على بكالوريوس التجارة جامعة القاهرة ويعمل بقسم متابعات الرحلات الداخلية لمحافظتي القاهرة والإسكندرية.

ويحكي طه أنه يعمل في شيفت ليلي، وفي ليلة 31 مايو الماضي حدث عطل في النظام الخاص بالشركة، أو هكذا اعتقد يومها، وخرجت حساباته وحسابات عدد كبير من الموظفين، ما دفعه إلى التساؤل هو وزملاؤه عبر المجموعة الخاصة بالشركة على فيسبوك عن حقيقة ما حدث، وعاد صباحًا إلى منزله ليستيقظ على رسائل مفاجئة بأنه طُرد من العمل وعليه تقديم استقالته.

مزحة تنقلب إلى مأساة

“ظننتها نكتة من أحد أصدقائي من هول المفاجأة”، هكذا قال طه الذي ذهب مسرعًا إلى الشركة ليجد عددًا كبيرًا من الزملاء ينتظرون، وأوضح أن أحد المديرين قال إن المشكلة ليست في كفاءتهم، ولكن في خسارة للشركة وآثار التضخم عليها، فضلًا عن أن المستثمرين لا يضخون أمولًا جديدة، ما يجبر الشركة على تقليل العمالة.

يضيف طه، أنه في الليلة السابقة للإقالة علم باجتماع للمديرين في الشركة استمر ساعات طويلة لاتخاذ القرار. ويعمل طه في القسم التابع لإدارة العمليات المعنيّ بمتابعة الإنتاج بمراحله، وهو القسم الذي فصلت منه الشركة النسبة الأكبر من الموظفين وفقًا لقاعدة البيانات، فيؤكد أن القسم كان به 24 موظفًا، وصل الآن إلى 6 فقط.

باحثون عن حقوقهم

وبسؤال طه: لماذا وافق الموظفون على الاستقالة مباشرة دون سلك الطرق القانونية؟ أجاب أن أغلب الموظفين عملوا في الشركة عن طريق وسيط، وهي شركات التوظيف، وأن من يُعين بهذه الطريقة غالبًا ليس له حقوق، لأنه يوقع مع عقد التوظيف استمارة 6 وإخلاء طرف أيضًا، ما يجعل التقاضي طريقًا طويلًا لن يجدي، حسب رأي محامٍ استشاره، وأكد أن الشركة تركت لهم اللاب توب الخاص بالعمل.

أما عن حقه في التعويض، فيوضح طه أنهم حتى الآن لم تبلغهم الشركة عن أي تعويضات، وهي وفقًا لقانون العمل المصري شهرين عن كل عام، وسأل طه شركة التوظيف الوسيطة، وردت بأن سويفل لم تبلغهم بصرف تعويضات للموظفين، وأن كل ما تلقوه منها أن الموظفين قدموا استقالاتهم. على صعيد آخر قال أحد الموظفين لموقع مصراوي إن الشركة صرفت لهم مستحقات بواقع 4 أشهر من الراتب.

وعود بالعودة وعروض توظيف خارجية

وفقًا لقاعدة البيانات، فإن أغلب الموظفين المُسرّحين من فئة الشباب ذوي الخبرة التي تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات. ويقول طه إن الشركة جمعت بيانات الموظفين المُقالين في ملف، ومجموعة خاصة بهم لعرض إعلانات الوظائف المتاحة من شركات أخرى، كذلك وعدتهم بالعودة إلى الشركة مرة أخرى في حال تحسن وضعها، ولكن يشك طه في هذه الوعود.

قبل الإقالة بأيام كانت الرحلات الداخلية لسويفل تخير ما بين 15% إلى 17%، وأخبرت الشركة زملاءه الذين ما زالوا يعملون بها أنهم إذا ما واصلوا الخسارة سيضطرون لتخفيض العمالة مرة أخرى في الشهور المقبلة، وصرح المدير المالي للشركة، يوسف سالم، في 5 يونيو بأنهم يعدون قائمة بالموظفين لتعيينهم في شركات أخرى تابعة لهم.

 

الشركة تتحدى المخاطر الاقتصادية

رغم الرغبة في التوسع في أوروبا والاستحواذات على شركات أخرى مثل فولت لاينز التركية، ومنصة النقل شوتل، وشركة النقل عبر الدول فيابول التي تعمل في الأرجنتين وتشيلي، وشركة دور تو دور الألمانية، والإدراج في بورصة ناسداك الأمريكية، والخطة الطموحة لزيادة الأرباح، فإن وضع الشركة يواجه تحديات عدة،

ويوضح موقع شركة سيمبلي وول استريت تحليل بيانات لوضع الشركة المالي خلال السنة الماضية، وأنها رغم الزيادة في حجم العائدات فإن الأرباح تتراجع. وكذلك تشير إلى خطورة حجم الأصول والدين، فحجم الأصول يصل إلى 34.5 مليون دولار، في حين يصل حجم الديون على المدى القريب 144.9 مليون دولار، ونفاد السيولة المالية في أقل من عام إذا استمرت الأوضاع في الانخفاض مثل السنوات السابقة بمعدل 20%.

 

 

ربما يعجبك أيضا