تفاصيل خلاف بين الهند والصين في قمة شنجهاي للتعاون

محمد النحاس
تفاصيل خلاف بين الهند والصين في قمة شنجهاي للتعاون

بدت أولويات الهند مختلفة عن تطلعات الصين، كيف ذلك؟


رفضت الهند دعم خطة الصين الطموح الخاصة بمبادرة الحزام والطريق، خلال رئاستها قمة منظمة شنجهاي للتعاون، هذا الأسبوع.

وخلال القمة الافتراضية للمنظمة، يوم الثلاثاء 4 يوليو 2023، شدد الرئيس الصيني شي جين بينج، على أن مشروع الحزام والطريق من شأنه أن يسهل التعاون على الصعيد الإقليمي، ويعزز التجارة والاستثمار، ودعا إلى مزيدٍ من التنسيق.

الهند لم تدعم المبادرة

في خطوة كانت متوقعة، لم تدعم الهند، في رئاستها لمنظمة شنجهاي استراتيجية الحزام والطريق الصينية، في بيان القمة المشترك، وفق تقرير لصحيفة جنوب الصين الصباحية، نشرته يوم  أمس الأول الأربعاء 5 يوليو 2023.

وفي تعليقه على ذلك، قال الأستاذ في كلية السياسة والعلاقات الدولية بجامعة لانتشو، تشو يونج بياو، إن البيان كان على هذا النحو منذ انضمام الهند إلى منظمة شنجهاي للتعاون كعضو كامل في العام 2017.

تصوّر مختلف

حسب يونج بياو، لا تتفق الهند تمامًا مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، ولديها تصور مختلف عن سبل تطوير البنية التحتية الإقليمية، لافتًا إلى أن بيكين من جانبها لم تكن تتوقع بطبيعة الحال دعمًا من نيودلهي.

ويمكن القول إذن إن المنظمة لا تطلب حلًا لجميع الخلافات بين الأعضاء، لكنها في المقابل توجِد آليات تواصل بين الأطراف المختلفة ويحاول كل طرف تعزيز تبني المنظمة لتوجهاته. ورأى يونج بياو أن البيان جاء حفاظًا على أرضية مشتركة، على الرغم من وجود اختلاف في التصورات.

لماذا لا تدعم الهند المبادرة؟

من جانبه، رأى الزميل البارز في المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والإرهاب في جامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة، رافايلو بانتوتشي، أن الهند لديها سبب عملي يمنعها من دعم المباردة.

وأوضح أن هذا السبب يتمثل في مرور مشروع الحزام والطريق عبر الأراضي المتنازع عليها في كشمير مع باكستان، مردفًا “يوجد نوع من المعضلة العمليّة دائمًا للهنود، تتمثل في محاولة الانخراط في منظمة شنجهاي للتعاون، دون دعم مبادرة الحزام والطريق”، وأشار إلى أن نيودلهي لطالما كانت متحفظة بشأن المبادرة الصينية الطموح.

تصورات مختلفة

بدت أولويات مودي مختلفة عن تطلعات شي، فخلال خطابه في القمة، شدد رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، على ضرورة التعاون لمكافحة “الإرهاب الإقليمي”، مضيفًا “لقد أصبح الإرهاب تهديدًا للسلام الإقليمي والعالمي”، وشدد على ضرورة “محاربة الإرهاب معاً بأي شكلٍ كان”.

وقال مودي في خضم حديثه عن “التهديدات الإرهابية” “إن بعض الدول تستخدم الإرهاب كأدة عابرة للحدود وتوفر مأوى للمجموعات الإرهابية”، متابعًا “يجب ألا تتردد منظمة شنجهاي للتعاون في انتقاد سلوك البلدان التي تدعم الإرهاب العابر للحدود، وشدد على ضرورة عدم وجود ما أسماها المعايير المزدجة “في مثل هذه القضايا الخطيرة”.

وتهدف الهند إلى استخدام المنظمة في خلافها مع باكستان، على الرغم من عدم ذكر مودي لها صراحةً في كلمته، وبحسب الزميل الباحث في معاهد شنجهاي للدراسات الدولية، لي هونجمي، فإنها إشارة واضحة إلى الجار، الذي أراد مودي أن تضغط عليه منظمة شنجهاي جماعيًّا.

ماذا عن الروس؟

اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنشاء بنى تحتية مالية لتعزيز النظام الاقتصادي الإقليمي، ولبناء هيكل مالي مستقل. وهي دعوة طبيعية في ظل التوترات الجيوسياسية  مع الغرب، وما تلاها من فرض عقوبات اقتصادية على موسكو، دفعت الأخيرة للبحث عن آفاق اقتصادية أخرى، وقنوات مالية بديلة.

ومن بين هذه البدائل المقترحة، تعزيز التعامل بالعملات الوطنية في التجارة بين أعضاء المنظمة، وهي دعوة تشاطر الصين فيها روسيا ذات الرأي، بهدف تحقيق نوع من تكامل الاقتصادي بين أعضاء المنظمة، غير أن رافايلو بانتوتشي يرى أن للهند تصورات مختلفة.

وفسر الزميل البارز في المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والإرهاب، اختلاف الأولويات بين الهند من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى، بفعل حقيقة أن لدى نيودلهي علاقة جيدة بالعديد من القوى الغربية، والتي تتوق أيضًا للتعامل مع نيودلهي، وتعزيز مناطق التجارة الحرة.

اقرأ أيضًا| الهند تحث منظمة شنغهاي على التصدي للإرهاب ومساعدة أفغانستان

اقرأ أيضًا| هبوط «شنغهاي المركب» هامشياً وسط متابعة التطورات الاقتصادية

ربما يعجبك أيضا