تفجيرات البيجر.. خبير عسكري يكشف عن تفاصيل الخرق الأمني

محمد النحاس

في أعقاب هذه الأحداث، طلب "حزب الله" من جميع حاملي أجهزة "البيجر" التخلص منها فورًا، كما دعت قوى الأمن الداخلي المواطنين إلى إخلاء الطرق لتسهيل عمليات الإسعاف. 


تعرض “حزب الله” اللبناني لما وصفه خبراء بـ”أكبر خرق أمني” استهدف أجهزة الاتصال اللاسلكية التي تستخدمها عناصره، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة نحو 2800 آخرين في مناطق تعتبر معاقل للحزب.

بدأ الخرق الأمني عند حوالي الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، حين انفجرت عبوة محمولة بيد أحد الأشخاص في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتلت الحادثة سلسلة انفجارات متزامنة في عدة مناطق لبنانية، وانتشرت صور وفيديوهات تُظهر جثثًا ومصابين في الضاحية الجنوبية، والنبطية، والبقاع.

سيناريوهات محتملة 

في تصريحات لشبكة “رؤية الإخبارية”، قدم اللواء الدكتور سيد غنيم، زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات الاستراتيجية والأستاذ الزائر في الناتو والأكاديمية العسكرية الملكية ببروكسيل، تحليله بشأن هذا الخرق غير المسبوق، موضحا أن هناك عدة سيناريوهات وراء هذه الانفجارات. 

أحد السيناريوهات يشير إلى احتمال إضافة مادة متفجرة إلى بطارية الليثيوم، أو استخدام “فيروس” سيبراني يرفع درجة حرارة البطارية حتى تصل إلى 120 درجة مئوية، مما يؤدي إلى انفجارها.

 ولم يستبعد الخبير العسكري إمكانية الجمع بين هذين الأسلوبين، أي زيادة حرارة البطارية إلى جانب الاختراق السيبراني.

اعتراض شحنة أجهزة البيجر

أضاف اللواء سيد غنيم احتمالاً آخر وهو أن الإسرائيليين قد يكونون اعترضوا شحنة أجهزة “البيجر” وأضافوا لها مواد متفجرة قبل وصولها إلى لبنان منذ حوالي 5 أشهر.

في أعقاب هذه الأحداث، طلب “حزب الله” من جميع حاملي أجهزة “البيجر” التخلص منها فورًا، كما دعت قوى الأمن الداخلي المواطنين إلى إخلاء الطرق لتسهيل عمليات الإسعاف. 

وفي الوقت نفسه، حثت قيادة الجيش المواطنين على عدم التجمع في المناطق التي تشهد اضطرابات أمنية، لضمان وصول الفرق الطبية إلى مواقع الحوادث.

لماذا يستخدم الحزب هذا الجهاز؟ 

 يُعرف “البيجر” بأنه جهاز اتصال لاسلكي يُستخدم لإرسال إشارات أو رسائل نصية قصيرة إلى مستلمين محددين، وقد بدأت فكرته في السبعينيات وكان يُستخدم في المجالين الطبي والعسكري.

وفي تقرير سابق لرويترز، أفادت مصادر مطلعة أن “حزب الله” لجأ إلى استخدام الرموز في الرسائل، بالإضافة إلى خطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر، في محاولة للتحايل على تقنيات المراقبة المتطورة التي تمتلكها إسرائيل.

 كما بدأ الحزب باستخدام تقنيات متقدمة، مثل الطائرات المسيّرة، لدراسة القدرات الإسرائيلية في جمع المعلومات الاستخبارية والقيام بهجمات محتملة.

استعداد لمهاجمة لبنان؟ 

حسب خبراء فإن إسرائيل قد تستغل الهجوم لتهيئة الأجواء لضرب تمركزات “حزب الله” في جنوب لبنان، وربما التمهيد لعمليات عسكرية أوسع.

 ومن جانبها، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن التوجه العسكري والأمني سينتقل من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية ابتداءً من الليلة.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن الحكومة الأمنية المصغرة قررت توسيع نطاق أهداف الحرب الحالية، مع التركيز على إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم.

ربما يعجبك أيضا