تفجيرات قرب قبر سليماني تقتل 100 شخص.. هل يشتعل الصراع مع إسرائيل؟

شروق صبري
تفجيرات في طهران

وقعت انفجارات قرب المقبرة التي دفن فيها القائد الإيراني قاسم سليماني، وتقول الولايات المتحدة لا يوجد أي سبب للاعتقاد بأن إسرائيل متورطة. فمن المتورط؟


قالت إيران إن الهجمات التي أسفرت عن مقتل نحو 100 شخص نُفذت بسبب موقفها من إسرائيل، في أحدث علامة على أن الحرب بين تل أبيب وحماس قد تتسع إلى صراع إقليمي.

وأوضح وزير الصحة الإيراني، أن الانفجارات التي وقعت قرب قبر القائد الإيراني قاسم سليماني، خلفت 95 قتيلا و211 جريحًا، وجاءت بعد يوم من قتل إسرائيل قائد بحركة حماس في العاصمة اللبنانية بيروت.

انفجارات طهران

رغم أن إيران أشارت إلى معارضتها لإسرائيل كدافع لهجوم المقبرة، إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “مات ميللر” قال: “ليس لدينا سبب للاعتقاد بأن إسرائيل متورطة في الانفجار، كما الولايات المتحدة لم تكن متورطة بأي شكل من الأشكال، وأي اقتراح بعكس ذلك مثير للسخرية”.

ونقلت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، يوم 3 يناير 2024، عن شخصين مطلعين على تحليل الحكومة الأمريكية قولهم، إن الافتراض الأمريكي الأول هو أن تنظيم داعش أو جماعة ذات صلة هي المسؤولة عن التفجيرات، وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية عدم صلتها بالانفجارات.

التوترات بين إسرائيل وطهران

شكلت الهجمات خلال الـ 24 ساعة الماضية ذروة التوترات الإقليمية منذ بدأت إسرائيل حربها ضد حماس، ودخول مليشيات الحوثي في اليمن على خط المعركة باستهدافها للسفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، ومهاجمة حزب الله قواعد إسرائيلية.

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، أن الانفجارات نجمت عن قنابل مزروعة في حقيبة وسيارة لقرب مدخل المقبرة، وتم تفجيرها عن بعد، وتعهد رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجي، بمعاقبة الجناة، دون أن ذكر الجهة التي قد تكون مسؤولة.

تصعيد إقليمي

أدى مقتل سليماني عام 2020 إلى مخاوف من حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وفي أعقاب ذلك أسقطت إيران طائرة ركاب عن طريق الخطأ، وتواصل طهران التعهد بالانتقام لمقتل سليماني.

بصفته قائدًا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، كان سليماني أحد أقوى الجنرالات في إيران، وساعد في إبراز القوة الإيرانية بالخارج من خلال شبكة من الميليشيات الوكيلة المعارضة لإسرائيل بما في ذلك حزب الله وحماس.

وفي الأسبوع الماضي، اتهمت إيران إسرائيل بقتل ضابط كبير آخر في الحرس الثوري الإيراني، وزميل سليماني السابق، سيد راضي موسوي، في سوريا.

قاسم سليماني

قاسم سليماني

تصفية حسابات

في تركيا، اعتقل جهاز المخابرات 33 شخصا الثلاثاء الماضي، قائلا إنهم كانوا يتجسسون على الفلسطينيين لصالح وكالة المخابرات الإسرائيلية “الموساد”.

وقالت وكالة المخابرات الإسرائيلية، خلال جنازة يوم 3 يناير 2024، إن الجهاز “سيصفي الحسابات” مع أولئك الذين خططوا وشاركوا في هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، دون الخوض في تفاصيل، فيما تنفي إيران تورطها بالهجمات.

وقال زعيم حزب الله حسن نصر الله في وقت سابق إن جماعته تتصرف بضبط النفس، لكن إذا أرادت إسرائيل الحرب مع لبنان، فإن جماعته ستقاتل “بلا أسقف أو حدود أو قواعد أو ضوابط”.

من هو قاسم سليماني

كان قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، تجسيدا لاستعراض قوة البلاد في الخارج، ولا يزال صدى مقتله في غارة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي عام 2020 يتردد في أنحاء الشرق الأوسط.

سليماني ساعد في جعل إيران لاعبًا إقليميًا حاسمًا عبر شبكة من الميليشيات الوكيلة، وبعد أربع سنوات، وبينما تجمعت الحشود عند قبره لإحياء ذكرى وفاته، أدت الانفجارات إلى مقتل ما يقرب من 100 شخص؛ وألقى مسؤول إيراني كبير باللوم على هجوم إرهابي.

وقتل سليماني غارة جوية أمر بها دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي آنذاك، قرب مطار بغداد في وقت مبكر من يوم 3 يناير 2020. وأذن ترامب بالضربة بعد أيام من اقتحام العشرات من رجال الميليشيات المدعومة من إيران وأنصارهم مجمع السفارة الأمريكية في بغداد للاحتجاج على الولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا