تفكيك القمر الاصطناعي الأوروبي «سالسا» بعد 24 عامًا من الخدمة

تستعد وكالة الفضاء الأوروبية لتفكيك القمر الاصطناعي “سالسا” بعد 24 عامًا من إطلاقه، حيث ساهم بشكل كبير في دراسة البيئة المغناطيسية للأرض.

ومن المتوقع أن يتفكك القمر غدًا الأحد 8 سبتمبر 2024، فوق المحيط الهادئ أثناء عودته “الموجهة” إلى الغلاف الجوي، وهي العملية الأولى من نوعها التي تنفذها الوكالة، بحسب وكالة الأنباء العمانية.

مهمة كلاستر

يُعد “سالسا” هو أحد الأقمار الاصطناعية الأربعة لمهمة “كلاستر”، التي أطلقت عام 2000 لدراسة الغلاف المغناطيسي للأرض، الدرع الذي يحمي الكوكب من الرياح الشمسية ويجعل الحياة ممكنة.

ويُعتبر دخول “سالسا” الموجه إلى الغلاف الجوي خطوة غير مسبوقة تهدف إلى إسقاط القمر في منطقة جغرافية محددة وبتوقيت دقيق دون الحاجة للتحكم المباشر أثناء العودة.

وكالة الفضاء الأوروبية

نفذ مشغلو وكالة الفضاء الأوروبية منذ يناير الماضي، سلسلة من المناورات لضمان سقوط “سالسا” فوق منطقة نائية منخفضة الكثافة السكانية في جنوب المحيط الهادئ، قبالة ساحل تشيلي.

ويتميز “سالسا” بمداره البيضوي الذي يمتد حتى 130 ألف كيلومتر عن الأرض في أعلى نقطة ويقترب إلى بضع مئات الكيلومترات في أدنى نقطة.

ويمكن بفضل حساسيتها الخاصة لقوى الجاذبية للقمر والشمس، أن يتغير ارتفاع القمر الاصطناعي عند نقطة الحضيض بشكل كبير بين المدارات.

هبوط سالسا

أوضح برونو سوزا، رئيس وحدة العمليات لوكالة الفضاء الأوروبية، أن التحدي كان ضمان هبوط “سالسا” إلى ارتفاع 110-120 كيلومترًا في المدار قبل الأخير، ثم إلى 80 كيلومترًا في المدار الأخير، وهي منطقة من الغلاف الجوي حيث يتوقع أن يحترق بالكامل.

ويتفكك القمر الاصطناعي عند دخول الغلاف الجوي، نتيجة الاحتكاك الشديد والحرارة الناتجة، مع احتمال وصول بعض الشظايا إلى سطح الأرض.

موقع عودة سالسا

يهدف العلماء إلى تحديد موقع عودة “سالسا” بدقة عالية، بهامش خطأ لا يتجاوز بضع مئات من الأمتار، مما سيمكن من إرسال طائرة للتحليق على ارتفاع 10 كيلومترات لرصد عملية التفكك.

ويزن القمر الاصطناعي “سالسا” 550 كيلوغرامًا، ويتوقع أن يمثل الحطام أقل من 10% من كتلته. أما الأقمار الاصطناعية الثلاثة الأخرى في كوكبة “كلاستر”، فمن المقرر إعادتها إلى الأرض بين عامي 2025 و2026، وستتيح إجراء عمليات رصد جديدة بسرعات دخول وزوايا مختلفة.