تقرير: الجيش الأمريكي عاجز عن الانتصار في أي حرب

رنا أسامة

حذّر تقرير من تراجع غير مسبوق في أداء الجيش الأمريكي.. ماذا جاء فيه؟


ألقت صحيفة “وول ستريت جورنال” الضوء على تقرير يظهر تراجعًا غير مسبوق في أداء الجيش الأمريكي، محذرًا من ضعف القوة البحرية والجوية.

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها ، يوم الاثنين الماضي 17 أكتوبر 2022، إن الأمريكيين يميلون للاعتقاد بأن جيش بلادهم عصيٌ على الهزيمة، إذا لم يعترض الساسة طريقه، لكن مؤشر القوة العسكرية الأمريكية لعام 2023، يصف اتجاهًا مثيرًا للقلق.

سابقة في “القوة العسكرية الأمريكية”

يصنف المؤشر، الصادر عن مؤسسة “هيريتيج”، الجيش الأمريكي على أنه “ضعيف”، ويواجه “تهديدًا متزايدًا بعدم القدرة على تلبية متطلبات الدفاع عن المصالح الوطنية الحيوية”، بما يعني أن قوته تتراجع، بعدما كان تصنيفه قبل عام عند “الحد الأدنى”، ما يعدّ سابقة بتاريخ المؤشر الممتد لـ9 سنوات.

ويقيس المؤشر قدرة الجيش الأمريكي على الانتصار في صراعين إقليميين رئيسين في آن، على سبيل المثال، صراع في الشرق الأوسط وآخر في شبه الجزيرة الكورية في وقت واحد. وفي حين أن الأمريكيين قد يرغبون في رؤية العالم أبسط وأقل تهديدًا، فإن هذه الرغبة جزء من استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، بحسب التقرير.

مجازفة أمريكية

وفق تقرير “هيريتيج“، فإن الجيش الأمريكي يجازف بعجزه عن التعامل “حتى مع صراع إقليمي رئيس واحد”، في حين يحاول ردع تهديدات أخرى بأماكن أخرى في الوقت نفسه.

ونوه التقرير، في هذا الصدد، بتراجع التمويل في عهد إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، في وقت لا تتمكن فيه ميزانيات البنتاجون من مسايرة التضخم، وسط انخفاض حاد، بصفة خاصة، في سلاحي البحرية والجوية الأمريكيين.

تراجع نمو الأسطول الأمريكي

أشار التقرير أيضًا إلى تراجع نمو أسطول البحرية الأمريكية، بالرغم من أنها تفصح، منذ سنوات، عن حاجتها إلى 350 سفينة على الأقل، وتزويدها بمزيد من المنصات غير المأهولة. مع ذلك، أظهرت “عجزًا مستمرًا” عن بلوغ ذلك الهدف، في حين لم تقوَ على تنفيذ خطط لبناء 10 سفن سنويًّا في المتوسط، على مدار 5 سنوات ماضية.

وبحسب التقرير، نما الأسطول الأمريكية ما بين عامي 2005 و2020 إلى 296 سفينة حربية، بعد أن كان 291، في حين نما الأسطول الصيني في الفترة عينها إلى 360 من 216.

تضييق صيني

في حين أن الأرقام لا تمثل المقياس الوحيد للانتصار بالحروب، أشار التقرير إلى أن الصين تعمل أيضًا على تضييق فجوة الميزات التكنولوجية مع الولايات المتحدة في كل مجال، من مقاليع حاملات الطائرات إلى الصواريخ بعيدة المدى.

وتريد البحرية الأمريكية بناء 3 غواصات من فئة فرجينيا سنويًّا، في حين لا تزال واشنطن تتفوق على بكين في القوارب الهجومية السريعة. لكن صناعة بناء السفن تقلصت، وسط تراجع الطلب، واكتظاظ ساحات الصيانة التابعة للبحرية الأمريكية، لا سيما مع تشغيل الأسطول الأمريكي بصعوبة بالغة.

سلاح الجو «هشٌ للغاية»

تراجع الأداء طال أيضًا سلاح الجو الأمريكي، الذي صنفه التقرير بأنه “هش للغاية”، وقال إن الطائرات القديمة وقلة التدريبات أفرزت قوة جوية من شأنها أن “تكافح كثيرًا لمواجهة منافس نظير”.

وأشارت إلى أن القوات المقاتلة والقاذفات الأمريكية تقلصت 40%، عما كانت عليه في الثمانينيات، توازيًا مع إبطاء وتيرة شراء مقاتلات “إف- 35″، وسط انخفاض معدلات جاهزية الطائرات لتنفيذ مهام، بنحو 50% لطائرات “إف- 22”. وأضاف التقرير أن سلاح الجو الأمريكي “تخلى عن الوهم” بإمكانية بلوغه هدف جاهزية الطائرات بنسبة 80%.

نقص الطيارين

في الوقت نفسه، فإن نقص الطيارين يواصل إضعاف سلاح الجو الأمريكي، خصوصًا أن جيل الطيارين المقاتلين الحالي، الذين كانوا يحلقون بنشاط على مدار 7 سنوات الماضية، لم يبلغوا المعدل المطلوب للطيران التشغيلي.

وحلق طيارو سلاح الجو الأمريكي 10 ساعات شهريًّا في المتوسط خلال عام 2021، ارتفاعًا من 7 و8 ساعات في 2020، ولكن ما زال هذا المعدل أقل كثيرًا من الحد الأدنى البالغ 200 ساعة سنويًّا، لضمان قدرتهم على مواجهة الخصوم.

والأمر ليس أفضل في الجيش الأمريكي، الذي فقد 59 مليار دولار من القوة الشرائية منذ 2018، من جراء ثبات الميزانيات وارتفاع التضخم. وعزا التقرير تقلص الجيش الأمريكي إلى عجزه عن تجنيد عدد كاف من الجنود، بما يقرب من 20 ألف جندي في السنة المالية لعام 2022.

«المارينز» الأفضل أداءً

على النقيض من ذلك، سجلت قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) أداءً أفضل في مؤشر القوة العسكرية للولايات المتحدة، باعتباره الفرع الوحيد الذي يضع خططًا، ويتمكن من تنفيذها، في حين يعمل على إعادة تنظيم الحرب في المحيط الهادئ، ضمن ما يعرف بـ“خطة القوة 2030”.

وفي حين أن قوات “المارينز” تقلصت من 27 كتيبة في العام 2011، إلى 21 في 2022، فإن نجاحها في تنفيذ مهامها مرهون بالحصول على سفينة برمائية جديدة، قد لا تتمكن البحرية الأمريكية من تسليمها، بحسب التقرير.

ناقوس خطر

النتائج المثيرة للقلق، التي خلص إليها التقرير، تؤول، بحسب “وول ستريت جورنال”، إلى سؤال منطقي: “لم لا يقو البنتاجون على العمل أفضل بميزانية 800 مليار دولار؟” وقالت الصحيفة، في ختام افتتاحيتها، إن الإجابة تستدعي إحداث تغييرات جمة، أبرزها زيادة ميزانية الدفاع، إذا كانت الولايات المتحدة تريد حماية مصالحها.

وفيما تنفق الولايات المتحدة 3% من الناتج المحلي الإجمالي، الآن، لتعزيز دفاعاتها، مقارنة بـ5 إلى 6% في الثمانينات، عدت الصحيفة الأمريكية تقرير “هيريتيج” ناقوس خطر من أنه “لا يمكن ردع حرب، أو تحقيق نصر، بثمن بخس”.

ربما يعجبك أيضا