تقرير فرنسي يحذر.. داعش يظهر مجددا في صبراتة

محمد عبدالله

رؤية

تنظيم داعش الإرهابي يطل برأسه من جديد في الغرب الليبي تحت غطاء ميليشيات طرابلس، هذا ما كشفه تقرير فرنسي عن عودة تنظيم داعش للظهور في مدينة صبراتة غربي الأراضي الليبية. 

أكد تقرير لإذاعة “آر إف أي” الفرنسية من خلال شهادات نقلها عن السكان، أن التنظيم بدأ في السيطرة على المدينة، مشددا على أن هناك علاقة بين نقل تركيا للمرتزقة السوريين إلى ليبيا وعودة ظهور التنظيم في هذه المناطق.وذكر التقرير أن التنظيم عاد ليظهر مجددا وبدأت عناصره تستولي على صبراتة شيئا فشيئا.

وبحسب العديد من الشهادات التي نقلها التقرير على لسان بعض السكان، فإن مسلحي التنظيم أصبحوا لا يخفون وجودهم في صبراتة، وقد تمركزوا في مخيمين هما التليل والبراعم في ضواحي المدينة، بحسب المصدر ذاته.

صبراتة.. موقع استراتيجي

تحتل صبراته موقعا استراتيجيا مميزا، إذ لا تبعد كثيرا عن تونس، وتعتبر عصب المنطقة الغربية في ليبيا، وفيها المنطقة الغنية بالغاز والذي يتم تصديره إلى أوروبا.

من وثم فإن سيطرة داعش -الذي يستقطب معظم مقاتليه من دول المغرب العربي إلى صبراته- تعني إمكانية قطع الغاز عن إيطاليا، وتوسعه يعني وصوله إلى تونس، فضلا عن تطويق العاصمة طرابلس.

كما تعتبر صبراته ومدينة ازوارة المجاورة معقلا رئيسيا في ليبيا لتهريب البشر بحرا نحو أوروبا، بالإضافة إلى تهريب الوقود من مصفاة الزاوية برا إلى تونس.

من جهته، يرى عبدالستار حتيته -الصحفي المتخصص في الشؤون الليبية- أن الخيارات أمام المجلس الرئاسي باتت ضعيفة، ولا حل سوى في الحراك الشعبي وبعض المبادرات للقوى الليبية.

مرتزقة سوريين

تربط الكثير من التقارير بين عمليات نقل تركيا للمرتزقة السوريين إلى ليبيا، وعودة ظهور داعش من جديد في هذه المناطق. كما أن التقرير الفرنسي ربط بين انسحاب قوات الجيش الوطني الليبي، وهروب الكثير من العناصر الإرهابية من السجون في هذه المدينة، وغيرها من المناطق التي سيطرت عليها ميليشيات طرابلس المدعومة من تركيا.

ويذهب التقرير أبعد من ذلك حين أكد أن غرفة العمليات التي أنشأتها حكومة الوفاق لمحاربة التنظيم، تضم مقاتلين ينتمون لتنظيمات متطرفة.

وكان الجيش الوطني الليبي، قد أكد أكثر من مرة رصده لقتال قيادات بارزة من تنظيم داعش في صبراته، بعد دخول المرتزقة السوريين إلى المدينة.

حكومة السراج متهمة بالتواطؤ

يقول الخبير في الجماعات الإرهابية، أعلية علاني -في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية”- هذه ليست المرة الأولى التي يسيطر فيها الدواعش على المدينة، كونهم لهم تجارب سابقة منذ عام 2011 و2014، ثم خرجوا من المدينة وعادوا الآن.

وأضاف أن مدينة صبراته أرجعها الدواعش وباتت مركزا مهما لهم، مشيرا إلى أن حكومة الوفاق لا تمتلك السيطرة على الغرب الليبي كما تزعم، وأن الميليشيات والجماعات الإرهابية هي من تقود هذا المشهد المرتبك.

وأوضح علاني أن المرتزقة السوريين الذين جاءوا إلى ليبيا من تركيا، كان معهم عدد كبير من الدواعش وأعضاء من تنظيمات إرهابية مختلفة مثل القاعدة، ووجدوا في صبراتة المكان الملائم  لكي يعيدوا سلطتهم.

وذكر أن المكاتب الإدارية التي كانت تستخدمها حكومة السراج لملاحقة الدواعش في فترة 2015 وبعد ذلك، أصبحت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، مضيفا أنه “لولا السند الحقيقي من الأتراك لما كان لهؤلاء الإرهابيين موطئ قدم في ليبيا”.

ويرجح علاني أن يستغل الدواعش الخلافات الحالية بين فايز السراج وأحمد معيتيق ويقوموا بعمليات إرهابية للسيطرة على المنطقة بكاملها لاحقا.

ربما يعجبك أيضا