تقلّب الأسواق يضغط على «الفيدرالي» والبنوك العالمية لتخفيف الفائدة

أحمد السيد
جيروم باول محافظ الاحتياط الفيدرالي الأمريكي

قادت التقلبات العنيفة في أسواق المال حول العالم، مطلع الأسبوع الحالي، موجة ضغط على البنوك المركزية بقيادة الفيدرالي الأمريكي لتخفيف السياسة النقدية.

وحاولت البنوك المركزية العالمية منذ بداية العام الجاري الموازنة بين خطر استمرار التضخم المرتفع واحتمال دفع الاقتصادات إلى الركود، لكن صناع السياسات النقدية يواجهون الآن تحديًا جديدًا يتمثل في تقلب الأسواق المالية.

ضغط على البنوك لتخفيف الفائدة

أظهرت ردود الفعل الأولية العالمية على موجة البيع التي شهدتها أسواق الأسهم يوم الاثنين أن المسؤولين لم يصابوا بحالة ذعر بالغ، حيث أبقى البنك المركزي الأسترالي أمس على أسعار الفائدة دون تغيير عند أعلى مستوى منذ 12 سنة، ورفض فكرة إجراء تخفيضات عليها خلال الأشهر المقبلة، وفق وكالة “بلومبرج”، اليوم الأربعاء 7 أغسطس 2024.

متى يبدأ البنك الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة؟

أشارت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سان فرانسيسكو، مساء أمس الأول إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة ستأتي خلال “الفصول المقبلة”، ولفتت إلى أن الأسواق تبالغ أحيانًا في التحرك نحو اتجاه واحد.

كما عقد بنك اليابان المركزي ووزارة المالية والجهاز الرقابي المالي اجتماعًا أمس لمناقشة تطورات الأسواق، وأصروا على وجهة نظرهم بأن الاقتصاد الياباني آخذ في التعافى.

اضطرابات مستمرة في سوق الأسهم

انتعشت الأسهم أمس من طوكيو إلى نيويورك، رغم تحذير بعض المستثمرين من أن الاضطرابات لم تنته بعد، كما “يُتوقع حدوث تقلبات شديدة عبر كافة الأسواق مع هيمنة مشاعر الخوف” إلى حين ظهور بيانات أكثر دقة تبين أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تبدأ الإنزلاق إلى الركود، حسبما قال خبرء استراتيجيون مختصون بتطورات الأسواق العالمية في مؤسسة “براون براذرز هاريمون” (Brown Brothers Harriman).

في ضوء ذلك، قد تشكل الظروف المالية الأكثر تشددًا عقبة جديدة أمام النمو الاقتصادي، كما أن انخفاض معدلات التضخم يشير إلى تأثير أكبر لأسعار الفائدة المرتفعة التي تفرضها البنوك المركزية، وقد تؤدي تقلبات الأسواق الحالية إلى اتخاذ إجراءات نقدية أكبر وربما لعدة مرات مع اقتراب نهاية العام.

البنك الفيدرالي يحذر من التحرك مبكرًا لخفض أسعار الفائدة

فرص حدوث سيناريو الهبوط السلس

ذكر جيمس نايتلي، كبير خبراء الاقتصاد الدوليين في شركة “آي إن جي فاينانشال ماركتس” (ING Financial Markets): “لا يزال تدفق الأخبار يشير إلى إمكانية حدوث سيناريو الهبوط السلس للاقتصاد الأمريكي. لكن لتحقيق ذلك، ستحتاج البنوك المركزية حول العالم، وليس فقط الفيدرالي الأمريكي، لتخفيض أسعار الفائدة إلى مستوى أكثر حيادية، وبطريقة أسرع مما كانت تقترح سابقًا”.

من بين محفزات هبوط أسواق الأسهم صدور تقرير الوظائف الأمرييكية الأضعف من المتوقع لشهر يوليو الماضي الذي دعم الرواية القائلة بأن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول وزملاؤه أخطأوا في عدم تخفيض أسعار الفائدة بالفعل في اجتماع 30-31 يوليو الماضي.

ربما يساعد تقرير مبيعات التجزئة لشهر يوليو المنصرم المقرر صدوره غدًا في استقرار ثقة المستثمرين، كما كتب الخبراء الاستراتيجيون العالميون في “براون براذرز” بقيادة وين ثين في مذكرة للعملاء أمس.

معايير الإقراض

الفيدرالي يخفض توقعاته لنمو اقتصاد الولايات المتحدة بالربع الثاني

أظهر استطلاع رأي لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمس الأول شمل كبار مسؤولي الإقراض أن عددًا أقل من البنوك شدد معايير الإقراض في الربع الأخير، بينما توقف تدهور الطلب على القروض التجارية والصناعية.

كتب مايكل إيفري، الخبير الاستراتيجي العالمي في مصرف “بنك رابوبانك” (Rabobank)، أمس الأول: “يريد الفيدرالي الأمريكي هو التخلص من ارتفاعات الأسهم المبالغ فيها بعد مكاسب 20% تقريبًا ​​للعام الحالي حتى منتصف شهر يوليو الماضي”.

ربما يعجبك أيضا