تكرار السيناريو المظلم.. هل تكون الكاميرون «سودانًا جديدة»؟

محمد النحاس

باتت الكاميرون مهددة باندلاع أزمة جديدة.. فهل يتعلم القادة الدرس من السودان؟


مع احتدام حرب أوكرانيا، والانشغال المحدود للغرب بإفريقيا والمنصب بطبيعة الحال على السودان، تواصلت أزمة الكاميرون.

ودون أفق لتسوية سياسية محتملة دخلت أزمة الجزء الناطق بالإنجليزية من الكاميرون عامها السادس، بسبب ما يراه مقال بمجلة فورين بوليسي الأمريكية “جمودًا” للموقف الغربي، و”مواقف تبعث برسائل خاطئة للنظام الحاكم”.

مأساة جديدة؟

يرى المقال المنشور في المجلة الأمريكية 6 يوليو 2023 أن فرنسا لا تبدي رغبة كبيرة في أن تكون جزء من حل الأزمة في الجزء الناطق بالإنجليزية من الكاميرون، ويلفت إلى أن الكاميرون تمثل حالة أخرى مأساوية للسياسية الخارجية الغربية تجاه القارة السمراء.

اقرأ أيضًا| اشتباكات عنيفة في محيط سلاح المدرعات بالعاصمة السودانية

ورغم دعوة مجلس الشيوخ الأمريكي لإنهاء الصراع، وتمديد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لحالة الحامية المؤقتة للكاميرونيين، في شهر يونيو من عام 2022، لم يتخذ البيت الأبيض، أو وزارة الخارجية الأمريكية أي إجراء جاد يسهم في تسوية الأزمة.

جذور الأزمة

يعرج المقال على السوادن الذي يرى أن جذور أزمته ترجع لعدم وجود ضغط على المسؤولين، وغياب نفاذ  القوانين، ما أدى إلى تصاعد ما يراه “سياسة العنف والإفلات من العقاب”، فضلًا عن الانقسام داخل مؤسسات الدولة.

اقرأ أيضًا| وزير خارجية روسيا: مستعدون للإسهام في تسوية الأزمة السودانية

ومع خلاف سياسي وشيك، وحزب حاكم منقسم، وحرب بلا أفق للنهاية على الحدود، وقوات أمن مجزأة، يبدو أن الكاميرون قد تنزلق إلى أزمة مماثلة لحرب السودان.

ما مدى سوء الأزمة؟

في شهر مايو الماضي أصدر مركز سيمون سكجودت لمنع الإبادة الجماعية التابع لمتحف الهولوكوست التذكاري موجزًا بعنوان “منع وتخفيف الفظائع الجماعية في شمال غرب وجنوب غرب الكاميرون: تحديد خيارات السياسة”، يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى الاهتمام العالمي في معالجة الأزمة.

وأدرج المجلس النرويجي للاجئين الكاميرون في قائمته لأهم 10 أزمات نزوح “مهملة” للعام الرابع على التوالي. وفي مارس أصدرت مجموعة الأزمات الدولية تقريرًا قدم بعض المقترحات تجاه مسار الإصلاح السياسي.

لا حل يلوح في الأفق

على مدى الأشهر الـ6 الماضية، مع تركيز الاهتمام في أماكن أخرى، انتقل الوضع في الكاميرون من سيء إلى أسوأ. لكن ظهر بعض الأمل عندما أعلنت كندا في يناير الماضي أنها ترحب باتفاق الطرفين على الدخول في عملية للتوصل إلى اتفاق شامل.

و أعلنت مجموعات محلية أخرى وجهات فاعلة خارجية، بما في ذلك البابا فرانسيس، دعمها للجهود الكندية، لكن بعد أيام معدودة تبدد الأمل الوليد بعد إبداء الحكومة أنها “لم تعهد إلى أي دولة أجنبية أو كيان خارجي بأي دور وسيط أو ميسر لتسوية الأزمة في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية”.

وحسب المقال، فإن أي زخم ناشئ نحو وضع أرضية للسلام يتوقف، لتستمر المعاناة بلا هوادة.

تردي الأوضاع الإنسانية

الوضع الإنساني ليس أفضل حالًا، فقد أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه في ظل الأزمات المختلفة، يحتاج واحد من كل 6 كاميرونيين إلى المساعدة الإنسانية، بإجمالي 4.7 مليون شخص. وفي شهر مايو، أحصت مؤسسات حقوقية 6000 قتيل منذ أواخر 2017 بالمناطق الناطقة بالإنجليزية، و715000 نازح.

ووفق المقال من المحتمل أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير. وفي يونيو، شددت الحكومة على دعم منظومة الأمم المتحدة لـ إعادة الإعمار والتنمية في المناطق الناطقة بالإنجليزية.

ورغم استمرار الحرب. تتزايد ثقة النظام بأن القروض والمنح والاستثمارات والمساعدات الإنسانية ستستمر في التدفق، بصرف النظر عما يفعله، لذلك بدلًا من محاولة تحسين الاقتصاد أو إنهاء الحرب، يواصل استيراد المعدات العسكرية وتوسيع قواته الأمنية المتضخمة بالفعل.

ربما يعجبك أيضا