تلميحات روسيا بتغيير عقيدتها النووية.. لماذا تثير قلقًا دوليًا؟

دلالات التلميحات الروسية حول تغيير العقيدة النووية.. الردع والتحديات العالمية

أحمد عبد الحفيظ

أثارت التلميحات الروسية الأخيرة حول احتمال تغيير عقيدتها النووية قلقًا واسعًا في الأوساط الدولية، مع تصاعد التوترات العالمية وتغير الديناميكيات الجيوسياسية، التي يشهدها العالم منذ الحرب الروسية الأوكرانية.

التلميحات، التي جاءت في سياق تصريحات مسؤولين روس بارزين، تحمل دلالات استراتيجية وسياسية عميقة تتطلب تحليلًا دقيقًا لفهم أبعادها وتبعاتها المحتملة.

تعزيز الردع النووي

يقول الخبير في الشأن الروسي والدولي جاسر مطر لـ”شبكة رؤية الإخبارية” إن العلاقات الأمريكية الروسية في أسوأ وأخطر حالتها على مر التاريخ، ونقطة الاشتعال قد تندلع في أي لحظة إذ لم تهدأ الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح، من أبرز الدلالات التي يمكن استخلاصها من تلميحات روسيا تغيير العقيدة النووية هو سعي موسكو  إلى تعزيز قدراتها الردعية النووية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة من الغرب.

ويضيف مطر، أن توسع حلف الناتو ونشر أنظمة دفاع صاروخي متقدمة بالقرب من روسيا استلزم إجراءات قوية من روسيا لحماية أمنها القومي، وأن التهديد بتغيير العقيدة النووية قد يكون خطوة تهدف إلى إرسال رسالة قوية بأن روسيا قادرة على الرد بقوة في حال تعرضها لأي تهديد.

توسيع نطاق الاستخدام النووي

يشير مطر إلى أن التغيير المحتمل قد يشمل توسيع نطاق الحالات التي يمكن فيها استخدام الأسلحة النووية، خاصة وأن العقيدة الحالية تقتصر على استخدام الأسلحة النووية في حال تعرض روسيا لهجوم نووي أو تهديد وجودي.

لكن التلميحات الأخيرة تشير إلى إمكانية استخدام هذه الأسلحة للرد على هجمات غير نووية قد تعتبرها موسكو تهديداً لأمنها القومي، حسبما ذكر مطر.

وأوضح أن روسيا كانت في الماضي تتخذ خطوات بطيئة لتحديث ترسانتها النووية عندما كانت العلاقات مع أمريكا وأوروبا شبه مستقرة، لكن العقيدة الجديدة قد تدفع لزيادة القدرات النووية وإجراء تحديث مستمر.

الرد على التطورات الدولية

أكد مطر أن الديناميكيات الدولية تلعب دورًا مهمًا في تشكيل السياسات النووية، خاصة أن التغييرات في العقيدة النووية الروسية قد تكون رد فعل على التطورات في مجال الأسلحة النووية على الساحة الدولية.

وأوضح أن التطورات تأتي في إطار نشر أوروبا وأمريكا أنظمة دفاع صاروخي جديدة أو تطوير دول أخرى لأسلحة نووية حديثة، مما يستدعي من موسكو مراجعة استراتيجياتها لضمان توازن القوى.

وأشار إلى أنه لا يمكن إغفال البعد الداخلي في تحليل هذه التلميحات، وقد تكون التغييرات المقترحة جزءًا من استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز موقفه أمام الشعب الروسي والجيش.

التبعات الدولية

حذر مطر من أن تبعات خطيرة على الاستقرار الدولي ستحدق بتغيير العقيدة النووية الروسية وقد تؤدي إلى تصاعد سباق التسلح النووي ويزيد من احتمالات المواجهات العسكرية.

وأكد أن المجتمع الدولي مطالب بالتعامل مع هذه التلميحات بحذر والعمل على تخفيف التوترات من خلال الحوار والدبلوماسية.

 

ربما يعجبك أيضا