تل أبيب تحت نيران الحوثي.. تصعيد خطير ينذر بأزمة إقليمية

هل أشعل الهجوم الحوثي مخاوف تل أبيب من صراع أوسع؟

شروق صبري
مسيرة حوثية استهدفت تل أبيب

تعرضت تل أبيب لهجوم بطائرة مسيرة وأعلن الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن مسؤوليتهم عنه.


تعرضت تل أبيب صباح اليوم الجمعة 19 يوليو 2024 لهجوم بطائرة مسيرة طويلة المدى، في هجوم أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه، مما أسفر عن مقتل رجل واحد وإصابة 4 آخرين بجروح طفيفة.

بحسب الجيش الإسرائيلي وخدمات الطوارئ، وقع الانفجار، الذي لم يُطلق إنذارات الغارات الجوية، بعد ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي أنه قتل قائدًا كبيرًا في مليشيا حزب الله جنوب لبنان.

دعم حرب غزة

قال متحدث باسم جماعة الحوثيين في اليمن، إن الجماعة استهدفت تل أبيب بطائرة مسيرة وستواصل استهداف إسرائيل تضامنًا مع الفلسطينيين في حرب غزة. ومن المرجح أن يزيد الهجوم على تل أبيب من المخاوف بشأن التداعيات المحتملة من حرب غزة، حيث يقف الحوثيون ووكلاء إيرانيون آخرون إلى جانب حركة حماس في غزة.

وحسب ما نشرت وكالة أنباء “رويترز” اليوم 19 يوليو 2024، قال مسؤول إسرائيلي إن الجيش يحقق في سبب عدم إطلاق الإنذار، لكن التقارير الأولية أشارت إلى أنه تم التعرف على الطائرة بدون طيار ولكن لم يتم إطلاق صفارات الإنذار بسبب خطأ بشري.

الهجوم الحوثي على تل أبيب

الهجوم الحوثي على تل أبيب

حالة تأهب قصوى

قال الجيش إنه زاد من الدوريات الجوية لحماية المجال الجوي الإسرائيلي، لكنه لم يأمر بإجراءات دفاع مدني جديدة، ومع ذلك، قال رئيس بلدية تل أبيب إن المدينة، المركز الاقتصادي لإسرائيل، قد تم رفع حالتها إلى حالة تأهب قصوى.

في خطاب متلفز، قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية التابعة للحوثيين يحيى سريع إن تل أبيب هي هدف رئيسي “ضمن نطاق أسلحتنا”. وأضاف أن الضربة تمت باستخدام طائرة مسيرة جديدة تدعى “يافا”، والتي قال إنها قادرة على تجاوز أنظمة الاعتراض وغير قابلة للكشف بالرادارات مضيفا: “العملية حققت أهدافها بنجاح”.

الخسائر الإسرائيلية

قالت خدمات الطوارئ الإسرائيلية إن جثة رجل يبلغ من العمر 50 عامًا عثر عليها في شقة بالقرب من الانفجار، كما نُقل 4 أشخاص إلى المستشفى بإصابات طفيفة وعولج 4 آخرين من الصدمة. وأظهرت لقطات من الموقع تأثيرًا واضحًا على مبنى يقع بالقرب من مقر السفارة الأمريكية في تل أبيب. وقال مسؤول أمريكي إن المكتب الفرعي للسفارة الأمريكية لم يتضرر ولم يصب أي مواطن أمريكي.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن المسؤولين الأمريكيين “على اتصال وثيق مع السلطات الإسرائيلية لإجراء تحقيق كامل في مصدر الانفجار وهدفه المقصود”. وأضاف أن السفارة الأمريكية في القدس ومكتب فرع السفارة في تل أبيب “على استعداد لتقديم المساعدة القنصلية لأي مواطن أمريكي يحتاج إليها”.

نظام دفاع جوي فاشل

وقعت هذه الخسائر رغم أن إسرائيل تمتلك نظام دفاع جوي متعدد الطبقات، قادر على اعتراض التهديدات التي تتراوح من الصواريخ الباليستية طويلة المدى إلى الطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة المدى.

وقد اعترضت هذه الأنظمة آلاف المقذوفات طوال الحرب. لكن المسؤولين يحذرون من أنها ليست فعالة بنسبة 100%، ويبدو أن الأنظمة واجهت صعوبات في مواجهة الطائرات بدون طيار الهجومية الصغيرة والتي يصعب اكتشافها. حسب ما نشرت صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية.

الهجوم الحوثي على تل أبيب

الهجوم الحوثي على تل أبيب

دلالات سياسية وعسكرية

أثار استهداف جماعة الحوثي لتل أبيب باستخدام صواريخ باليستية أو طائرات مسيرة ضجة كبيرة على الساحة الدولية، حيث يحمل هذا الهجوم دلالات سياسية وعسكرية هامة.

استهداف الحوثيين لتل أبيب يعد تحولًا كبيرًا في سياق النزاع اليمني والإقليمي. يحمل هذا الهجوم دلالات سياسية وعسكرية متعددة، وقد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة بشكل كبير. يتطلب هذا التطور متابعة دقيقة وردود فعل مدروسة من المجتمع الدولي لضمان عدم انفجار الأوضاع بشكل أكبر.

الدلالات السياسية:

يعد هذا واحدًا من أخطر الهجمات على تل أبيب منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. حسب ما نشر موقع آكسيوس الأمريكي اليوم. ويشير الهجوم إلى تصعيد خطير في الصراع الإقليمي، حيث يسعى الحوثيون إلى توسيع نطاق النزاع ليشمل إسرائيل.

وقد يكون هذا الهجوم مؤشرًا على تعزيز التحالفات بين الحوثيين وإيران، التي تعتبر داعمًا رئيسيًا لهم، بالإضافة إلى بعض الفصائل الفلسطينية.

 

الدلالات العسكرية:

يعكس الهجوم امتلاك الحوثيين لتكنولوجيا صاروخية وطائرات مسيرة متقدمة تمكنهم من ضرب أهداف على مسافات بعيدة. كما يسعى الحوثيون من خلال هذا الهجوم إلى إرسال رسالة ردع لإسرائيل مفادها أنهم قادرون على تنفيذ هجمات مؤثرة خارج الحدود اليمنية. كما يمثل الهجوم تحديًا لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، ويختبر فعالية القبة الحديدية وغيرها من أنظمة الدفاع الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن تتعرض جماعة الحوثي لإدانة واسعة من المجتمع الدولي بسبب هذا الهجوم، الذي يعتبر تصعيدًا غير مبرر للعنف. وقد يؤدي الهجوم إلى زيادة التوترات في المنطقة ويعزز احتمالات تدخلات عسكرية جديدة.

ربما يعجبك أيضا