تمييز عرقي وإثني.. نظام الحمدين يعيد قطر لعصر العبودية

كتب – حسام عيد

مسلسل الانتهاكات القطرية بحق العمال الأجانب في تصاعد مستمر، ونظام الدوحة يرسخ سياسة التنميط العرقي. هذا ما كشفته خبيرة مستقلة من الأمم المتحدة.

وكانت منظمة العفو الدولية أكدت في سبتمبر الماضي أن عمليات استغلال العمال الأجانب لا تزال مستمرة في مشيخة قطر التي لم تف بأي من وعودها لجهة إصلاح قوانين العمل بهدف تحسين ظروف العمال الأجانب الذين يعملون في المشيخة التي تستعد لاستضافة مونديال 2022.

تغلغل التمييز العرقي والإثني بقطر

العمال الأجانب في قطر يواجهون التمييز بسبب جنسيتهم وأصلهم القومي ويعانون من “انتشار التنميط” العرقي والإثني.

وشهدت الدولة الخليجية تدفقًا للعمال الأجانب خصوصًا من الدول النامية الفقيرة، استعدادا لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 ما يعني أن 90% من سكان قطر هم من غير القطريين.

وبدورها، قالت تنداي أشيوم، المقررة الخاصة حول التمييز، “يتأثر تمتع الكثيرين في قطر بحقوق الإنسان إلى حد كبير بأصلهم القومي وجنسيتهم”.

وغالبا ما يتم توظيف العمال الأجانب للقيام بأعمال معينة بحيث أن النساء القادمات من جنوب شرق آسيا عادة ما يعملن خادمات في المنازل، بينما يعمل الرجال من جنوب آسيا في أعمال البناء التي لا تتطلب مهارة، بحسب المقررة.

وأضافت أن “العديد من العمال المتدني الدخل يمضون جزءًا كبيرًا من حياتهم العملية في قطر، ويواجهون خلال ذلك عوائق جدية تمنعهم من التمتع الكامل بحقوق الإنسان الأساسية”.

وقلائل جدا هم العمال الأجانب الذين يتأهلون للحصول على إقامة دائمة، ولا يحصل أي منهم على الجنسية والمزايا الاجتماعية التي يتمتع بها القطريون.

ويعد المقررون الخاصون جزءًا مما يعرف بالإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان ولا يتحدثون باسم الأمم المتحدة، إلا أن نتائج تحقيقاتهم يمكن أن تستخدم من قبل المنظمات الأممية الأخرى وبينها مجلس الحقوق.

وستقدم أشيوم تقريرها النهائي حول زيارتها لقطر إلى مجلس حقوق الإنسان الأممي في يوليو 2020.

ضرر نفسي وجنسي لعمال القطاعين الخاص والعام

وحذرت أشيوم من أن “التنميط ينتشر في القطاعين الخاص والعام وأنه يتم افتراض أن الرجال من أفريقيا جنوب الصحراء ليسوا نظيفين، بينما النساء مباحات جنسيًا، كما يعتبر القادمون من جنوب آسيا أنهم غير أذكياء”.

وقالت “وجود النمطية العنصرية والإثنية والقومية والهياكل التمييزية؛ هي في جزء منها ثمرة تاريخ العبودية في قطر”. وتم إلغاء العبودية في الدولة الخليجية في العام 1952.

ولقيت أوضاع العمال الأجانب في المشاريع المرتبطة بمونديال 2022 انتقاد العديد من المنظمات ولا سيما لجهة الظروف التي يعملون فيها وعدم حصولهم على حقوقهم حيث أظهرت تقارير وفاة العديد منهم نتيجة ظروف العمل الشاقة وممارسات أشبه بالعبودية في التعامل معهم.

وأضافت أشيوم، وهي أيضا أستاذة قانون في كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، أنها تلقت تقارير عن “انتشار التنميط العرقي والإثني من قبل الشرطة وسلطات المرور وحتى من قبل قوات الأمن الخاصة العاملة في الحدائق ومراكز التسوق في جميع أنحاء الدولة”.

وأضافت أن التقارير تفيد بأن “مواطني جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يمنعون من دخولها بسبب مظهرهم”.
 

ربما يعجبك أيضا