تهديدات أمنية تحيط انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي

رنا أسامة

صدرت تحذيرات أمنية من تهديدات محتملة في الولايات المتحدة قبل الانتخابات النصفية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، فما طبعية تلك التهديدات؟


حذر مسؤولون أمريكيون من اتساع حجم ونطاق التهديدات الأمنية في البلاد وخارجها، قبل الانتخابات النصفية للكونجرس، المقررة نوفمبر المقبل.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير نشرته، يوم الاثنين 3 أكتوبر 2022، أن من أبرز تلك التهديدات، شن هجمات سيبرانية أجنبية، وحملات تضليل، وتعنيف موظفي الانتخابات جسديًّا.

تحديات متسقة

تقرير “وول ستريت جورنال” نقل عن مسؤولين وجود اتساق بين تحديات عديدة تواجهها الولايات المتحدة، قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في 8 نوفمبر، وبين طبيعة التهديدات الأمنية المعهودة، خلال انتخابات الرئاسة أو الانتخابات النصفية.

وقال المسؤولون، الذين لم تسمهم الصحيفة، إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لم ترصد، حتى الآن، هجمات سيبرانية تستهدف أنظمة الانتخابات من طرف جهات فاعلة أجنبية، كما حدث في انتخابات سابقة، ولكنها على أهبة الاستعداد لهجمات محتملة في الأسابيع المقبلة.

خطر متزايد

نوّه مسؤولون من وكالات فيدرالية أمريكية بأن تنوع القضايا، إلى جانب الارتفاع الحاد في التهديدات الجسدية المبلغ عنها، يشكل خطرًا متزايدًا على سلمية الانتخابات النصفية، وثقة الجمهور في نتائج التصويت، بحسب ما ذكر التقرير.

وقال وزير الأمن الداخلي الأمريكي، أليخاندرو مايوركاس، في إفادة صحفية، يوم الاثنين، إن الوزارة تركز على نحو مكثف للغاية على أمن الانتخابات النصفية المقبلة.

روايات كاذبة

في إفادة إعلامية منفصلة، قال مسؤول كبير في مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (إف بي آي)، إن المحققين قلقون بصفة خاصة من احتمالية نشر جهات أجنبية مزاعم مضللة أو مبالغ فيها، تفيد باستهداف البنية التحتية الانتخابية في أمريكا.

وذكر مسؤولون في “إف بي آي”، لم تسمهم الصحيفة، أن روسيا والصين وإيران روجوا سرًا في الولايات المتحدة لروايات مثيرة للانقسام، وأحيانًا كاذبة، قبل اقتراع التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر.

حملات تأثير روسية وصينية

أشار المسؤولون الأمريكيون، في الوقت نفسه، إلى أن موسكو حاولت تقويض الدعم الأمريكي لأوكرانيا، بتسليط الضوء على أسعار الطاقة، وتضخيم الشكوك بشأن نزاهة الانتخابات. وقال أحدهم إن أوكرانيا موضوع شائك للغاية للحكومة الروسية.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت منصة “ميتا”، المالكة لـ”فيسبوك”، أنها أغلقت شبكتين منفصلتين من الحسابات المزيفة في الصين وروسيا، كانتا تديران حملات تأثير سرية تتعلق بالسياسة الأمريكية والحرب الروسية الأوكرانية، وفق “وول ستريت جورنال”.

انتحال صفة

في تقرير نشرته “ميتا” في 27 سبتمبر الماضي، ذكرت أن بعض الحسابات على الشبكة الصينية انتحل صفة أمريكيين محافظين، في حين انتحل البعض الآخر صفة ليبراليين يعيشون بولايات فلوريدا وتكساس وكاليفورنيا. ونشرت الحسابات تعليقات على أخبار أمريكية بدت أنها مصممة لإثارة الجدل على الإنترنت، مثل الإجهاض وحيازة السلاح.

وبحسب التقرير، كانت هذه أول شبكة صينية تركز على السياسة الداخلية الأمريكية وتعطلها “ميتا”، في حين كانت عمليات التأثير الصينية السابقة تركز على انتقاد الولايات المتحدة أمام الجمهور الدولي، لا المحلي.

لا استهدافات أجنبية

قال مسؤولون إنه لا يبدو أن روسيا أو أي دولة أجنبية تستهدف الانتخابات النصفية الأمريكية بحملات قرصنة لضرب البنية التحتية الانتخابية، كما فعلت موسكو في انتخابات عام 2016، والانتخابات اللاحقة. وخلص مسؤولون استخباراتيون أمريكيون إلى أن روسيا وإيران حاولتا التدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وهي اتهامات نفاها كلا البلدين.

وبحسب الصحيفة، فإن وكالات إنفاذ القانون الأمريكية استجابت لتهديدات متزايدة تستهدف مسؤولي الانتخابات على مستوى الولاية والمستوى المحلي، مع الإبلاغ عن أكثر من ألف تهديد، بما في ذلك خدع قنابل ورسائل مضايقات، بين يونيو 2021 و2022.

وفي حين أن العديد من رسائل التهديد كانت عدائية ومسيئة، خضع 11% منها لتحقيقات فدرالية، بموجب تدابير الحماية التي يفرضها التعديل الأول للدستور الأمريكي، حسبما أفادت وزارة العدل.

بيئة تهديد أكثر تعقيدًا

يقول مسؤولو الانتخابات الأمريكيون إن معظم التهديدات وردت من أشخاص غاضبين من فوز الرئيس بايدن عام 2020، في حين صدرت أخرى من أشخاص يتهمون مسؤولي الانتخابات بقمع الناخبين أو قضايا أخرى.

مديرة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية في وزارة الأمن الداخلي الأمريكي، جين إيسترلي، قالت إن “هذه بيئة تهديد أكثر تعقيدًا مما جرى في عام 2020، أو التي رأيناها على الإطلاق”.

تحديات كبرى

أشارت إيسترلي إلى أن الانتخابات السابقة شكلت تحديات كبيرة لضمان الأمن السيبراني ومواجهة المعلومات المضللة، لكن الفترة التي سبقت الانتخابات النصفية شهدت مخاوف متزايدة بشأن عنف جسدي محتمل ضد موظفي الانتخابات، فضلًا عن التهديدات الداخلية من موظفين سابقين أو حاليين، يمكنهم الوصول للأنظمة الانتخابية وتهديد العملية الديمقراطية.

وأضافت أن وكالات إنفاذ القانون الأمريكية رصدت تهديدات ومضايقات غير مسبوقة تستهدف مسؤولي الانتخابات في هذا العام.

ربما يعجبك أيضا