تهديد روسي وترحيب أوكراني.. مجموعة السبع تعلن ضمانات أمنية لكييف

آية سيد
«انتصار أمني مهم».. أوكرانيا تحصل على ضمانات أمنية من مجموعة الـ7

حصلت أوكرانيا على وعد بالحصول على تمويل عسكري وإنساني إضافي لسنوات عبر اتفاقيات أمنية ثنائية مع دول مجموعة الـ7.


أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقادة مجموعة السبع، تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا لتعزيز دفاعاتها على المدى الطويل.

وعلى هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالعاصمة الليتوانية، فيلنيوس، حصلت أوكرانيا على وعد بالحصول على تمويل عسكري وإنساني إضافي لسنوات عبر اتفاقيات أمنية ثنائية مع دول مجموعة السبع.

إعلان مشترك

نشرت وزارة الخارجية الأمريكية البيان الصادر عن مجموعة الـ7، التي تضم الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان. وذكر البيان أن كل دولة منها ستعمل مع أوكرانيا على التزامات وترتيبات أمنية محددة وثنائية وطويلة الأمد من أجل ضمان قوة مستدامة وقادرة على الدفاع عن أوكرانيا الآن، وردع “العدوان الروسي” مستقبلًا.

وسيتحقق هذا من خلال التوفير المستمر للمساعدات الأمنية والمعدات العسكرية الحديثة، ودعم تطوير القاعدة الصناعية الدفاعية لأوكرانيا، وتدريب القوات الأوكرانية، والتعاون والمشاركة الاستخباراتية، ودعم مبادرات الدفاع والأمن والمرونة السيبرانية.

تعزيز الاستقرار والمرونة الاقتصادية

ستعمل الدول على تعزيز الاستقرار والمرونة الاقتصادية لأوكرانيا لتشجيع الازدهار الاقتصادي، وتوفير الدعم التقني والمالي لتلبية احتياجات أوكرانيا الفورية الناتجة عن الحرب، وتمكينها من مواصلة تطبيق أجندة الإصلاح الفاعلة التي ستدعم الحوكمة الجيدة.

اقرأ أيضًا| دبلوماسية أمريكية لـ«رؤية»: أوكرانيا تحتاج إلى الذخائر العنقودية للدفاع عن أراضيها

وحسب البيان، ستلتزم أوكرانيا في المقابل بالمساهمة الإيجابية في أمن الشركاء وتعزيز إجراءات الشفافية والمساءلة في ما يتعلق بمساعدات الشركاء، ومواصلة تطبيق الإصلاحات في مجالات إنفاذ القانون، والقضاء، ومكافحة الفساد، والقطاع الأمني والاقتصادي.

دور أوكرانيا

ستلتزم أوكرانيا بالنهوض بالإصلاحات والتحديثات الدفاعية، ويشمل هذا تعزيز الرقابة المدنية الديمقراطية على الجيش، وتحسين الكفاءة والشفافية في المؤسسات والصناعات الدفاعية الأوكرانية.

اقرأ أيضًا| رئيس أوكرانيا: لدينا حاليا أساس أمني غير مسبوق

وأشار البيان إلى أن دولًا مثل: التشيك، والدنمارك، وهولندا، والنرويج، وإسبانيا، والسويد، طلبت توقيع البيان، لتنضم إلى مجموعة الـ7 في دعمها لأوكرانيا.

إشادة أمريكية

حسب ما أوردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أمس الأربعاء 12 يوليو 2023، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن الهدف هو “توضيح أن التزامنا سيستمر في المستقبل”. وقال: “سوف نساعد أوكرانيا في بناء دفاعات قوية وقادرة في البر والجو والبحر، التي ستصبح قوة للاستقرار في المنطقة، ورادعًا لكل التهديدات”.

وعن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، قال الرئيس الأمريكي: “في الوقت الذي تدافع أوكرانيا عن حريتها اليوم، وتُعيد بناء مستقبلها، سنكون موجودين، مهما طال الأمر”.

وأشار مسؤول في البيت الأبيض للصحيفة الأمريكية إلى أن الاتفاق جاء بعد أشهر من المباحثات بين قادة مجموعة الـ7 وكييف، لافتًا إلى أن الإصلاحات المطلوبة من أوكرانيا، إلى جانب انتهاء الحرب، هي شروط مسبقة لانضمام أوكرانيا إلى الناتو.

انتصار أوكراني

من جهته، استخدم الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الذي هاجم الناتو بسبب عدم تقديم جدول زمني لقبول أوكرانيا في الحلف، لهجة تصالحية في شكر مجموعة الـ7. وقال زيلينسكي: “يجلب الوفد الأوكراني انتصارًا أمنيًّا مهمًا لأوكرانيا وشعبنا وأطفالنا”.

اقرأ أيضًا| فرنسا تمد أوكرانيا بصواريخ كروز.. خطوة تصعيدية أم إعادة للتوازن؟

ووفق واشنطن بوست، لم يقدم رؤساء الدول جدولًا زمنيًّا للمدة التي قد يستغرقها التوصل للالتزامات الأمنية الثنائية، لكن العديد من دول مجموعة الـ7 أعلنت عن أشكال جديدة من الدعم العسكري والإنساني لأوكرانيا خلال قمة فيلنيوس.

خطوة مهمة

رأى المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، ورئيس برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ماكس بيرجمان، أن الالتزامات الأمنية طويلة الأمد من أعضاء مجموعة الـ7 قد تكون مهمة في إقناع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه لا يستطيع الانتصار في حرب مطولة.

وحسب واشنطن بوست، قال بيرجمان قبل القمة: “من المهم أن يقطع الأوروبيون هذا الالتزام، لأنه إذا سارت الانتخابات بطريقة معينة في واشنطن في 2024، ستكون الالتزامات الأوروبية موجودة”.

هل يستمر الدعم الأمريكي؟

قال بايدن، في وقت سابق، إنه يتصور ترتيبًا أمنيًّا مع أوكرانيا مشابهًا للضمانات التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن واشنطن، بدعم قوي من الكونجرس، تقدم مساعدات عسكرية بأكثر من 3.8 مليار دولار سنويًّا لتل أبيب.

لكن ليس من الواضح ما إذا كان بايدن يستطيع حشد المستوى نفسه من دعم الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، لتمويل الحرب الجارية في أوكرانيا.

واعترض بعض الجمهوريين في الكونجرس على مليارات الدولارات التي أرسلها دافعو الضرائب الأمريكيون لتعزيز أوكرانيا ضد روسيا، وقال رئيس مجلس النواب، كيفن مكارثي، إن كييف لا ينبغي أن تحصل على “شيك على بياض”. غير أن العديد من المرشحين الرئاسيين الجمهوريين شككوا في الحكمة من إرسال الأموال والسلاح لكييف.

تعليق الكرملين

وصف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، خطوة مجموعة الـ7 بأنها مضللة، لافتًا إلى أنه قد يكون “خطيرًا جدًّا” للغرب أن يمنح أوكرانيا ضمانات أمنية التي قال إنها ستنتهك أمن روسيا، وفق ما أوردت وكالة أنباء رويترز.

ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن “قمة فيلنيوس أظهرت أن الناتو يعود إلى مخططات الحرب الباردة”، مضيفة أنها سترد في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة، بـ”استخدام كل الوسائل والطرق المتاحة”.

ربما يعجبك أيضا