«تهديد طويل الأمد».. مجموعة السبع قلقة من تحالف روسيا والصين

هل تحالف روسيا مع الصين وكوريا الشمالية يفزع أوروبا؟

شروق صبري
الكرملين: بوتين يخطط لزيارة كوريا الشمالية

تسعى أوروبا والولايات المتحدة إلى تقييد روسيا، وكل الدول التي تتعامل معها، لردعها عن الاستمرار في حرب أوكرانيا.


حذرت مجموعة السبع من أن دعم الصين لروسيا يشكل “تهديدًا طويل الأمد” للأمن الأوروبي.

ويناقش الزعماء في مجموعة السبع التدابير اللازمة لمواجهة السياسات الاقتصادية لبكين، والتي يقولون إنها تخل بتوازن التجارة العالمية،
كما حذرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إقامة علاقات عسكرية أوثق مع كوريا الشمالية، مع تزايد التكهنات بأن الزعيم الروسي سيزور بيونج يانج في الأيام المقبلة.

مجموعة السبع

يعتقد زعماء مجموعة السبع أن دعم الصين للمجمع الصناعي الدفاعي الروسي يشكل “تهديدًا طويل الأمد” للأمن الأوروبي، حيث تسعى المجموعة إلى تشديد موقفها بشأن سياسات بكين الاقتصادية التي يقولون إنها تخل بتوازن التجارة العالمية. حسب ما نشرته “فاينانشال تايمز” البريطانية اليوم الجمعة 14 يونيو 2024.

ولطالما ضغطت الولايات المتحدة على شركائها الأوروبيين في مجموعة السبع، فرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، للاقتراب من نهجها الأكثر تشددًا تجاه الصين، بحجة أن الدور الذي تلعبه البلاد في دعم نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الوقت الذي تشن فيه حربًا ضد الصين. فضلًا عن أن أوكرانيا تعني أن بكين اختارت الوقوف إلى جانب روسيا ضد الغرب.

تهديد أمن أوروبا

من المقرر أن يناقش زعماء مجموعة السبع موضوع الصين في اليوم الثاني والأخير من قمة المجموعة في بوليا بجنوب إيطاليا اليوم، وتأتي المحادثات بعد أيام من إعلان الاتحاد الأوروبي عن تعريفات جديدة على شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية، وفرضت واشنطن عقوبات جديدة على الشركات التي مقرها الصين والتي تزود روسيا بأشباه الموصلات التي يمكن أن تساعد آلتها الحربية.

وقال أحد دبلوماسيي المجموعة من المشاركين في المحادثات، لقد انتهى عصر السذاجة تجاه بكين، والصين هي المسؤولة عن ذلك، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن 13 يونيو 2024: “الصين لا تزودنا بالأسلحة، بل القدرة على إنتاج تلك الأسلحة والتكنولوجيا المتاحة للقيام بذلك”.

القاعدة الصناعية الدفاعية

قال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن دعم الصين للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية “قضية حاسمة”، ولم يكن ذلك بسبب تأثيره على أوكرانيا فحسب، بل لأنه سيساعد روسيا على تطوير قدراتها في مجالات مثل الصواريخ والمدفعية التي من شأنها أن “تشكل تهديدًا طويل الأمد لأمن أوروبا وتثير قلق جميع أعضاء مجموعة السبع”.

وفقًا للجمارك الصينية، بلغت قيمة التجارة الثنائية بين الصين وروسيا 240 مليار دولار العام الماضي، بزيادة 26 في المائة عن 2022، وسوف يناقش زعماء مجموعة السبع أيضاً سبل مواجهة القدرة الصناعية الفائضة لدى الصين، والتي يخشى الزعماء الأوروبيون من استخدامها لإغراق أسواقهم بالسلع المنخفضة الأسعار، وخاصة في مجال التكنولوجيات الخضراء الناشئة.

تزويد روسيا بالأسلحة

حذرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية فلاديمير بوتين من إقامة علاقات عسكرية أوثق مع كوريا الشمالية، مع تزايد التكهنات بأن الزعيم الروسي سيزور بيونج يانج في الأيام المقبلة.

وذكرت تقارير إعلامية أن بوتين يخطط للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في زيارة متبادلة بعد رحلة كيم التي استمرت أسبوعًا إلى روسيا في سبتمبر الماضي. ويعتقد أن الزعيمين اتفقا خلال تلك الرحلة على أن تتلقى كوريا الشمالية مساعدة روسية في برنامجها الفضائي مقابل تزويد روسيا بالأسلحة اللازمة للحرب في أوكرانيا، في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة.

ويعتقد الخبراء أن الشمال يمكن أن يستخدم الزيارة لزيادة صادرات الأسلحة إلى روسيا، مقابل واردات الغذاء والطاقة. وقال مدير معهد سيجونج، لكوريا الجنوبية تشيونج سيونج تشانج “إذا زار بوتين بيونج يانج، فهناك احتمال كبير أن تتمكن كوريا الشمالية وروسيا من رفع مستوى التعاون العسكري إلى مستوى جديد في الوقت الذي تحافظان فيه على علاقات عسكرية وثيقة”.

الحرب في 2025

خلال الشهر الماضي، بدأ المسؤولون الأوكرانيون يفكرون في احتمال إجراء مفاوضات، في مرحلة ما في المستقبل، وصرح جنرال المخابرات الأوكرانية فاديم سكيبيتسكي لمجلة “الإيكونوميست”، الشهر الماضي، أن الحرب ستنتهي في المفاوضات في منتصف عام 2025، باعتبارها النقطة التي يقدرون فيها أن روسيا ستكون في أضعف حالاتها.

وقال مسؤول أوكراني كبير لصحيفة “فايننشال تايمز”، إن موعد عام 2025 يعتمد على إنفاق الغرب أكثر من روسيا لخلق أفضل موقف تفاوضي ممكن لأوكرانيا، وقالت مديرة مركز أوروبا الجديدة، أليونا جتمانشوك، وهو مركز أبحاث مقره كييف، إنه “مع ديناميكية الحرب الجديدة، ستكون هناك إمكانية لإجراء مفاوضات حقيقية”.

دعم أوكرانيا

اتفق زعماء مجموعة السبع، أمس، من حيث المبدأ، على إصدار قروض بقيمة 50 مليار دولار لكييف، مدعومة بالأرباح الناتجة عن حوالي 300 مليار يورو (322 مليار دولار) من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة من قبل الغرب، وأكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أن “على روسيا أن تدفع”، حسب ما نشرته قناة “CNBC” الأمريكية اليوم.

ومن المقرر أن يناقش حلف شمال الأطلسي تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا خلال قمته المقبلة يومي 9 و11 يوليو 2024، ويتوقع الأمين العام ينس ستولتنبرج أن توافق الدول الأعضاء على “تعهد مالي طويل الأجل لتقديم الدعم العسكري” لكييف، كما أزالت واشنطن وألمانيا بعض القيود المفروضة على الأسلحة التي تزودان بها أوكرانيا، وتسمحان باستخدامها ضد أهداف على الحدود داخل روسيا، للدفاع عن خاركيف.

ربما يعجبك أيضا