تهميش روبرت مالي.. هل يمثل تهديدًا للمحادثات النووية الإيرانية؟

عمر رأفت
تهميش روبرت مالي .. هل يمثل تهديدًا للمحادثات النووية الإيرانية؟

أثار تجميد المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، روب مالي، التساؤلات بشأن تأثير ذلك في المفاوضات النووية المتعثرة.


أثار تهميش المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، روب مالي، وتساؤلات بشأن مصير المحادثات النووية المتوقفة منذ فترة طويلة.

وقالت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، في تقرير لها يوم أمس الاثنين 17 يوليو 2023، أن الاتفاق النووي يُنظر إليه على أنه حان وقته الآن، مع استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم، واستعداد الأطراف المعنية لإجراء انتخابات مهمة العام المقبل.

أزمة روبرت مالي

أوضحت «سي إن إن» إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أعطت الدبلوماسي البارز، الذي قاد المحادثات النووية مع إيران سابقًا، روب مالي، إجازة من دون أجر، الشهر الماضي.

وأشارت إلى أن الرجل البالغ 60 عامًا، ظل في الوظيفة لفترة من الوقت، وخضع لتحقيقات بسبب سوء تعامله مع معلومات سرية.  وفي الوقت الذي أُعلن فيه مغادرته في يونيو الماضي، قال مالي للشبكة إنه جرى إبلاغه بأن تصريحه الأمني السابق قيد المراجعة، وأنه يتوقع حل التحقيق بنحو إيجابي قريبًا.

اقرأ أيضًا: روبرت مالي: إيران على بعد أسابيع من امتلاك المواد الانشطارية

بديل روبرت مالي

تولى نائب مالي، أبرام بالي، إدارة مكتب المبعوث الخاص لإيران، الجمعة الماضية، وكتب على تويتر: “يظل الفريق بأكمله في وزارة الخارجية منخرطًا في تنفيذ سياستنا بشأن إيران”.

وأزال موقع وزارة الخارجية الأمريكية اسم مالي من المنصب، وفي مقابلة يوم أمس الأحد، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إنه لا يستطيع التحدث عن الظروف الحالية بشأن ما إذا كان مالي سيستعيد منصبه أم لا.

علما الولايات المتحدة وإيران

علما الولايات المتحدة وإيران

مصير الاتفاق النووي

تطرقت «سي إن إن» إلى تقييم استخباراتي أمريكي، نُشر الأسبوع الماضي، قال إن إيران وسعت نطاق برنامجها النووي بسرعة، منذ اغتيال أحد علمائها في نوفمبر 2020، وأنها قد تحصل على ما يكفي من اليورانيوم المخّصب لصنع قنبلة نووية، خلال أسابيع قليلة.

وأوضحت أن إيران ستشهد انتخابات برلمانية، العام المقبل، في حين من المقرر أن تجري الولايات المتحدة انتخابات رئاسية، وقال محللون إن إحراز تقدم في المحادثات النووية، وكذلك مصير الأمريكيين المحتجزين في طهران، من المرجح أن يعزز فرص إعادة انتخاب بايدن.

اقرأ أيضًا: كيف تتعامل إسرائيل مع التطورات الحالية للملف النووي الايراني؟

كيف تغير وضع روبرت مالي؟

لفت التقرير إلى أن مالي كان أحد مهندسي الاتفاق النووي لعام 2015، الذي جرى التوصل إليه مع إيران في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، قبل تخلي خلفه، دونالد ترامب عن الاتفاق لاحقًا، في العام 2018، موضحة أنه بعد انتخاب بايدن، أعيد مالي في عام 2021 كمبعوث لإيران، وأصبح شخصية بارزة في محادثات العودة للاتفاق النووي.

روبرت مالي

روبرت مالي

لكن خلال العام الماضي، وفق التقرير، برزت عدد من النقاط العالقة في المفاوضات، وتوقفت المحادثات بحلول سبتمبر 2022، وساءت العلاقات مع قمع النظام الإيراني بوحشية التظاهرات في الداخل، وكذلك تزويد طهران موسكو بطائرات دون طيار في الحرب الروسية الأوكرانية.

تهميش مالي

قالت «سي إن إن» إن تهميش مالي لم يكن الإجراء الاول الذي اتخذت ضده من الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ففي عام 2008، استقال من حملة باراك أوباما الرئاسية، بعد أن تبين أنه التقى أعضاءً في حركة حماس الفلسطينية في أثناء عمله بمجموعة الأزمات الدولية (ICG)، وهي مؤسسة بحثية  كان رئيسًا ومديرًا تنفيذيًّا لها.

واتهم منتقدو مالي، ومن بينهم الإيرانيون المناهضون للنظام في الشتات، والمحافظون الأمريكيون وأنصار إسرائيل، بالتعاطف الشديد مع طهران، وبقسوة شديدة على عدوها اللدود، إسرائيل.

تعليق إيران

ردًا على سؤال بشأن تهميش روبر مالي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في 3 يوليو الحالي: “نحن لا نعلق على القضايا الداخلية للدول الأخرى”، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الدبلوماسي المتقاعد، جاويد قربان أوغلي، قوله إن مالي لديه ميول تجاه إيران، جعلت جماعات الضغط المقربة من إسرائيل ضده، على حد وصفه.

فرصة إيران

قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية بإدارة ترامب، والزميل بالمعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، جابرييل نورونها، في تصريح أبرزته «سي إن إن»، إن أساليب مالي هي السبب في تصرفات طهران الآن.

وأضاف: “خلال ولايته، أعادت إيران بناء اقتصادها وركزت على برنامجها النووي بقدرجيد”، مضيفًا أن طهران تعتقد بالتالي أنها زادت من نفوذها على الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك ، فشل في كسب احترام الإيرانيين أو خوفهم، ما أدى إلى تدمير آفاقه التفاوضية.

روبرت مالي

روبرت مالي

رئيسي يريد الصفقة

الشبكة الإخبارية الأمريكية عن من وصفتهم بأولئك الذين عملوا من كثب مع مالي، رفضهم التام للأقاويل التي تفيد بأنه لم يكن جيدًا في تعامله مع إيران، وقال مدير مشروع إيران بالمؤتمر الحكومي الدولي، علي فائز، إن تصرفات مالي تتماشى مع استراتيجية الأمن القومي للإدارة الأمريكية.

وقال الأستاذ المشارك في كلية الدراسات العالمية بجامعة طهران، فؤاد إزادي، إن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يريد عقد صفقة وربما كان يأمل في التوصل إلى اتفاق مع مالي كمبعوث.

ربما يعجبك أيضا